ليالي رعب ودوي قنابل وتبادل كثيف لإطلاق النار

ليالي رعب ودوي قنابل وتبادل كثيف لإطلاق النار

الضالع على شفير الانفلات الأمني الشامل
* الضالع - فؤاد مسعد:
تعيش الضالع وضعا استثنائيا يتصاعد أحيانا ويعود للتهدئة أحيانا أخرى، ويخضع في مجمله للتطورات التي تشهدها المناطق الجنوبية والمجاورة منها على وجه الخصوص، حيث صارت تشهد في معظم الليالي اشتباكات مسلحة بين الأمن ومسلحين، وتستمر هذه الاشتباكات في بعض الأحيان أكثر من ساعة، وتستخدم فيها الرشاشات، كما يتخللها دوي القنابل وأصوات الانفجارات التي تثير الرعب لدى سكان المدينة.
هذه المناوشات الخاطفة لا يكشف عن ضحاياها في ظل تعتيم طرفيها اللذين يريد كل منهما الظهور بمظهر المتفوق وصاحب السيطرة، بينما تتناقل مصادر محلية أنباء إصابات يتكبدها الطرفان، إلا أنها غير مؤكدة، ومع ذلك تبقى أضرار أخرى ماثلة للعيان، وفي مقدمتها الخوف الظاهر على المواطنين الذين صاروا يتوقعون حدوث مشكلة في أي وقت، وبالتالي فهم يحسبون حسابهم لمثل هذه المفاجآت غير السارة، ولعل هذا السبب الذي جعل كثيرا من الأسر تقرر مغادرة الضالع بحثا عن أماكن آمنة بعدما يئسوا من الحصول على الهدوء والسكينة.
في الفترة الأخيرة تزايدت أنباء الانفجارات والاشتباكات التي يكون قطبيها جنود ومسلحون مجهولون لا يتم الكشف عنهم. ومع أن قيادات الحراك لا تعلن مسؤوليتها عن تلك الأعمال، ولا تزال خطابات الحراك على اختلاف مكوناته، تتبرأ من العنف والأعمال المسلحة، إلا أن أصابع الاتهام الرسمية لا تكف عن الإشارة إلى الحراك كفاعل وحيد، وإلى أنصاره بوصفهم عناصر تخريبية تسعى لإثارة الفتنة وتكدير السلم العام وإقلاق السكينة العامة حسب الإعلام والتصريحات الرسمية.
ولا يزال الغموض يكتنف مثل هذه المواجهات، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام التكهنات والتحليلات إزاء هذه التطورات غير المسبوقة، والتي تعيد لأذهان مواطني الضالع ما كان يحدث أواخر التسعينيات في ما كان يعرف حينها بأحداث "موج" و"حتم".
***
أحداث
- في منتصف نوفمبر الماضي لقي المواطن سيف علي غالب مصرعه، وأصيب علي مثنى مسعد وسط أحد شوارع مدينة الضالع، وحينها تضاربت الأنباء حول الحادثة، ففي حين قالت مصادر محلية إن الشخصين (القتيل والجريح) أثناء مرورهما قوبلا برصاص الجنود بسبب تشغيلهما لأغنية "عبود خواجة" الخاصة بالحراك الجنوبي، قالت مصادر أمنية إن المذكورين هما ضمن مجاميع مسلحة هاجمت إدارة أمن مديرية الضالع مساء اليوم نفسه، ولاذت بالفرار وقد تعقبهما الأمن فقتل أحدهما وجرح الآخر.
وقد شهدت مدينة الضالع بعد ساعة من وقوع ذلك الحادث وحتى ساعة متأخرة من الليل تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين الأمن ومجهولين دون حدوث إصابات، كما أغلقت المحلات التجارية أبوابها وعاشت المدينة ليلة مرعبة، عمت فيها الفوضى والانفلات الأمني.
وإثر ذلك، أقدم مسلحون صبيحة اليوم التالي على إحراق شاحنة تابعة للواء 35 مدرع المرابط بالضالع، كانت تقوم بتوزيع المواد الغذائية للمواقع والنقاط العسكرية التابعة للواء.
وقال شهود عيان إن المسلحين أوقفوا الشاحنة في الخط الرئيسي أمام مفرق مديرية الأزارق، وأنزلوا شخصين منها وجردوهما من الملابس، ثم أشعلوا النار في الشاحنة، وظلت ألسنة اللهب تتصاعد منها حتى الظهيرة، إلى أن جرى سحبها من قبل اللواء بعدما دمرتها النيران بالكامل.
