تأكيدات برلمانية بارتكاب 3 مجازر بحق المدنيين خلال أسابيع والجيش يعلن

تأكيدات برلمانية بارتكاب 3 مجازر بحق المدنيين خلال أسابيع والجيش يعلن

متحدث باسم الحوثي ينفي مصرع قائد الجماعة وقصف للطيران
يوقع عشرات القتلى في رازح
تضاربت الأنباء الرسمية بشأن مصير عبدالملك الحوثي. ففي حين قالت مصادر يمنية وسعودية إن القائد الميداني لجماعة الحوثي أصيب في قصف عسكري تبناه الطرفان كل على حدة، بث موقع الجيش اليمني بعد ساعات نبأ يفيد بمقتله، وهو ما نفاه متحدث باسم الجماعة.
وجاءت تلك الأنباء غداة اتهام للطيران السعودي "بارتكاب مجزرة" جديدة في قصف استهدف منطقة النظير بمديرية رازح، وقتل أكثر من 50 مدنيا، وهو الاتهام الثاني في غضون أسبوع بعد قصف أودى بحياة 70 مدنيا على الأقل.
وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية عبر خدمة "سبتمبر موبايلـ" الإخبارية، بعد ساعات قليلة من الإعلان عن إصابة الحوثي في هجوم للجيش على "معاقل التمرد الإرهابي" في منطقة مطرة وضحيان، إن قائد الجماعة قتل في حيدان التي يعتقد أنه فر إليها "بعد نجاته من موت محقق نتيجة قصف كاد أن يودي بحياته".
لكن مصادر سعودية كانت قالت قبل الإعلان اليمني صباح نفس يوم الأحد، إن عبدالملك الحوثي أصيب في غارة للطيران السعودي دون أن تشير إلى المنطقة التي كان يتحصن بها.
ونقل موقع إيلاف السعودي عما سماها مصادر مطلعة أن الحوثي نقل بعد الهجوم "للعلاج في دولة أفريقية قريبة" متأثرا بإصابته.
ونفى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام نبأ مقتل عبدالملك الحوثي الذي خلف على التوالي والده وشقيقه حسين في قيادة الجماعة بعد مصرع الأخير في سبتمبر 2004.
ونسب موقع بي بي سي مساء الأحد إلى عبدالسلام في اتصال هاتفي قوله إن هذه الأنباء "سخيفة وملفقة ولا أساس لها من الصحة"، مؤكدا أن الجيش اليمني لم يقدم أي أدلة على صحة هذا الكلام.
واعتبر في اتصال مماثل نشرته وكالة فرانس برس أن "السلطة تحاول من وراء هذه الإشاعات التغطية عن الفشل الميداني"، مؤكدا أن "السيد عبدالملك بخير".
وقال موقع وزارة الدفاع إن "العناصر الإرهابية تعيش حالة من الفوضى والتشتت في صفوفها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها وبخاصة في منطقتي مطرة وضحيان، والتي تم فيها تدمير مقرات القيادة ومخازن الأسلحة والمؤن والوقود وورش صناعة الألغام والمتفجرات التي كانت تتواجد في المنطقتين".
وذكر أن تلك الضربات "أجبرت الإرهابي عبدالملك الحوثي وعدداً من القيادات التي كانت تتواجد إلى جواره في منطقة مطرة إلى مغادرتها والانتقال إلى منطقة أخرى. وتفيد مصادر محلية بأنه في حيدان وأنه يعاني حاليا من إصابات بالغة بعد نجاته من موت محقق نتيجة لقصف كاد أن يودي بحياته".
وقالت مصادر الجيش إن الحوثي بعد إصابته أوكل "مسؤولية القيادة لمن تبقى من عناصره إلى صهره الإرهابي يوسف المداني".
وسخر بيان للمكتب الإعلامي للحوثي مما وصفها بالأخبار التائهة التي تحدثت عن إصابة زعيم الجماعة في هجوم للجيش "وغادر إلى القرن الأفريقي"، في شارة إلى رواية المصادر السعودية.
