مرة أخرى عن المومياوات المكتشفة

مومياء قديمة تعود للقرن الـ12 قبل الميلاد(شبكات التواصل)
مومياء قديمة تعود للقرن الـ12 قبل الميلاد(شبكات التواصل)

أخيرًا، وهذا ما كنا نتمناه من فترات زمنية بعيدة أن تنال المشقاص مديرية الريدة وقصيعر (شرقي حضرموت)، شيئًا من الاهتمام المطلوب في جانب البحث والتنقيب عن الآثار، وكانت أمنيتنا مبنية على دلائل كثيرة أمام أعيننا تفصح عن وجود كنوز أثرية كبيرة في أكثر من مكان بالمشقاص.

لكن ما تم العثور عليه قبل أيام قليلة، من اكتشاف غير مسبوق في مديرية الريدة وقصيعر، وهو اكتشاف ثلاث مومياوات بحالة جيدة، جاء عن طريق الصدفة، بل إننا شبه متأكدين من ذلك.
ألم يعد هذا الاكتشاف كافيًا لتحريك المياه الراكدة في مجال البحث والتنقيب، وإظهار آثار المشقاص؟
فهل نرى في قادم الوقت القريب شيئًا مما يدعو لذلك، وهو إظهار آثار المشقاص.
فهذا الاكتشاف الذي شهدته أرضنا، أرض المشقاص، يعتبر الأول من نوعه، ليس في المشقاص وحدها فحسب، بل في أماكن كثيرة في حضرموت وخارجها.
وهو دون شك ما يستدعي من الجهات ذات العلاقة سرعة التفاعل الإيجابي معه، وذلك من خلال إرسال الفرق الأثرية، وحتى إن تطلب الأمر الاستعانة بالكفاءات الخارجية من علماء آثار متمكنين من عملهم حتى يعود بالمنفعة.
وللعلم إن هذه المنفعة ستكون جماعية، وليست محصورة في فئة معينة، بل إنها ستعم الجميع، وأولهم نحن سكان المشقاص.
نعود ونقول إن كل من شاهد تلك المومياوات حتى من خلال الصور التي تم نشرها، سيصاب بالدهشة والإعجاب معًا، كيف لا وكل شيء فيها شبه كامل، ولم يغيرها تقادم السنين بعقودها الطويلة التي قد تكون تخطت مئات السنين، إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير، ضف إلى ذلك عوامل التعرية، وكل هذا لم يؤثر على إحداث شيء من التغييرات في ملامح تلك المومياوات، فما إن تراها حتى تحدث نفسك بالقول: هؤلاء أموات قبل فترة قصيرة من الوقت. وهنا يأتيك إحساس بعدم التصديق بما أمامك من حدث رهيب وعجيب، وهو حقيقة لا تقبل التكذيب.
شخصيًا، ومثلي الكثير، بقينا في حالة التفاوت بين التصديق من عدمه، مع أن هذا الاكتشاف حقيقي مائة بالمائة، ولا يقبل الشك في عدم تصديقه، وهو حدث غريب علينا، وقد يكون غير مسبوق ليس لدينا، بل في أماكن كثيرة.