فؤاد دحابة - نقيب المعلمين اليمنيين لـ«النداء»:

فؤاد دحابة - نقيب المعلمين اليمنيين لـ«النداء»:

                   مشكلة وزير التربية أنه لا يدرك ما هي احتياجات الميدان
> لا يوجد رصد لحالات الاعتداء على المعلمين، وانشغالنا في المطالبة بالحقوق سبب القصور
> أسسنا تحالفاً مع 5 نقابات وستكون لدينا فعاليات مشتركة
> الكتاب المدرسي المعدوم يباع في الشوارع.. وقيادات تربوية تقوم بالغش
> نحن رسل خير، ولا نهدد أحداً وفعاليتنا الميدانية تبدأ مطلع نوفمبر
أكد نقيب المعلمين اليمنيين فؤاد دحابة إن الأولوية لدى النقابة في الوقت الحالي؛ إلزام الحكومة بتنفيذ قانون الأجور والمرتبات الذي تماطل في تنفيذه منذ مارس 2009.
وقال إن قيادة النقابة التي انتخبت قبل 4 أشهر، وضعت برنامجاً لفعاليات ميدانية ستبدأ أول نوفمبر القادم.
الأوضاع التعليمية وقضايا المعلمين وعلاقة النقابة مع وزارة التربية يتحدث عنها نقيب المعلمين في هذا الحوار.
* حوار: إبراهيم الظهرة - خدمة خاصة من موقع "نيوزيمن"
> ما سر خفوت صوت النقابة في هذه المرحلة مع وعدكم بأن تبدأ الفعاليات المطلبية مع بداية العام الجديد؟
- بداية أنتهز فرصة بداية العام الدراسي لأحيي جميع المعلمين والمعلمات في مختلف أنحاء الجمهورية وأشد على أيديهم وأن يكون العام الدراسي الجديد حافلاً بالإبداع والتجديد بما يخدم العملية التعليمية.. كما أتمنى على قيادة وزارة التربية أن تتعاطى بجدية مع مطالب المعلمين. وفي ما يخص الفعاليات وصوت النقابة فإنه لم ولن يخفت، لكننا نسير وفق برنامج زمني، ونحن كقيادة ملتزمون بقرار المجلس الأعلى الممثل لجميع المحافظات ونتحرك في إطاره.. النقابة تسير وفق خطط وبرامج محددة.
> المعلمون لا يعلمون بتلك القرارات وإنما يتابعون الحركة في الميدان، وهم يلحظون أن 4 أشهر كانت فيها الفعاليات ضعيفة باستثناء فعالية يتيمة للمطالبة بما يسمى بإكرامية رمضان، تلتها أمسية رمضانية، لكن ليس ذلك هو كل ما يتمناه المعلم من قيادة جديدة لنقابة المعلمين..
- نحن بداية نطلب من المعلمين أن يثقوا في نقابتهم الثقة الكاملة، ونحن في إطار الإعداد للفعاليات القادمة، ورغبتنا ألا تبدأ فعاليتنا إلا بعد أن نلتقي بقيادة وزارة التربية حتى نضع مطالبنا عليهم.
> 4 أشهر لم تستطيعوا أن تلتقوا قيادة وزارة التربية أم أن ترتيباتكم بطيئة؟
- الحقيقة بعد استلامنا دفة العمل في قيادة النقابة كان لدينا أولويات لترتيب البيت الداخلي، ثم بدأنا بعض الزيارات الميدانية للفروع واللقاء بالمعلمين وتدشين البرنامج الجديد للعام الدراسي، وكان هناك نشاط واضح في ذلك الإطار.
> هل من الصعوبة أن تسير تلك الأنشطة مع نشاط التنسيق للقاء قيادة وزارة التربية في ونفس الوقت؟
- نحن حريصون على لقاء قيادة وزارة التربية، ولكننا لم نجد ذلك الحرص من قبلها. وعموماً نحن سننزل إلى الميدان.
