السكان يواجهون مصاعب كبيرة في نقل أنفسهم وموادهم عبر طرق وعرة وخطرة(النداء)
السكان يواجهون مصاعب كبيرة في نقل أنفسهم وموادهم عبر طرق وعرة وخطرة(النداء)

«مرزوح صبر».. طرق معدومة ومرضى يموتون على الأكتاف

11 ألف نسمة يشعرون بالعزلة بعد تعثر مشروعهم

11 ألف نسمة يشعرون بالعزلة بعد تعثر مشروعهم

في قرية المرزوح وخمس قرى أخرى في جبل صبر بمحافظة تعز، يشعر السكان بالعزلة واليأس. منذ أكثر من خمسين عاماً، ينتظرون بناء طريق يربطهم بالعالم الخارجي، لكن حلمهم لم يتحقق حتى الآن. يعانون من نقص في الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والمياه، ويواجهون مصاعب كبيرة في نقل أنفسهم وموادهم عبر طرق وعرة وخطرة.

المرضى هم الأكثر تضرراً من هذا الوضع. فبسبب بعد المسافة وسوء الطريق، لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب، ويخاطرون بحياتهم على أكتاف ذويهم أو على ظهور الحمير.

"الكثير من المرضى لم يتحملوا هذه المعاناة، وتوفوا قبل أن يصلوا إلى العلاج"

يقول الناشط الإعلامي بدر سلطان: "فقدنا الكثير من الأرواح بسبب هذا التأخر. الطريق الرئيسي يبعد ثلاث ساعات عن قرية المرزوح، وأربع إلى خمس ساعات عن القرى الأخرى. الكثير من المرضى لم يتحملوا هذه المعاناة، وتوفوا قبل أن يصلوا إلى العلاج".
وفقاً للمصادر الطبية، فإن القرى المعزولة تعاني من نقص في الخدمات الصحية الأساسية، مثل الأدوية والتطعيمات والتوليد والطوارئ. ويضيف سلطان: "نحن في حالة ضعف وخطر. قد نواجه المزيد من المشاكل الصحية في المستقبل، إذا لم نتمكن من الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب. خاصة النساء الحوامل والمصابين بالنزيف والأمراض المزمنة".

التنمية غائبة:

ليس فقط الصحة مهددة، بل أيضاً الاقتصاد والتنمية. فالسكان يجدون صعوبة في نقل المواد الغذائية والسلع الأخرى من وإلى الأسواق، ويضطرون إلى دفع أسعار مرتفعة للنقل والمحروقات. ويقول رائد عبدالكريم،

يعيش في هذه القرى نحو ١١ الف نسمة، لكنها تفتقد وسائل التنمية الأساسية التي يحتاجها السكان للعيش بكرامة ورفاهية.

 أحد سكان المنطقة: "نحن نعيش في فقر وتخلف. لا نستفيد من المشاريع والخدمات التي تقدمها المديرية في مجالي الصحة والمياه، لأنها تتطلب وجود طريق".
يعيش في هذه القرى نحو ١١ الف نسمة، لكنها تفتقد وسائل التنمية الأساسية التي يحتاجها السكان للعيش بكرامة ورفاهية. ويشكل فقدان الطرق المعبدة والوصول السهل إلى المستشفيات والمدارس والأسواق عائقًا كبيرًا أمام تقدم المنطقة وازدهارها.

مبادرة الفلاح:

أمام هذا الواقع المرير، قرر السكان اللجوء إلى مبادرة مجتمعية لشق طريق المرزوح، بعد ان يأسوا من مطالباتهم المتكررة للجهات المعنية. اطلقوا مبادرتهم نهاية العام. 2022 واسموها "مبادرة الفلاح لشق طريق المرزوح". وبدأوا بجمع التبرعات من الأهالي ومن المغتربين، ولاقت تجاوبا كبيرا من قبل الجميع.
يقول مدير عام مديرية صبر الموادم محمد الكدهي :"هذه المبادرة المجتمعية مثلت نقطة مضيئة، وعاملاً مساعداً، ومكملاً لدور السلطة المحلية في المديرية، في ظل غياب الموارد المشتركة والمركزية، وندرة موارد المديرية المحلية، لأننا لا نستطيع تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي بمفردنا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد".
وتهدف المبادرة إلى جمع نحو 70 مليون ريال يمني، وهو المبلغ اللازم لشق طريق بطول 1.5 كيلومتر، وتشمل القرى المستفيدة من المشروع: المرزوح، الحمراء، العين، القرن، الحصن، والمنصورة.
وقال المسؤول المالي للمبادرة سمير سيف ل"النداء": استطعنا ان نجمع حتى الان ” 41 مليون “ريال يمني، وبدانا بالعمل مطلع العام الحالي ٢٠٢٣م.
واضاف : عمل الناس ليلا ونهارا بلا توقف. الشباب وكل سكان القرية يستميتون في هذا المشروع الذي سيستفيد منه ١١ ألف شخص، حيث قدم الناس مزارعهم وأراضيهم برضى تام من أجل هذا الحلم الذي سيطال خيره للجميع، على أمل أن يرتفع الحصار عنهم، وتلتحق هذه القرى بالمدينة وترفع المعاناة عن المواطنين المستمرة منذ عقود. فكان هدفنا شق طريق بمسافة 1500 متر، لكن واجهتنا صعوبات كبيرة وقطعنا ضمن المرحلة الأولى قرابة 1000 مترمربع.
انتهي التمويل الذي تم جمعه وتوقف المشروع، ويناشد السكان الحكومة والمنظمات المحلية والدولية وكل القادرين على العطاء، بالمساهمة في دعم هذه المبادرة واستكمال تنفيذ المشروع. ويأمل السكان أن يرى النور قريباً، وأن ينعموا بالطريق الذي سيغير حياتهم إلى الأفضل، ويفتح لهم آفاقاً جديدة من التنمية والرخاء.