الدكتور المقالح: حكاية الصورة!

الدكتور عبدالعزيز المقالح بعدسة عبدالرحمن الغابري 2005
الدكتور عبدالعزيز المقالح بعدسة عبدالرحمن الغابري 2005

منذ بداية الثمانينات ومن لحظة كتابة اليوميات لصحيفة الثورة، كان للصورة حكاية.

جاء ابراهيم المقحفي مديرا لتحرير "الثورة" بإيعاز من الدكتور المقالح، وابراهيم يعتبر أحد الأبناء الروحيين له.

ذات نهار طلب مني ابراهيم ان نلتقي في فندق المخا وبالتحديد في المطعم، حيث أن لي ذكرى حميمة مع قهوة الكابتشينو ومعي صديق العمر الرسام التشكيلي بالفطرة محسن الرداعي.

لأول مرة التقي إبراهيم واتعرف عليه، عرض عليّ تلك الليلة تولي ادارة التحقيقات، وافقت.

ذات صباح وكنت اصعد على درج وزارة الإعلام المبنى القديم، سمعت صوت الملصي وهو زميل في الوزارة ولا أدري اين ذهبت به الأيام، صوته عالي النبرة:

مبروك..

فهم من ملامح وجهي انني اقول على ماذا؟

الوزير أصدر قرارا بتغيير هيئة تحرير صحيفة الثورة.

مسكت على رأسي، كان الأستاذ يحيى العرشي يومها هو الوزير للإعلام والثقافة..

صباح اليوم التالي بحلقت بعيني على الترويسة، اسمي الى جانب عبد الله الشرفي والمساح ومحمد الشيخ. إبراهيم المقحفي مديرا للتحرير والانسان الخلوق حسين جبارة رئيسا للتحرير.

وجدت نفسي قريبا من ابراهيم واشتغلنا كثنائي وبهمة ونشاط أصدرنا الملحق الثقافي.

في لحظة سأل الوزير ابراهيم:

من الذين يشتغلون بهمة من هيئة التحرير؟

قال إبراهيم وبسرعة:

بجاش

ذات ليلة، وبينما كان يزورنا أشار بإلغاء هيئة التحرير وتعييني سكرتيرا للتحرير..

كنا نذهب معا لنأتي بيوميات المقالح، نجلس حوله كل منا يحمل قلمه وأوراق، يملي علينا ونحن نكتب، خط ابراهيم جميل جدا وكنت أحسده عليه، نعود الى الصحيفة - ونجلس نقابل ما كتبنا.. وندفع بها الى المطبعة.

بعد مرور بعض الوقت اختار صورة يوميات، وكان رحمه الله إذا اكتشف صباح الثلاثاء انها تغيرت يتألم.

عندما ذهب ابراهيم الى الاذاعة وتعينت انا مديرا للتحرير، كنت أذهب إليه فورا عندما اكتشف صباحا ان الصورة تغيرت.

أصل، قبله على رأسه، ينظر لي بعتاب، ويتجاوز ما حصل..

لذلك طوال سنوات الى ان توقف عن الكتابة بعد أن توقفت انا والمساح ظلت هي الصورة التي يرتاح لها جدا.

كان حساسا إلى أبعد الحدود، حساسية القلم الكبير.. كنت أفهمه ولذلك ظل يرسل من بعد إبراهيم يومياته إليّ.

 

النداء

1 ديسمبر 2023

عبد الرحمن بجاش