أحد عمالقة الفن في مصر والعالم العربي يغادر الحياة الدنيا بعد ان أمتع وعلم وأثرى الجمهور العربي لأكثر من نصف قرن.
صلاح السعدني بدأ كبيرًا كما في دوره في فيلم "الأرض" ثم صار صديق العائلة العربية منذ أواخر السبعينات مع انتشار الدراما المصرية في شاشات التلفزيون من نواكشوط إلى مسقط.
دوره في "ليالي الحلمية" يبقى نقشًا خالدا في عالم الإبداع الدرامي العربي وألصق شخصيات اسامة أنور عكاشة بالعربي العادي؛ العمدة سليمان غانم هو صلاح السعدني، لا يذكر الممثل في جلسه إلا ورافقه- واحيانا يسبقه- العمدة الذي سجل عبره، بعمق- لكن أيضا بظرافة وخفة دم- التحولات الاجتماعية والانقلابات السياسية في مصر منذ الأربعينات حتى ثمانينات القرن العشرين.
صلاح هو ابن المشروع الناصري بانجازاته ونكساته وانتصاراته وهزائمه. وهو في أدواره السينمائية رفقة عقد فريد من المبدعين المصريين وبخاصة الراحلان نور الشريف وعاطف الطيب، أبدع في تصوير الأثر العميق لسياسات السبعينات الاقتصادية في الشخصية المصرية.
صلاح السعدني مات!
العزاء واجب لأسرته في مصر… ولأسرته الكبيرة على امتداد خارطة العالم العربي الحزين.