> ما الذي فعلتموه لترجمة ذلك الحرص؟ هل اتصلتم بالوزير مثلاً؟ هل وجهتم رسالة بذلك؟
- هناك خطابات وجهت للوزارة، لكننا لم نجد أي تجاوب. وهناك أطر تواصل واضحة لدى النقابة، وليس بالضرورة أن يتصل فلان أو علان، فلدينا طريقتنا في التواصل، وقبل أيام كلف نائب نقيب المعلمين بزيارة الوزارة وترتيب لقاء مع الأخ الوزير، ولم نجد تجاوباً حتى الآن، لكن لن نفقد الأمل.
> ما الذي قدمتموه خلال هذه الفترة منذ انتخابكم منتصف يونيو الماضي؟
- بإمكانك أن تسأل المعلمين منذ منتصف شعبان حتى منتصف شوال، التقيت ما يقارب 7.000 معلم في جميع المحافظات، عدا 3 أو 4 محافظات، لم أتمكن من زيارتها لعدم ترتيب أنشطة نقابية فيها.
> بشكل واضح ومحدد ما هي مطالبكم؟
- لنا حد أعلى وحد أدنى للمطالب، الحد الأدنى هو التزام الحكومة بتنفيذ القوانين النافذة، دون مماطلة أو تأجيل أو انتقاص.
> والتفسير والتأويل، وفق تفسيركم أم تفسير الحكومة؟
- حتى وفق تفسير الحكومة فهي غير راغبة وغير جادة في التنفيذ، فقد وعدت بتنفيذ المرحلة الثالثة من قانون الأجور والمرتبات في مارس 2009، ولم تنفذ، وابتدعت بدعة تقسيم قانون الأجور والمرتبات إلى 5 مراحل، رغم أن مجلس النواب أقر إصدار القانون كدفعة واحدة ولم يقسمه إلى مراحل، لكن الحكومة أصرت على تقسيمه، ومع هذا لم تنفذ المراحل وفق الجدول الزمني الذي وعدت به.
> لماذا لا تقدرون وضع الحكومة فهي غير قادرة على تنفيذ ذلك؟
- نحن أمام خيارين: إما أن تكون الحكومة قادرة على الوفاء، وإما أن تكون غير قادرة، وعليها أن تعلن للناس ذلك، أما أن تبقى خارج المربعين فهذا أمر غير جيد، بالإضافة إلى معرفتنا أن الوزارة قادرة، والكل يعرف أن يد الفساد هي السبب الرئيسي في عجز الحكومة عن سداد مثل تلك الالتزامات.
> كيف تستطيع التدليل على أن الحكومة قادرة على تنفيذ ذلك؟ هل لديك بيانات أو معلومات وأرقام تشهد لك؟ هل درستم في النقابة ما الذي سيلزم لإصلاح الوضع والتكلفة المترتبة؟ وكيف يمكن توفيرها؟
- هذا السؤال يوجه ابتداءً إلى وزيري التربية والخدمة، لماذا يعدون وهم لا يستطيعون أن يفوا بالوعد؟ لماذا يجعلون المعلم يعلق آمالاً على شماعة تُستخدم أيام الانتخابات، وتجعل قوانين الأجور والمرتبات عبارة عن مبالغ لشراء الذمم، وكأن المراحل الثالثة والرابعة من قانون الأجور والمرتبات لن تصرف إلا إذا جاءت انتخابات؟!
> كلام جميل يوجه إلى الوزارة ولكن أنتم كنقابة –كوكيل شريعة- يفترض أن لديكم القدرة على تقديم معلومات للقضية العادلة التي تطالبون بها؟
- نحن ندعي أن الوزارة قادرة على الوفاء بحقوق المعلمين، ولو عادنا إلى ميزانية الحكومة وحسابها الختامي سنرى الفرق الشاسع بين ما هو معتمد وما صرف، وسنجد أن هنالك يداً للفساد.