وزاد متسائلا: لا ندري كيف تجاوز المصاب البحر متجهاً إلى القرن الأفريقي ولم ترصده العيون الساهرة التي تحرس منافذ البحر والجو حتى لا تدخل أي معونات صومالية..".
وقال في بيان –تلقت "النداء" نسخة منه– لا ندري ما نوع ذلك الهجوم هل هو بري؟ فكيف اجتاز الجيش عشرات الجبهات الصلبة التي لم يستطع أن يتقدم فيها شبراً واحداً منذ بداية الحرب..".
وأضاف: منطقة مطرة تبعد مئات الكيلومترات عن الخطوط الأمامية للتواجد العسكري للجيش اليمني.
ويخوض الحوثيون معارك متزامنة على أكثر من جبهة مع الجيش اليمني في مناطق صعدة وحرف سفيان بعمران منذ بدأت جولات النسخة السادسة من الحرب في 11 أغسطس الماضي، وعلى الشريط الحدودي شمالا مع الجيش السعودي منذ 4 نوفمبر الفائت.
واتهم المتحدث باسم الحوثي في تصريح لوكالة فرانس برس الطيران السعودي "بارتكاب مجزرة جديدة" وقتل 54 مدنيا في قصف استهدف منطقة النظير برازح فجر الأحد. وهذه المرة الثانية حيث يوجه الحوثيون تهما للطيران السعودي باستهداف مدنيين في غضون أسبوع، بعد قصف مماثل لسوق بني معين برازح وقتل فيه ما لا يقل عن 70 شخصا من المواطنين وجرح أكثر من 100 آخرين على ما ذكرت مصادر الحوثيين.
وأكد النائبان عن صعدة عبدالكريم جدبان وعبدالسلام زابية قصف طيران غير معروف الهوية منطقة النظير برازح فجر الأحد.
وقال جدبان في جلسة للبرلمان إن عدد قتلى الغارة بلغ 40، جميعهم من الأطفال والنساء.
وأكد زابية أن من بين القتلى أقارب له وبعضهم من المنتسبين للجيش. وقال جدبان إن هذا القصف الذي استهدف المدنيين هو الثالث منذ أكثر من شهر في رازح، موضحا أن غارة سابقة قبل نحو شهر ونصف قتلت 33 مدنيا، والثانية استهدفت سوق بني معين الأسبوع الفائت، وقتلت 113 شخصا، وهي الغارة التي قال الحوثيون إنها لطيران سعودي، ونفى متحدث باسم الجيش اليمني وقتها أن يكون مصدرها السعودية ونسبها للطيران اليمني.
وهاجم بيان الحوثي موقف السلطة من غارة الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه "عار وفضيحة". وقال: "بينما العدوان الأجنبي يسرح ويمرح في الأجواء اليمنية ويقصف المدنيين في الأسواق والقرى ويسقط الآلاف من الضحايا الأبرياء، تقوم السلطة بتبني ذلك العدوان وتتقلد عار الفضيحة والخزي".
وقالت بيانات منفصلة للحوثي إن الطيران السعودي واصل القصف بعشرات الغارات يوميا، وأطلق مئات الصواريخ أشدها الجمعة ب1011 صاروخاً استهدفت العديد من المناطق اليمنية بينها رازح والحصامة والملاحيظ وشدا وبعض القرى على الشريط الحدودي، فضلا عن مواقع (المدود، جبل الرميح، الجابري، وقرية قوى) وجبل الدخان.
ودخلت السعودية طرفا مباشرا في الحرب بعد مقتل جندي من حرس الحدود السعودي في 3 نوفمبر على يد حوثيين سيطروا على جبل الدخان (40% لليمن و60% للسعودية)، واعتبرته السعودية خرقا لسيادتها، وقال الحوثي إنه جاء ردا على تسليم السعودية الجزء الخاضع لسيطرتها للجيش اليمني لمهاجمتهم.
