للحضارم

بما أن الأخبار القادمة من شبوة تقول إن أبناء شبوة قادمون على عمل مماثل لما قام به أبناء مأرب، وآتى ثماره في أيام قليلة جدًا، وإن صح هذا الخبر، وتأكد فإن أبناء شبوة ليسوا مخطئين في أن يحذوا حذو أبناء مأرب، وإن طالبوا بحقوقهم من خيرات أرضهم، وليست من أرض الغير، كما هو حاصل في هذا البلد الذي فقد فيه العدل والمساواة، وعمت فيه المحسوبية والنهب، وذهبت خيراته إلى من يرون أنفسهم سلطه وحكومة يفترض بهم إقامة العدل والمساواة، وإعطاء كل ذي حق حقه، وهم عكس ذلك تمامًا.

نعود ونقول هل سكان مأرب من كوكب آخر، أم أنهم من نفس الكوكب الذي نعيش عليه معًا؟
وهل هذه الحكومة تريد منا أن نفعل ما فعله أبناء مأرب حتى تستجيب لنا، فنجرب طريقة أبناء مأرب، وهي طريقة تأتي بنتائج إيجابية سريعة،
إذ إننا في أول أيام التصعيد المأربي، رأينا وشاهدنا تلك الوفود تتقاطر إلى مأرب جاهدة في مساعيها للتقريب بين الطرفين؛ الطرف الأول أبناء مأرب، والطرف الثاني الحكومة وكل هذه الوفود حاملة معها الحلول، وأبناء مأرب في مكانهم وعلى أرضهم باسطين أيديهم، وعاملين حسابهم، وهو أنهم لن يرضوا إلا بما يرون أنه يناسبهم من الحلول، وما إن حانت فرصتهم وقالت "قش"، أي حصل مبتغاهم، حتى اغتنموا هذا الفرصة، فحصلوا على ما كانوا مرابطين من أجله.
نحن هنا في حضرموت لا أحد يهتم بنا، ولا احد يعيرنا أي اهتمام. فالحكومة لا تريد منا إلا التوريد للبنك المركزي، فهي تريد تجني خيراتنا، ولم تكلف نفسها النظر إلينا وإلى أحوالنا التي صارت منكدة وتعيسة ومحطمة، وصرنا في حال يرثى لها.
لماذا لا نجعل حكومة السرق واللصوص على المحك، ونكشف هشاشتها وضعفها المكشوف أصلًا إلا نحن من يتعامى عن معرفة ذلك، فنفعل ما فعله أبناء مأرب، ونخيم على مقربة من حقول النفط في المسيلة والهضبة، وكل مكان به حقول نفطية في حضرموت، ونعلق العمل، بل نمنعه تمامًا، ولا نسمح لأحد أيًا كان، ونرفض كل الحلول إلا ما نراها تعود بالمنفعة علينا، وهو تخفيض سعر المشتقات النفطية أسوة بمأرب التي لا يعد إنتاجها من هذه المادة شيئًا مقارنة بما تنتجه حقول حضرموت.
الواضح أن هذه الحكومة هي التي تجعلنا ندافع عن حقوقننا ونأخذها بهذه الطريقة؛ طريقة أخذ الحق بالقوة، وليس بالنظام والقانون المتبع في أغلب الدول.