كيس الدقيق ب10 آلاف ريال واسطوانة الغاز تخطت 4 آلاف، وأبناؤها يلوحون بالانضمام إلى الحوثي

كيس الدقيق ب10 آلاف ريال واسطوانة الغاز تخطت 4 آلاف، وأبناؤها يلوحون بالانضمام إلى الحوثي

بعد أسبوع على مقتل 66.. قصف صاروخي جديد على رازح يودي بحياة 54 شخصاً
صعدة باتت أرضاً خصبة لتحفيز غريزة الشر.. الشر الذي لم يستثنِ أية بقعة على ترابها.
غير أن مديرية رازح حظيت بالنصيب الأكبر، وفجر أمس الأحد أفاقت على أصوات الانفجارات والدماء وأشلاء الجثث وركام المنازل، بعد أن قصفت طائرات حربية منطقة النظير بالصواريخ، مخلفة 54 قتيلاً.
واتهم عبدالملك الحوثي، القائد الميداني لجماعة الحوثي، الطيران السعودي بقصف المنطقة.
وقال بيان المكتب الإعلامي التابع له إن الطيران السعودي ارتكب فجر الأحد مجزرة جماعية في مديرية رازح بمنطقة النظير، خلفت 54 قتيلاً وتدمير 5 المنازل. في حين لم يصدر الجانب السعودي أي رد على تلك الاتهامات حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين.
وتأتي هذه المجزرة بعد أسبوع من المجزرة التي استهدفت سوق بني معين الأحد قبل الماضي، بالطيران الحربي، وأدت إلى مقتل 66 شخصاً وجرح العشرات.
وكانت جماعة الحوثي اتهمت الطيران السعودي بقصف سوق بني معين، إلا أن عسكر زعيل الناطق باسم الجيش اليمني، نفى صحة استهداف طائرات سعودية للسوق، وقال إن الجيش اليمني نفذ عملية الأحد قبل الماضي على السوق باعتباره أحد التحصينات التابعة لجماعة التمرد الحوثية.
زعيل نفى علاقة الطيران السعودي بالمجزرة الجماعية، ولم ينفِ وقوعها.
وقال مصدر محلي لـ"النداء" إن سيارتين كانتا تقلان 4 أشخاص مطاردتان من قبل طقم عسكري.
وأضاف: بعد لحظات من توقف السيارتين في السوق، قامت طائرات حربية بقصف السوق بالصواريخ مرتين خلال 10 دقائق.
وقال المصدر إن أسر الضحايا لم تتمكن من التعرف على جثث ذويهم بسبب تفحم بعضها وتشوه ملامح البعض الآخر. وأضاف: عثر في اليوم الثاني على أشلاء عدد من الضحايا على بعد 150 متراً من السوق.
وكانت منطقة النظير تعرضت لقصف صاروخي أواخر أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل 33 شخصاً من أسرة واحدة.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من خطورة الأوضاع الإنسانية، وقالت إن الوضع الإنساني الأخطر يتمثل في منطقة رازح، نتيجة لمحاصرة السكان وشحة المواد الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب، ونقص المواد الغذائية.
وتشهد مديرية رازح منذ شهرين تقريباً حصاراً اقتصادياً مشدداً. وقال حسن ميسر البرلماني السابق عن رازح، إن النقاط الأمنية المنتشرة في مداخل مديرية ترفض دخول أي سلع إلى المديرية بما فيها السلع الغذائية والأدوية.
وأضاف أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت بشكل يفوق طاقة أبناء المديرية، موضحاً أن سعر كيس الدقيق وصل إلى 10 آلاف ريال، فيما كيس القمح وصل إلى 8 آلاف، وتجاوز سعر أسطوانة الغاز 4 آلاف ريال.
وإذ وصف ميسر الأوضاع في مديريته بالكارثة، قال: رازح أكثر مديريات صعدة تضرراً، وأن بعض أبنائها فقدوا أرواحهم في مواجهة جماعة الحوثي، والبعض الآخر قتلوا بواسطة قصف الطائرات الحربية بالخطأ.
البرلماني السابق الذي اضطر أولاده الكبار وإخوانه لمغادرة رازح بداية الشهر، قال: أنا وأسرتي هدف للحوثيين بعد أن وقفنا في صفوف الدولة منذ الحرب الأولى. مستنكراً سياسة السلطة في التعامل مع أنصارها، وقال: أنفقت أثناء قتالي مع السلطة قرابة مليوني ريال، لكنها الآن لم تلتفت لنا.
ميسر الذي يقيم منذ شهرين في أحد منازل مديرية حرض، يملكه شيخ من غمر، تحسر لتجاهل السلطة المحلية لأوضاع النازحين، وقال: منذ شهرين لم يزرنا أحد من العاملين في فرق إغاثة النازحين.
هو قلق حيال عائلته التي تركها في منزله في بني معين، وقال: لا أستطيع النوم قبل أن أتصل بهم.
وأعرب عن حزنه لحالة الرعب التي تخيم على المديرية، وكشف لـ«النداء»: تقوم الطائرات بفتح حاجز الصوت بين الحين والآخر، مسببة هلعاً لدى النساء والأطفال.
وكان أبناء مديرية رازح وجهوا مناشدة لطرفي الصراع الجاري لرفع الحصار عن المديرية، وقالوا: لقد تسبب الحصار بمأساة إنسانية لأبناء المديرية من الأطفال والنساء والشيوخ، فضلاً عن عدم استلام الموظفين مرتباتهم للشهور ال3 الماضية.
وتساءل أبناء المديرية عن أسباب العقاب الجماعي الذي يلاقونه رغم موقفهم ومناصرتهم للدولة، وقالوا إن هذه الإجراءات والحصار سيدفع كل أبناء صعدة للالتحاق بالحوثيين.