وكان الحوثيون أعلنوا الجمعة فتح جبهة جديدة على الحدود مع السعودية، والسيطرة على موقع شمالي محافظة الخوبة السعودية، في حين تقول المصادر السعودية إن قواتها تسيطر على كامل الشريط الحدودي مع اليمن.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للحوثي إن مقاتليه استولوا على موقع عسكري في قرية قوى شمال الخوبة، بعد "طرد الجيش السعودي منه والاستيلاء على معداته العسكرية وأجهزة الاتصالات والمراقبة والسيارات العسكرية التي تركها الجنود خلفهم". وقال إن الجيش السعودي حاول ظهر نفس اليوم "استعادة الموقع إلا أنه فشل بعون الله وتوفيقه وتسديده، وكان نصيب المعتدي الخسران والهزيمة".
وأوضح أن الهجوم الحوثي على الموقع السعودي جاء "ردا على العدوان السعودي الغاشم". مؤكدا "أن لا هدف لنا على الإطلاق السيطرة على أي جزء من الأراضي السعودية، لكن مواجهة العدوان فرضت علينا ملاحقة المعتدي من أي مكان يعتدي علينا".
لكن مصادر عسكرية سعودية قالت السبت إن الجيش السعودي أحبط "هجوماً كبيراً شنه المتسللون على جبل الدخان جنوب السعودية" الخميس الفائت.
وقالت صحيفة "الوطن" السعودية إن المواجهات التس شاركت فيها المقاتلات والمدفعية الأرضية ورجال القوات الخاصة البرية والبحرية "الكوماندوز"، بدأت في وقت متأخر من مساء الخميس "واستمرت حتى صباح (الجمعة)، في وقت كبدت فيه القوات السعودية خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين المأجورين".
وذكرت أن العملية المباغتة "تمت وفق خطة محكمة وصفت بالكماشة، حيث تمت محاصرة المتسللين المسلحين والذين كانت أعدادهم بالمئات، وتمت تصفيتهم والقضاء عليهم".
وفي حين قالت مصادر عسكرية سعودية إن القوات السعودية تواصل "سيطرتها الكاملة على الوضع الأمني على الشريط الحدودي خاصة بالقرب من جبال الرميح والمدود والدخان وشمال شرق المدود وصولاً حتى قرية الجابري شمال شرق الخوبة"، قالت الصحيفة إن "القوات المسلحة تصدت لهجوم شنه المتسللون المسلحون على مركز الجابري، وألحقت بهم خسائر فادحة، حيث تمكنت طائرات الأباتشي والمدفعية من القضاء على عدد كبير من القناصة المتسللين الذين كان البعض منهم يحاول الوصول إلى مواقع القوات المسلحة".
ونقلت عن مصادر عسكرية القول إن "عدداً من المتسللين المسلحين حاولوا الهجوم على القوات المسلحة في مركز الجابري، حيث كان القناصة منهم يتواجدون في الجبال المحيطة بالمركز، وكانوا يتمركزون في "متاريس" لرصد أفراد القوات المسلحة أثناء تصديهم لهم، إلا أن الطيران السعودي تمكن من قصف تلك "المتاريس" والقضاء على قناصة المتسللين المختبئين فيها، كما قصفت المدفعية عدداً من المواقع التي حاول المتسللون الاختباء بها بقرى الجابري".
وقالت إن "القوات المسلحة أسكتت جميع مصادر نيران المتسللين على الشريط الحدودي، وأن المتسللين لم يعودوا يخرجون سوى بحالات فردية، في حين تصدى لهم أفراد المشاة من القوات البرية وأوقعوا بهم عدداً كبيراً من القتلى، فيما ساد الهدوء عدداً من المواقع منها جبل دخان والرميح والمدود وبقية الشريط الحدودي".
