كشف مصدر خاص لـ"النداء" عن حجم الموازنة المخصصة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني الذي تم تشكيله في السابع من أبريل عام 2022، في الرياض، بإعلان الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي، التنازل عن كامل صلاحياته الرئاسية وصلاحيات نائبه، لصالح مجلس مشكل برئاسة الدكتور رشاد العليمي، وعضوية سبعة آخرين بدرجة نائب رئيس.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لخصوصية الموضوع، إن السعودية رصدت ٢٥ مليون ريال سعودي كموازنة شهرية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة.
وأوضح أن رئيس المجلس د. رشاد العليمي يتقاضى راتبًا شهريًا مقداره ثلاثة ملايين ريال سعودي (نحو800 ألف دولار)، بينما يتقاضى كل عضو من أعضاء المجلس السبعة مليون ريال كراتب شهري (نحو 266 ألف دولار).
الراتب الشهري للرئيس اليمني ضعف الراتب السنوي للرئيس الأمريكي
وعدا الرواتب المهولة، يتحصل رئيس المجلس الرئاسي وأعضاء المجلس على مبالغ إضافية من بقية مبلغ الموازنة (15 مليون ريال سعودي)، كنثريات وبدل سفر ومصروفات أخرى، إلى جانب صرف جزء منها، كرواتب لطاقم الرئاسة، من بينهم مدير مكتب الرئاسة، ومستشارو الرئيس، وسكرتيره الصحفي، ومدراء مكاتب أعضاء المجلس، وبقية موظفيه.
المصدر أوضح أن هناك خلافات تدور من وقت لآخر داخل مجلس القيادة الرئاسي حول أحقية الصرف من المبلغ المتبقي من الموازنة المخصصة للمجلس، والتي يعترض عدد من أعضاء المجلس أن تكون خاضعة لتصرف رئيس المجلس لوحده.
العام الماضي 2022، استبعدت مجلة "عالم الرؤساء التنفيذيين" الأمريكية، اليمن من قائمة تصنيف مرتبات الموظفين الأعلى والأدنى في دول العالم، نظرًا لضآلة متوسط الراتب الشهري للموظف اليمني.
وفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، قبل اندلاع الحرب في اليمن، يبلغ عدد الموظفين الحكوميين في اليمن، مدنيين وعسكريين، 1.2 مليون، نحو 70% يقعون ضمن نطاق سيطرة جماعة الحوثي، ومحرومون من مرتباتهم منذ سبتمبر 2016م.
وفقًا لتقديرات غير رسمية، يبلغ متوسط الراتب الشهري للموظف اليمني، نحو 50 ألف ريال يمني، (الدولار يساوي 553 ريالًا في مناطق سيطرة الحوثي، و1400 ريال في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية).
وبحسبة بسيطة، فإن الرئيس العليمي يتقاضى راتبًا شهريًا يعادل رواتب 20 ألف موظف في مناطق سيطرة حكومته. بينما يتقاضى كل عضو من أعضاء المجلس راتبًا شهريًا يعادل مرتبات نحو 6500 موظف.
يتقاضى الرئيس الأمريكي راتبًا سنويًا مقداره 400 ألف دولار، وهو أعلى منصب سياسي في أقوى دولة في العالم.
هذا الراتب يضع الرئيس الأمريكي ضمن أعلى 1% من أصحاب الدخل في الولايات المتحدة، لكنه لا يساوي شيئًا أمام راتب الرئيس اليمني، الذي يتقاضى شهريًا ضعف ما يتقاضاه نظيره الأمريكي في العام.
تبدو موازنة مجلس القيادة الرئاسي مهولة، لكن مراقبين يرونها صفقة رابحة بالنسبة للسعودية التي تتكفل بدفع هذا المبلغ الشهري، إلى جانب تكفلها بدفع مخصصات أعضاء هيئة التشاور والمصالحة التي نشأت بالتزامن مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. وتتكون من رئيس وأربعة أعضاء، يتقاضى كل منهم 30 ألف ريال سعودي شهريًا (نحو 8 آلاف دولار).