> اطلعت على وفر من وزارة التربية والتعليم بحدود 7 مليارات ريال في أحد الأعوام الماضية. هل من شأن هذه المبالغ أن تحسن من وضع المعلمين، وتلبية بعض مطالبهم؟
- لا أدري بالضبط، ولكن أقول إننا أمام وضع تماطل فيه الحكومة في تنفيذ قانون الأجور والمرتبات، وعطلت التسويات والترقيات منذ عام 2005، وبدل طبيعة عمل الموجهين ومحو الأمية والتحفيظ، كما عطلت وأوقفت بدل الريف أو بدل مناطق نائية. هذه القضايا التي هي قضايا قانونية، إن كان وزير التربية يقول بأنها مطالب قانونية، فعليه أن يتبناها أمام الحكومة ويرفعها في ميزانيته حتى لا يواجه هذه الإشكالات التي يواجهها اليوم. مشكلة وزير التربية أنه لا يدرك ما هي احتياجات الميدان، بحيث يرصدها في الميزانية.
> النقابة لم تقدم مطالب رقمية محددة، فهناك من يرى أن عليها أن تقدم أرقاماً واضحة حتى تستطيع تحقيق شيء وحتى تبتعد عن تهمة المزايدة.
- أية قضية تقدم للمحكمة نحن ملزمون بأن نقدم أدلة، أما المطالب العامة فنحن أمام مطالب قانونية يعترف بها القاصي والداني، ولا يستطيع وزير التربية ولا أي موظف فيها أن ينكر هذه الحقوق.
> طالبت لجنتا التربية والقوى العاملة في البرلمان بأرقام وبيانات لم تتوفر للنقابات في حينه؟ هل تعد في الهيئة الجديدة بتوفير مثل تلك البيانات بخصوص مختلف القضايا؟
- هناك بيانات قد تكون متاحة، وأخرى غير متاحة، ولا يستطيع حتى البرلمان الوصول إليها، وهناك خفايا كثيرة، ونحن سنسعى في المتاح.
> لماذا توقفت مطالبكم عند الأجور والمرتبات، وأغفلتم جوانب أخرى مهمة مثل (التدريب والتأهيل، الإسكان، التشريعات الحمائية)؟
- فعلاً هناك تقصير في هذا الجانب.
> وما الذي تنوون فعله إزاء هذا التقصير؟ هل ستدرجونها في مطالبكم وخططكم؟
- لا بد أن تهتم النقابة بهذا الجانب، وتدرج في المطالب والخطط قريباً بإذن الله.
> حوادث الاعتداءات على المعلمين كثيرة، فيما جهودكم محصورة، وعادة ما تقوم الأجهزة الإدارية والقبلية بحلها ودياً.. أين النقابة؟
- قد تبلغنا هذه القضايا، لكن مساءلة التبني تحتاج إلى توكيل من المعلم، ويحتاج الأمر عموماً التفافاً من المعلمين حول نقابتهم، وأن يبلغوها أولاً بأول بتلك الحالات حتى نتبنى حلها سواءً عبر الصلح أو القضاء.
> هل هناك رفض من المعلمين لتبني النقابة قضاياهم؟
- عندما تتبنى قضية معلم يقول "ما دخلكـ"، غير منطقي، لكن يمكن أن نتبناها كقضية عامة.
> القضايا الفردية هل هناك من يرفض تدخلكم؟
- بعض المعلمين قد يرفض أن تتدخل النقابة في موضوعه.
> هل حدث مثل ذلك؟ هل هناك وقائع أم أنه انطباع؟
- كل ما يبلغنا من حوادث قد تكون لأعضاء نقابة معلمين أو أعضاء قياديين فيها، نحن نتولى مباشرة الدخول فيها بشكل مباشر.
> هل هناك جدوى من ذلك؟ هل أحلتم معتدياً مثلاً إلى القضاء ونال جزاءه؟
- نعم في شهر رمضان حصل اعتداءان وتدخلت النقابة بقوة، وحُلا عن طريق السلطة المحلية. وهناك قضايا سابقة.
> هل لديكم رصد وتحليل لتلك الاعتداءات وهذه الظاهرة؟
- لا، ليس موجوداً حتى الآن، ويجب أن نلتفت لمثل ذلك الأمر.