- يوم الأحد 27/12/200، اندلعت مواجهات عنيفة بين الأمن ومجاميع تابعة للحراك، نجم عنها مقتل مواطن وإصابة 6 آخرين، وذلك إثر تنفيذ عصيان مدني دعت له مكونات الحراك الجنوبي للتضامن مع ضحايا الغارات الجوية التي تعرضت لها محافظتا أبين وشبوة.
- يوم الاثنين 28/12/2009، شهدت الضالع عددا من الانفجارات المدوية تلاها إطلاق نار متواصل من أسلحة خفيفة ومتوسطة تواصل لما يقارب نصف ساعة، وأفادت "النداء" مصادر محلية أن الانفجارات ناتجة عن استهداف مجهولين لأحد الأطقم العسكرية بقذائف "آر. بي. جي"، ونقطة مرابطة جنوب الضالع.
وفي حين لم تسفر هذه القذائف عن إصابات فقد أدت الاشتباكات إلى إصابة قائد الشرطة العسكرية باللواء 35 مدرع، ليتم نقله إلى أحد مستشفيات إب.
- صباح الأربعاء 30/12/2009، دوت أصوات انفجارات بالقرب من مبنى المجمع الحكومي للمحافظة الموجود بمنطقة سناح شمال المدينة، وكالعادة دون إصابات.
***
نزوح
وفي ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الخوف والرعب، بدأت بعض الأسر في مدينة الضالع تشد أمتعتها للرحيل بعد توتر الأوضاع الأمنية، خصوصا في الفترة الأخيرة، إضافة إلى ما تناقله المواطنون على نطاق واسع من أنباء عن احتمال تعرض المدينة لغارة جوية على غرار ما حدث في أبين وشبوة في الأيام الماضية.
وقال لـ"النداء" مواطنون إن الشائعة انتشرت في أوساطهم خصوصا في ظل التدهور الذي تعيشه المدينة والانفلات الأمني الذي يرشح الضالع للالتحاق بركب المناطق التي صارت تعرف بأنها خارج نطاق السيطرة الحكومية.
وفي فترة المساء تهدأ الحركة إن لم تنعدم تماما بفعل انتشار الخوف في أوساط الموطنين الذين تطاردهم أشباح الرعب، لتنتعش في المقابل أصوات رصاص ودوي الانفجارات التي لم تعد حكرا على منطقة دون أخرى.
دانت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة الضالع في بيان صدر عنها مؤخرا ما تسميها "الأعمال غير القانونية من قطع للطريق وتفجيرات وتهديد السكينة العامة ومن أي جهة كانت باعتبار هذه الأعمال مخالفة للقانون وتجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه".
وطالبت السلطة "بتحمل مسؤولياتها في حماية الأمن العام باعتبارها الجهة المسؤولة عن أمن المواطن وأمن الوطن". وبحسب البيان فإنها تحذرها -السلطة- من استخدام الورقة الأمنية لأغراض سياسية، داعية أبناء المحافظة لمزيد من الحذر وعدم الانجرار وراء ما يسعى له البعض من الزج بين أبناء المحافظة وخلق صراعات وثأرات هم في غنى عنها بهدف تشتيت النضال ومنع الوصول إلى التغيير المنشود، وتؤكد على أن النضال السلمي هو الوسيلة المثلى للتعبير عن المطالب بمختلف أنواعها.
منظمة الاشتراكي في الضالع اعتبرت أن الانفلات الأمني المريع الذي وصلت إليه المحافظة سببه عجز الأجهزة الأمنية عن القيام بمهامها تجاه أمن وسلامة المواطنين الذين يصرفون على هذه المؤسسة الأمنية من قوتهم كضرائب يدفعونها للسلطة التي تصرفها في البذخ وشراء الذمم والولاءات وإفساد الحياة السياسية والاجتماعية –حسب بيانها الأخير– وحملت الأمن المسؤولية الكاملة إزاء ذلك.
وإليها حملت هيئة شورى الإصلاح بمحافظة الضالع السلطة "مسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة واليمن عموما..". ودعت في بيان صادر عن دورتها الأخيرة "السلطة إلى القيام بواجباتها الأمنية في توفير السكينة العامة للمواطنين وحماية الطرقات والحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم".
