ضحية الهوس المخابراتي

لن أستمع مرة ثانية لقهقهاتك المجلجلة، ولا أهلًا يا مدير، كما كنت تحب أن تناديني، فقد مت أيها الصديق الجميل هشام عبدالعزيز الحكيمي، في زنزانة مخابرات الحوثيين، بعد أكثر من شهر وأسبوعين على اعتقالك.

 

هشام عبدالعزيز الحكيمي
هشام عبدالعزيز الحكيمي

تمتد علاقتي بالراحل العزيز، إلى ما قبل عشرين عامًا. كان خلالها دينامو العمل في أي مكان يتواجد به، وعندما التحق بالعمل لدى منظمة حماية الطفولة، في صنعاء، كان كذلك، قبل عامين، قررت إدارة المنظمة نقله للعمل في الأردن. لكنه كان يريد العودة إلى اليمن، وقد كان له ذلك.
هشام الذي ترعرع في مدينة ذمار، وأحب صنعاء حد العشق، ممتلئ بالسعادة، الابتسامة لا تفارقه، والود يغمر به كل من اقترب منه، عاد إلى مدينته المقهورة مبتهجًا، وحضن بناته وأبناءه، لكنه لم يكن يدرك مدى الخطورة التي يواجهها في ظل سلطة تكن العداء لكل شيء، وترى في كل من لا ينضوي في إطارها أو يؤمن بأفكارها، عدوًا مفترضًا، وتتربص بكل العاملين في المنظمات الإغاثية، حيث اعترضه عناصر المخابرات، واقتادوه، وظل حتى إبلاغ أسرته بوفاته داخل المعتقل، بدون تهمة واضحة، لا يعلم أحد ما هي التهمة التي استوجبت أن يدفع حياته ثمنًا لها.
لك الرحمة يا صديقي، والصبر لأسرتك العزيزة، ولنا، ولكل محبيك. سنفتقدك كثيرًا، وسنبكيك أكثر.