من يتآمر على اليمن؟ ومن يستفيد من انفصال الجنوب؟

الجدير بالذكر، أن هذا الموضوع (من يتآمر على اليمن؟ ومن يستفيد من انفصال الجنوب؟) للكاتب الصحافي السيد جبيل، جاء في فيديو قديم، استمعت إليه، فوجدت أن المعلومات المقدمة مهمة، ومعروفة للقاصي والداني، حيث صور الأمر كأنه مجرد حكاية عابرة، وغايته أن يلفت النظر أيضًا إلى جذور المشكلة لدى دول خليجية يزعجها وحدة اليمن. واعتبرته من جهتي أنه موضوع في غاية الأهمية، وعلى جميع أبناء الشعب اليمني أن يدرك خطورته.

ومن هذا المنطلق، أود أن أقدم قراءتي حول هذا الموضوع الاستفساري الذي أصبح يمارس عمليًا على الأرض، مع سبق الإصرار والترصد.
حاول الكاتب أن يتجنب أي تحليل من شأنه أن يدخله في إحراجات هو في غنى عنها..
لذا، عمد إلى بث "خبر"، وما فعله كان عين الصواب.
وبكل صراحة، إن دولًا خليجية لا يعجبها أن تكون اليمن موحدة، ولا تريد يمنًا إلا وفق اعتباراتها، وقناعتها.. وبما لا يدع مجالًا للشك يعتبر ذلك تدخلًا، واعتداء سافرًا على سيادة دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، ومخالفًا لقواعد القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
بكل تأكيد، نحن، الشعب اليمني، ندرك ما هو الهدف من تكريس بعض هذه البلدان لعملية انفصال اليمن، وتفتيتها، وتجريف موانئها، وجزرها... الخ، بل طمس اسمها، ومعالمها، من أطلس العالم إذا كان بمقدورها أن تقوم به من منظور أنها تشكل -على حد زعم تلك الدول- إزعاجًا لها، ليس كونها جمهورية بين ممالك، وإمارات وراثية، قائمة على بئر نفط، وبئر غاز ناضبتين، وثراء وقتي، وإنما لعوامل أخرى تتعلق بمكنوز تاريخي، وتراثي، وثقافي، وثروات، وموقع، هذه المزايا تقض مضاجعها في حال عودة اليمن من جديد، وتثبيت مكانتها بين أمم الأرض المتحضرة في هذه الألفية الثالثة.
لا شك أن اليمن قبلة الأنظار، ومطمع الطامعين منذ قديم الأزمنة، وأثبتت أنها عصية على الأعداء، وعلى شعب اليمن أن يتأهب للقادم كي يحسن المواجهة.
للأسف، إن اليمن جوهرة بأيدي فحامين لم يحسنوا صقلها، وصيانتها، وحراستها، لذا سهل على الغير أن يشمتوا، ويتطاولوا عليها، ولا أدل على ذلك سوى قول الشاعر صفي الدين بن حلي:
إن الزرازير لما قام قائمها
توهمت أنها صارت شواهينا
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفًا
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى
ولو رأينا المنايا في أمانينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
جوهر القول، إن اليمن لن تستكين لأحد، كما لم تفعل على مر التاريخ، فهي كالعنقاء ستنهض من جديد من غبار رمادها، ولن تبقى أسيرة لفساد الداخل، ولا لطمع الخارج، اليمن "أيقونة الزمان والمكان"، لن تموت أبدًا طالما أن سهيلًا سيظل ساطعًا في كبد السماء، وما نحن عليه ليس سوى ظرف استثنائي عابر، فسرعان ما يزول بتكاتف المخلصين من أبنائها، وما الصبح منا ببعيد.