واستنكرت الهيئة "لجوء السلطة إلى قمع الحراك السلمي وسكوتها عن الأعمال المخلة بأمن الوطن بل ووقوفها موقف المتفرج أمام حوادث القتل والتقطع التي تتكرر هنا وهناك دون أن تحرك ساكناً"، ودانت أعمال القتل والتقطع التي أدت إلى إزهاق أرواح عدد من الأبرياء.
من جهته، اكتفى مدير أمن المحافظة بالإشارة إلى أن الأمن لديه قائمة بأسماء المتهمين بما أسماه زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
***
الحصيلة
مواطنون قتلوا برصاص الأمن وآخرون ضحايا أعمال عنف مجهولين خلال الفترة من سبتمبر 2007 حتى ديسمبر 2009.
1 - وليد صالح عبادي 10/9/2007
2 - محمد قايد أحمد 10/9/2007
3 - محمد عبدالله الوداد 17/1/2009
4 - ناصر علوي صالح البيضاني 3/5/2009
5 - توفيق محمد عبدالله الجعدي 31/5/2009
6 - محمد صالح راشد 25/7/2009
7 - محمود علي مثنى 30/9/2009
8 - محمد علي مثنى 30/9/2009
9 - محمد عبدالله صالح الردفاني 30/9/2009
10 - سيف علي غالب 30/9/2009
11 - توفيق أحمد ناجي 27/12/2009
أسماء الجرحى من المواطنين:
1 - مفيد أحمد محمد الخرارة
2 - محمد مقبل طالب
3 - عبدالحافظ إسماعيل
4 - مالك حسن صالح الصافي
5 - نادر محمد مقبل
6 - موسى صالح رضوان
7 - يعقوب حسن محمد
8 - سيف محسن أحمد قريش
9 - نشوان صالح المعكر
10 - عبدالله سيف طالب
11 - علي محسن العمري
12 - عبدالله هادي محمد
13 - محسن محمد محسن
14 - عمر محمد مساعد
15 - علي مثنى سعيد
16 - عماد قايد صالح
17 - غازي علي غازي
18 - معاذ أحمد صالح
19 - نصر شايف مقبل
20 - عبدالرحيم طاهر
21 - عبدالله محمد مقبل الحيدري
22 - عرفات عبدالله محسن الطب
23 - عارف علي مسعد المصري
24 - صلاح بن صالح العجردي
25 - تمام علي محسن سنان
26 - باسم عبدالله مقبل
27 - غسان علي ناجي
28 - مصطفى محمد عبدالله
29 - أمين قاسم محمد
30 - سعيد صالح العودي
31 - عبدالعزيز حسين علي
32 - فضل أحمد عبدالله
33 - وليد عبدالواحد
34 - وليد علي محسن
35 - عارف محمد ناصر نويصر
36 - عبدالرحمن الحاج طالب علي
37 - محمد صالح مهتم
38 - خالد قائد محسن
39 - جاسر الحدي
40 - محمد عبدالله اليمني
41 - أحمد عبدالله هادي
***
الجنود القتلى والجرحى خلال المسيرات وأعمال العنف:
القتلى:
1 - عبدالملك دحان حمود 24/10/2009
2 - محسن يحيى محمد يحيى 24/10/2009
الجرحى:
3 - محمد الأشول -طلقة
4 - نجيب سعيد الزيدي
5 - نقيب ناصر المزروعي
6 - عبدالله صالح الحزية
7 - محمد علي حسن علي
8 - بسام سيف محمد عقلان
9 - محمد علي أحمد حسن
10 - محمد أحمد علي المشرحي
11 - صالح حيدرة قاسم
12 - صلاح القاسمي
13 - حامس أحمد صالح جبارة
14 - نجيب منصور المنصوب
15 - عصام عبدالله أبو طالب
16 - محمود علي العماري
17 - محمد علي الجرباني
18 - صالح حسين صالح
19 - عمار محمد محسن
20 - فهمي صالح السعيدي
21 - نبيل عبدالملك
22 - وليد مانع علي النشيري
23 - محسن قاسم حسين قاسم
24 - سرحان صالح قاسم
25 - خليل حسن علي عبدالله
26 - محمد قاسم علي حسن
27 - منصور حمود غالب أسعد
28 - رشاد أحمد سعيد علي
29 - محمد سلطان أحمد عبدالمولى
30 - علي محمد رويشان
31 - يحيى راشد الصلاحي
32 - وليد علي حسين الخضر
33 - عبده محسن عبدالله
34 - سفيان منصور شايف
35 - حسن محمد حسن شيحات