تسع سنوات على رحيل أبي.. كيف مرت؟

عبدالكريم الخيواني برفقة ابنته آلاء( أروى عثمان)
عبدالكريم الخيواني برفقة ابنته آلاء( أروى عثمان)

تسع سنوات على رحيلك أخذت من روحي الكثير.
كيف تسع سنوات مرت بدون وجودك؟

لقد مرت، ولكنها كانت ثقيلة جدًا، كبرت فيها جدًا، لم أعد تلك الفتاة المدللة التي لم يكن لديها أي هم إلا سلامتك ورجوعك للبيت. فقدت الكثير برحيلك، فالخطوات والأفعال صارت محسوبة، أما قبل فلم يكن لذلك أي حسبان.

كان دائمًا الموت وشيكًا وقريبًا منك، ولكن لم أستطع أن أتخيل وقتها أو أطرح احتمالات لحياتي بدونك، لأن مجرد تخيل ذلك كان موجعًا.
لا سيما الأيام القليلة قبل رحيلك كان دائمًا هنالك شعور مخيف داخلي وأحلام سيئة، وقد دونت وقتها بمذكراتي بأني أشعر بشعور غريب لا أستطيع وصفه، ولكني متأكدة أن هنالك شيئًا سيئًا سيحدث.

قبل رحيلك بليلتين استيقظت من حلم سيئ وحزين، رأيت فيه جثمان أبي والتشييع، ولقطات مما حدث فعلًا، ذهبت مسرعة إليه وهو بمكانه المعتاد يقوم بالكتابة، حضنته وأجهشت بالبكاء، وأخبرته بالحلم، وقال لي مازحًا: "والله يا حبيبي قد طولوا، كنت أحسب أنهم بيغتالوني أول واحد هههههه ولا تجلسي تقلقي وتحسبي لي متى خرجت متى روحت وليش ما أرد، خلينا نعيش حياتنا طبيعي، وإذا حصل يحصل فجأة".

لقد حدث فجأة، ولكنها كانت الفجأة التي جعلتني بدونك، وذلك أصعب ما قد يحدث لي بكل حياتي.

تأتي دائمًا ذكرى رحيلك وأنا بأمس الحاجة إليك ولوجودك بجانبي.
ذكراك دائمًا بلساني وبحديثي مع جميع من أتحدث إليهم.
لتسكن روحك الجنة، وليسكن قلبي ذكراك وضحكاتك.