> هل لديكم رؤية واضحة وإستراتيجية محددة يتعرف المراقب عليكم من خلالها ويحكم عليكم في ضوئها؟
- أوراق النقابة مكشوفة وليس هناك شيء مخفي، أنشطتها وبياناتها ومواقفها وعلاقاتها.
> إلى أين تريد أن تصل نقابة المعلمين؟ مثلاً في حال استجابت الحكومة للمطالب، هل ستتوقف النقابة؟
- النقابة لها أهداف، نحن نسعى في إطار تنفيذ النظام الأساسي واللائحة الداخلية للنقابة.
> بالاطلاع على أهدافكم فهي ضبابية وعمومية وربما ليست مناسبة للفترة الحالية؟
- التطوير والتعديل مطلوب، وله آليات وطرق معينة وجهات معنية، وهو من حق المؤتمر العام.
> هل أسرتكم الحكومة في مجال العلاقات بحيث لا نشاهد لكم تواجداً فاعلاً في إطار المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، سوى في إطار محدود؟
- رصيدنا الأساسي واعتمادنا على المعلمين في الميدان، ووجودنا في الاتحادين الإسلامي والدولي للمعلمين مؤشر بأن هناك اهتماماً في هذا الباب.
> هل ذلك هو كل ما تستطيعه نقابة المعلمين؟
- ليس أمامنا ما يعيق التواصل مع الآخرين، ولا نفرض على المنظمات أن تتصل بنا، فالأمر راجع إليها، لكن بيتنا مفتوح وبابنا مفتوح وصدرنا مفتوح.
> بمعنى أنكم لم تبادروا لفتح علاقات مع المنظمات والجهات رغم أنه لا تحفظات لديكم..
- نحن مطالبون في المرحلة القادمة بصياغة مشاريع نستطيع من خلالها أن نمد أيدينا للآخرين ونتعاون في تنفيذها.
> كم عدد منتسبي النقابة؟
- يصلون ل50 ألف عضو وفق التنسيب الجديد.
> هل تحصلون اشتراكاتهم؟
- كنا نأمل أن يكون التحصيل مركزياً عن طريق مكاتب التربية، ولكن هناك رفضاً، بل وتستقطع لنقابة أخرى من أعضائنا، ومعظم ما يحصل يصرف في الفروع، ولا تستفيد منه الهيئة الإدارية العليا.
> ما أبرز الأنشطة خلال هذه الفترة؟
- نحن الآن في إطار المطالب، وهي تأخذ حيزاً كبيراً، كما نعمل على تطوير مجلة المعلم، وفي إطار تأكيد وتوثيق علاقاتنا في الداخل والخارج.
> مثل..؟
- لدينا مشاركات مطلع ديسمبر في أذربيجان، وورقة عمل نقدمها، وفي الفترة الماضية قمنا بتأسيس تحالف من 5 نقابات (الأطباء والصيادلة، المختبريين، المهندسين، المهن التعليمية، والتعليم الفني والتدريب والمهني)، النقابة هي الناطق الرسمي له، يقوم بالتعاون لمتابعة الحقوق بشكل عام، وعندنا لقاء قادم ندعو فيه جميع النقابات للانضمام للتحالف، وستكون لنا فعاليات مشتركة.
> هناك اتهامات مستمرة لمواقف النقابة بأنها حزبية.. ويدللون بأنه "كلما كانت هنالك انتخابات كان هنالك فعاليات لنقابة المعلمين"؟
- فعاليتنا مرتبطة بحقوق المعلمين والعام الدراسي، ونعتبر هذه التهمة باطلة، لكن وجود أعضاء من أي حزب في النقابة أمر لا يعيب أحداً.
> هناك من ينظر للفعاليات بأنها دعم سياسي للون سياسي معين؟
- الحكم على النوايا أمر صعب ما لم يكن في فعاليتك شعار أو عبارة تؤكد ذلك.
