«التزكية» تفجِّر مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب بتعز

«التزكية» تفجِّر مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب بتعز

عندما تتعاطى الأحزاب السياسية مع الشأنين الإبداعي والمهني باعتبارهما موضوع سباق انتخابي تتعطل الوظائف الأصلية للاتحادات والنقابات ذات الصلة.
وخلال الأسبوعين الماضيين ظهرت قيادات اتحاد الكتاب والأدباء في المركز وأغلب الفروع كأمثولة للتردي الحاصل في إدراكات المثقفين والكتاب اليمنيين حيال وظيفتهم، أمثولة تستدعي إخضاعها للتحليل والنقد.
مجريات ونتائج المؤتمرات الفرعية للاتحاد أظهرت نقص الحصانة ضد السياسة لدى أغلب أعضاء الفروع، إذ انصرف الاهتمام إلى إفراز نتائج معدة سلفاً، وغالباً بواسطة «التزكية» لمرشحين وحيدين محرومين من مذاق الفوز عبر التنافس. وقد جرت الأمور بسلام في محافظات إب وعدن وأبين والحديدة وحضرموت، ولم يلتفت أعضاء اللجان الإشرافية لاعتراضات البعض على سلامة الإجراءات الانتخابية، فالإجراءات يتضاءل وزنها عند حضور «الثوابت الوطنية» وأحدثها ثابت «التزكية».
اختراق هذه الثوابت التي طردت ثوابت أخرى لطالما تباهى بها الاتحاد في العقود الماضية، حدث في تعز أول من أمس السبت.
عقب الجلسة الافتتاحية التي حضرها المحافظ حمود خالد الصوفي، تم انتخاب هيئة رئاسة للمؤتمر الفرعي العاشر، تضم محمد عبدالرحمن المجاهد، سعاد العبسي، ومحمد ناجي أحمد.
سارت الأمور بسلاسة في حضور عضوي اللجنة التحضيرية ميفع عبدالرحمن ومحمد الغربي عمران، المكلفين بالإشراف على مؤتمر تعز، فقد تم التأكد من تحقق النصاب اللائحي للمؤتمر، وناقش الأعضاء التقريرين المالي والثقافي.
وكانت الحصيلة جملة من الانتقادات للهيئة الإدارية السابقة التي رأسها عبدالله أمير (وكيل محافظة تعز!). وقد صوت الأعضاء على التقارير مع تضمينها الملاحظات التي طُرحت في القاعة.
انتقلت هيئة رئاسة المؤتمر إلى البند التالي: انتخاب هيئة إدارية جديدة للفرع وانتخاب مندوبين عن الفرع إلى المؤتمر العام.
وأعلنت الهيئة فتح باب الترشح للهيئة الإدارية. كان هذا الإعلان بمثابة خرق للثابت الإبداعي الجديد (التزكية). وحسب مشاركين في المؤتمر، فإن الرئيس السابق للفرع عبدالله أمير وبعض مشايعيه اعترضوا على الإجراء، مطالبين بتزكية «أمير» لرئاسة جديدة. لكن هيئة رئاسة المؤتمر لم تتجاوب مع مطلب «أهل التزكية» لأنه يخالف النظام الأساسي للاتحاد الذي يقرر بأن ينتخب أعضاء الهيئة الإدارية للفرع (5 أعضاء) بالأسلوب الحر والمباشر من قبل الجمعية العمومية للفرع.
انسحب عبدالله أمير وآخرون من القاعة، وواصلت رئاسة المؤتمر والمشرفان إجراءات الترشيح والانتخاب. لكن المنسحبين عادوا إلى القاعة لاحقاً لتعطيل أعمال المؤتمر، ووقف عملية الاقتراع. وحسب مشاركين في الجلسة فإن المنسحبين الذين عادوا، قاموا بإحداث شغب، وانتزاع محاضر المؤتمر وتمزيق قوائم العضوية وإغلاق المكرفونات، واستفزاز بعض الأعضاء وتهديدهم. وقد بادر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد الغربي عمران إلى إعلان تأجيل المؤتمر إلى أجلٍ غير مسمى.
ودعا عدد من الأعضاء، بينهم القاصة بشرى المقطري، إلى محاسبة المتسببين بهذه المخالفات التي لا يجب أن تمر بسلام. ويتدارس هؤلاء إجراءات تصعيدية لمواجهة ما يصفونه بـ«الاستهتار بتقاليد الاتحاد ولوائحه».