صراع الخوارزميات يكشف انحياز «فيسبوك» ضد الفلسطينيين

صراع الخوارزميات يكشف انحياز «فيسبوك» ضد الفلسطينيين
صراع الخوارزميات يكشف انحياز «فيسبوك» ضد الفلسطينيين

ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بظلالها على منصات التواصل الاجتماعي، ووضعتها أمام اختبار حقيقي، لمعرفة مصداقية شعاراتها المتعلقة بالحياد وحرية التعبير.

"النداء" عقدت مقارنة سريعة، بين منصتي فيسبوك وإكس (تويتر سابقًا) باعتبارهما في صدارة المنصات الاجتماعية الأشهر عالميًا، واستخلصت الفروق في المواقف والسياسات التي اتخذتها كلا المنصتين ومالكيها، تجاه الأحداث الجارية في غزة، وقراءة معايير العدالة والاستقلالية المطبقة.
تتميز كلا المنصتين بسياسات ومواقف مختلفة، وتتمتع كل منهما بمالكٍ فردي، يؤثر من وقت لآخر على هذه السياسات.
تهتم منصة فيسبوك بتكوين وتوجيه علاقات اجتماعية، وتمتد أيضًا إلى مجال الأخبار والإعلام والتجارة الإلكترونية، وتضع سياسات صارمة تهدف وفقًا لمبادئها المعلنة الحد من نشر المعلومات الكاذبة والمضللة، ومواجهة التمييز والكراهية.

أظهرت منصة فيسبوك تحيزًا واضحًا مع إسرائيل، وفرضت قيودًا كبيرة على المحتوى الداعم للفلسطينيين

لكن هذه المبادئ انحرفت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، في الثامن من أكتوبر الماضي، إذ قامت فيسبوك بحذف وتقييد الوصول إلى بعض الحسابات والصفحات الفلسطينية أو المتعاطفة معها، بناء على مزاعم بنشر محتوى مسيء، بينما سمحت ذات المنصة بنشر أكاذيب إسرائيلية.
واتهم نشطاء منصة فيسبوك بالتفريق بين المحتوى الإسرائيلي والفلسطيني أو المتعاطف مع الفلسطينيين، والتلاعب بالمعايير الحاكمة لقواعد "حماية المجتمع".
أظهرت منصة فيسبوك تحيزًا واضحًا مع إسرائيل، وفرضت قيودًا كبيرة على المحتوى الداعم للفلسطينيين، ووصل الأمر حد توقيف حسابات، وحذفها نهائيُا، وتعطيل الوصول إلى المنشورات الداعمة، عبر خوارزمات تتبع كلمات بعينها مثل

فلسطين، غزة، المقاومة، إسرائيل... الخ، وهو ما دفع المستخدمين للاستعانة بحيل متنوعة للهروب من الرقابة المتشددة لفيسبوك، مثل تقطيع الكلمات أو كتابتها بشكل خاطئ، لكنه مفهوم، فضلًا عن إدخال حروف إنجليزية في الكلمة العربية.
تعود ملكية منصة فيسبوك إلى مارك زوكربيرغ ، وهو رجل أعمال ومبرمج أميركي، ولد في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، لأسرة يهودية متدينة.
وإن كان مارك لا يتحدث كثيرًا عن ديانته، إلا أنه قال عام ٢٠٢٠ إنه بات شديد التدين. فيما تعتنق زوجته الديانة البوذية.
وهو مؤسس موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والرئيس التنفيذي لشركة ميتا التي تضم إلى جانب فيسبوك كلًا من إنستجرام وواتساب وماسنجر ومنتجات أخرى، وهي واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.

 

إكس الأفضل

من ناحية أخرى، تركز منصة إكس (تويتر سابقًا) على احترام حرية التعبير والتواصل العام، وبدت خلال الأحداث الجارية في غزة أكثر انفتاحًا على الرأي السياسي والمناقشات النقدية، وسمحت بتداول التغريدات والردود على المواضيع الساخنة بشكل سريع ومباشر.
وعلى الرغم من وجود بعض القيود على المحتوى العنيف أو المؤذي، إلا ان منصة X بدت أقل قدرة على التدخل وإزالة المحتوى، ما جعلها ملاذًا للشخصيات السياسية والناشطين الفلسطينيين والعرب وكل الرافضين حول العالم لمجازر الكيان الإسرائيلي في غزة. ووفرت مساحة حقيقية لمعرفة ما يحدث.
ويقول مختصون في الإعلام الرقمي، إن منصة إكس استفادت من التحيز الذي ظهرت عليه فيسبوك، وجذبت الكثير من المستخدمين الجدد إليها، بعد أن انفتحت على الجميع.
تعود الحصة الأكبر من منصة X إلى الملياردير إيلون ماسك، وهو مهندس ومخترع ولد عام ١٩٧١م، لأب من جنوب إفريقيا وأم كندية. حصل على الجنسية الكندية عام ١٩٨٨م، فيما حصل على الأمريكية عام ٢٠٠٢م. وعلى الرغم من خلفيته المسيحية، إلا أنه لاديني.
هو مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز، ومديرها التنفيذي.
بدأ ماسك في شراء أسهم في منصة x (تويتر سابقًا)، في يناير 2022. واستحوذ حتى أبريل من العام ذاته، على 9.1% من أسهم تويتر مقابل 2.64 مليار دولار. الأمر الذي جعله أكبر مساهم في الشركة.

 

قيود أوروبية

وجه الاتحاد الأوروبي تحذيرات لمنصات التواصل الاجتماعي، وتوعدها بعقوبات قانونية إذا لم تحذف المحتوى المؤيد لـ"حماس" ومشاهد العنف،

واعتبر ذلك ضمن قانون الخدمات الرقمية لدى الاتحاد الأوروبي، والذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من العام الجاري.
استجاب مارك للدعوات الأوروبية سريعًا، وأعلنت فيسبوك عن حذف أكثر من 795 ألف منشور، أغلبها باللغة العربية، في أول أسبوعين من الحرب الإسرائيلية على غزة.
في المقابل، رفض إيلون ماسك التحيزات الأوروبية، وسلوكها الذي يتنافى مع حرية التعبير، وواجه مخاطر العقوبات، دون فرض سلوك رقابي متشدد تجاه المحتوى.
وسجلت منصة X عددًا أقل من التغريدات المحذوفة، وامتنعت عن حذف أو تعطيل الوصول إلى المحتوى طالما يندرج تحت بند حرية الرأى والتعبير.