> على هذا فلا تتهموا الآخرين بممارسة السياسة والحزبية خصوصاً في وسطكم التربوي..
- نحن في إطار العمل النقابي لا نريد أن نجازف بالتهم ونلقيها على أحد، ويهمنا أن نصل لحقوق المعلمين.
> حتى ولو كانت تلك الجهة نقابة المهن التربوية المنافسة لكم..؟
- هم إخواننا وشركاؤنا في العملية التربوية، وليس بيننا وبينهم أية قطيعة ولا عداء سواءً انتموا للمؤتمر الشعبي العام ويخدمونه كحزب حاكم أو لا يخدمونه.
> لا تمانعون من التعاون معهم في إطار مشترك كنقابتين غير متفقتين..
- وما المانع؟ ليس هناك مانع قانوناً ولا عرفاً.
> هل لديكم أي توجه للتقارب بين النقابات العاملة في إطار المهنة الواحدة؟
- نحن ندعو الجميع بلا استثناء للانضمام إلى تحالف النقابات للدفاع عن الموظفين.
> في الإطار التربوي تحديداً هل لديكم مبادرة؟
- ليس هنالك ما يمنع، ونحن كنا قبل فترة طويلة نتمنى ونعمل لتوحيد النقابات التربوية، ولكن في ظل عدم القدرة على التوحد في ظل الظروف الحالية، على الأقل ننسق جهودنا.
> تم اختياركم في الحوار الوطني من قبل المشترك، ألا يدل ذلك على تحزيب للمنظمات المفترض أنها مستقلة؟ وفي المقابل تم اختيار نقابة المهن التعليمية والتربوية من قبل المؤتمر..
- نحن نشكر لجنة الحوار بشكل عام والمشترك بشكل خاص على ثقتهم بنا واعتبارهم أننا نمثل المعلمين.
> هل تمثلون المعلمين أم أحزاب اللقاء المشترك؟
- نحن نمثل المعلمين كنقابة، لكن قد يكون لدينا أعضاء يمثلون المشترك.
> لماذا جاءت دعوتكم في هذا السياق، من قبل أحد الأطراف (المشترك)؟
- بإمكانك أن تسأل المشترك إن كانوا رشحونا باعتبارنا نقابة تابعة لهم، أم أنهم يعتبروننا نقابة تمثل المعلمين.
> هل من أفق لتوحيد مواقف النقابات؟
- أعتقد أن موقف المعلم وإلحاحه ومطالبه القانونية المتعثرة هي البوابة لتوحيد العمل النقابي.
> هل تلمسون تصعيداً مشابهاً لتصعيدكم من قبل نقابة المهن؟
- هناك نوع من الحركة نلمسها في أمانة العاصمة وبعض المحافظات الأخرى، وهو شيء جيد ويبشر بالخير.
> كيف تنظرون للعملية التعليمية؟ وهل لكم دور في ما وصلت إليه، وما يجب أن تكون عليه؟
- الحديث عن التعليم في اليمن محزن، ولو طالعت مجلة المعلم لوجدت ملفاً كبيراً يتحدث عن التعليم في اليمن بالحقائق والأرقام، ويمكنك العودة إليه، ولا يكاد مثقف أو رجل سياسي إلا وهو يدرك خطورة ما يمر به التعليم في اليمن.
> ما الذي تقصده بوصفك للحديث عن التعليم بالمحزن؟
- تكاد تجد العملية التعليمية فقدت محتواها حقيقة، فالكتاب المدرسي يباع في السوق ولا يوجد في المدرسة، والطالب يعجز عن الحصول على كرسي يجلس عليه، والمعلم راتبه لا يكفي متطلبات الحياة والعيش الكريم، فهو يفكر في إيجار البيت وقيمة الدجاجة. والغش يقضي على ما تبقى من العملية التعليمية، وتشارك قيادات تربوية ومعلمون للأسف الشديد في تلك العملية.