على الجبهة الأخرى في محاور صعدة وحرف سفيان قال الجيش إنه دمر عددا "من أوكار التمرد" في مناطق مران وضحيان والمهاذر وبني معاذ وآل عقاب وفي حرف سفيان بينها مخازن أسلحة وسيارات" تابعة للحوثيين، بعد إعلانه السبت قتل نحو 25 متمردا.
وقال موقع وزارة الدفاع إن هجوما شنه الجيش على منطقة مران وأدى إلى مصرع قائد حوثي هو "الإرهابي (حسن حمود غثاية) بالإضافة إلى عدد من العناصر الإرهابية التي كانت إلى جانبه".
وهاجمت قوات من الجيش "أوكاراً إرهابية في مناطق القطاط بالمهاذر وغمر وآل عقاب وشمال بيت قرشة"، كما دمرت وحدات عسكرية وأمنية عددا من الأوكار الإرهابية بالإضافة إلى "تدمير وكرين إرهابيين بما فيهما من أسلحة قرب الصمع وفي جرف الهوى.. وعددا من سيارات الإرهابيين في سوق الليل وفروة"، فضلا عن تدمير "سيارة تحمل أسلحة وذخائر للعناصر الإرهابية في منطقة الجميمة بدماج" بحسب مصادر الجيش.
وفي حرف سفيان قال الجيش إن وحدات عسكرية وأمنية "دكت مواقع وأوكار العناصر الإرهابية قرب التباب السود وشرق تبة النصر ومنعطف طريق الجوف وقرب جبل جلهم، وسقط خلال تلك العمليات العديد من العناصر الإرهابية بين قتيل وجريح، كما دمرت العديد من آلياتهم"، في حين "واصلت الوحدات الأمنية تضييق الخناق على ما تبقى من الخلايا الإرهابية النائمة في مدينة صعدة القديمة، وتمكنت من طرد العناصر الإرهابية من جامع اليابس الذي تحصنت فيه، بالإضافة إلى تدمير عدد من أوكارهم التي كانوا يتحصنون فيها".
وكان موقع وزارة الدفاع قال السبت إن قوات الجيش دمرت "وكرا لتجمعات العناصر الإرهابية باتجاه منطقة الطلح" وقتل 25 "إرهابيا" كانوا يختبؤن فيه.
وقالت المصادر إن الموقع كان يحتوي "على ذخائر مضادة للدروع وصواريخ وثمان سيارات حيث تم تدمير كل ما كان يحتويه ذلك الوكر"، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والورش ومخازن مواد غذائية في مديرية سحار، وتدمير آخر في "البقعة سوق الليل بصعدة، واستهداف مواقع للإرهابيين في منطقة مطرة، وتم إحراق ناقلة ديزل تابعة لتلك العناصر في منطقة بني معاذ، كما تم استهداف مواقع أخرى للإرهابيين في منطقة بيت القحم -السياس ووادي العين بمديرية رازح، واندلعت الحرائق في تلك المواقع جراء الضربات التي استهدفتها".
وذكرت المصادر أن قوات من الجيش والأمن أحبطت "محاولة تسلل لعناصر الإرهاب إلى مواقع عسكرية في منطقة المهاذر ودحرهم بعد اشتباكات عنيفة تكبد خلالها الإرهابيون خسائر كبيرة".
ووصف بيان للحوثي ما ينشره الإعلام الرسمي للجيش عن مجريات المعارك "بالخرافات والانتصارات الوهمية".
وإذ قال إن الطريقة التي يعتمدها إعلام السلطة في تغطية الحرب منذ بدايتها "لم تتغير في نوعيتها وأسلوبها الملفق والتائه البعيد عن الواقع"، وإن "مجمله يثير الضحك والسخرية ليس إلا"، قال البيان "فنحن في العادة نربأ بأنفسنا الرد على سفاسف الخطاب الهزيل والكاذب -وما أكثرها- بوهم وبعد لا وجود له على أرض الواقع".