متى نتوقف عن المجاملة والنفاق؟

عجيب أمر البعض منا معشر من يُطلق علينا النخبة المثقفة وقادة الرأي العام كيف نتمسك بعادة المجاملة التي تصل إلى حد النفاق يرى بعضنا أن لا ضير من ممارساتها بينما لو تأملناها لوجدنا أنها لا تليق بنا ونحن ننشد تحسين أوضاعنا وأوضاع مجتمعنا.

فبالأمس لم يكد خبر تعيين رئيس مجلس وزراء جديد لـ"السلطة المعترف دوليًا " والتي تختلف الآراء حول كونها ما زالت شرعية أم فقدت شرعيتها بعد تخليها عن العاصمة صنعاء لقرابة عقد من الزمن.. لم يكد خبر التعيين -بعد شائعات وطول انتظار- ينتشر حتى طالعتنا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بسيل من التهاني التي بعث فيه كل من هب ودب لرئيس الوزراء الجديد القديم!!

تسابق لتهنئته عدد من زملاءه الوزراء وعدد من السفراء وحتى عدد من رجال الإعلام والفكر والثقافة بطريقة تبعث على الأسى وخيبة الأمل مما وصلنا اليه!

والأدهى أن عددا ممن انتقدوه لسبب ولآخر في مناسبات سابقة خلال توليه مناصب مختلف لم يترددوا في تهنئته بالمنصب الجديد، كما أنه هو شخصيا لم يتردد في توجيه الشكر لمن اختار تعيينه وهو يعلم أن أداءه خلال السنوات الماضية لم يكن مقنعا مع تردد معلومات حول سوء الإدارة والفساد وأن التعيين الجديد ليس منحة أو هبة أو تشريف بل هو تكليف شاق قد ينهك جسده وعقله وحواسه وقد يجبره على الاستقالة أو طلب إعفاءه من المهمة الصعبة!

الأدهى أيضا أن بعض أشقاءنا العرب ممن قد يكونوا تعرفوا على رئيس الوزراء الجديد القديم في مناسبة أو حدث سعيد وليس على دراية تامة بتفاصيل أداءه ومشاكله بادروا بتهنئته كما أن عددا من السفراء المعتمدين لدى اليمن، وهم في واقع الأمر لا يقيمون داخل اليمن ومنهم سفير إحدى الدول العظمى المعتمد لدى اليمن -والذي يقيم معظم وقته خارج اليمن منذ تعيننه- بادروا هم أيضا بتهنئة رئيس الوزراء الجديد علنا في سابقة غير معهودة ، وكأنهم يقولون للناس: هذا الرجل تابع لنا وسيفعل ما نريده أن يفعله، وسيعفينا من أن نمارس مهامنا داخل اليمن حتى أجل غير مسمى!!