> هل أنتم قادرون على مواجهة كل هذه التحديات ومدافعة وزارة التربية من أجل إصلاح وضع العملية التعليمية وتحسين وضع المعلم؟
- الأصل ألا ندافع وزارة التربية بل ندافع معها، ونحن لا نعتبر وزارة التربية خصماً.
> في الفترات الماضية كان هناك مدافعة لوزارة التربية من خلال الفعاليات؟
- يتوهم البعض أننا حين نطالب الحكومة بحقوق المعلمين أننا خصم لها، نحن لسنا خصماً، نحن شريك مع الحكومة، ونأمل أن تعتبرنا شريكاً لها كما نعتبرها.
> هي لا تعتبركم كذلك حسب البعض، والدليل أنها ترفض الجلوس معكم. هل تعتقدون أنها تعتبركم شريكاً؟
- هذا شأنها، لكننا شركاء باعتبارنا مواطنين وباعتبارنا معلمين، وثالثاً كنقابين لنا حق كما لغيرنا أن ننصح ونقدم الواجب في هذا المجال.
> هل ستظل المطالب في صورة زيارات ولقاءات بالمسؤولين، أم أنكم ستنقلونها إلى شكل احتجاجي آخر؟
- لدينا جدول كبير للفعاليات تم إقراره من المجلس الأعلى، ميدانية وغير ميدانية. وستبدأ الفعاليات الميدانية بداية نوفمبر، وقد أبلغنا وزير التربية بذلك، وسيصدر بها بيان في حينه، وستكون على مستوى الجمهورية. ونحن لا نهدد أحداً، نحن رسل خير، وكل فعالياتنا تحمل شعار المحبة والأخوة لمن تحملوا الهم التربوي، وناصحون لهم، وسنكون شركاء معهم، ولنبدأ من احترام المعلم وإنصافه.
> هناك من يقول إن هناك سياسة تجهيل متعمدة، ما رأيكم؟
- من حق أي أحد أن يقول ذلك وهو يرى العملية التعليمية تنهار، لكن نحن نقول إن هنالك إهمالاً وتفريطاً وتضييعاً لأجيال المستقبل. وإهمال العملية التعليمية سيؤدي إلى ضياع المستقبل وتجهيل الأمة مستقبلاً.
> ما المؤشرات والمظاهر الإضافية لذلك؟
- أبرز المظاهر التي يدركها الجميع موجودة في المنهج المدرسي الذي يعجز كثير من أولياء الأمور عن تدريس أبنائهم في المنزل، بل هناك مناهج ودروس يعجز حتى المدرسون عن تدريسها من صف لآخر للاختلاف، فالتعقيد في المنهج من العوامل الكبيرة والخطيرة التي لمسناها في السنوات الأخيرة.
> ماذا قدمتم للعملية التعليمية في مناطق الصراع، تحديداً في الجنوب وصعدة؟
- من خلال زيارتي لمناطق الصراع في الضالع وعدن وصعدة، لمست أن نقابة المعلمين في المحافظات كان دورها صمام أمان لهذا البلد، فكثير من المعلمين في صعدة تعرضوا للاعتقال أو القتل أو التشريد من مناطقهم. وهناك تقرير مفصل سيصدر في مجلة المعلم العدد القادم، حول أوضاع المعلمين في محافظة صعدة.
> هل هناك أرقام بعدد المدارس المغلقة، المدرسين الموقوفين، والطلاب المتسربين؟
- حسب معلوماتي معظم المدارس كانت مغلقة العام الماضي، وفتحت بعضها في المناطق الأقل احتقاناً. وكان أعضاء النقابة من المعلمين هم السباقين للتدريس وأداء الواجب في هذه المدارس، وبعضهم تعرض للقتل والاعتقال بسبب ممارسته للتدريس. وكذلك إخواننا المعلمون في الضالع كانت لهم أدوار، ومواقف مشرفة. وأنتهز الفرصة لأقدم كلمة شكر لهم في الضالع وأبين وعدن ولحج وصعدة وغيرها من المحافظات، لما مارسوه وقاموا به من جهود عظيمة رغم كل الصعوبات.