بين العالم المتحضر والوحوش البشرية!

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يخاطب:
العالم الحر أن يتحد ويأتي ليقضي على حماس
وقال وزير دفاعه غداة بدء عملية القسام "طوفان الأقصى":
"نحن نتعامل مع وحوش بشرية"

استنكرت منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس" ما قال، استنكارهما يذهب أدراج الرياح، إسرائيل مدللة الغرب وتقول ما تشاء، حتى إذا ارتكبت، وقد ارتكبت المجازر، عمل الغرب على اختلاق الأعذار والتبريرات..
وانظر، جوجل تلغي أية صورة ننزلها نحن المساكين على صفحاتنا، تلغى فورًا، يدركون تأثيرالصورة، بينما يعملون على تلميع إسرائيل باعتبارها "الواحة الخضراء وسط الوحوش البشرية" الذين هم نحن..
لم يكذب العالم المتحضر خبرًا، فأقبل بقضه وقضيضه:
بلينكن
وزير الدفاع
قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط شولتس جاء بعقدة الذنب إلى المنطقة، ولم يكلف نفسه السؤال: من الذي أحرق اليهود "العالم المتحضر" أم "الوحوش البشرية"؟!
ليأتي كبير الكهنة العجوز بايدن، الذي لم يخجل هو وديمقراطيته وحقوق الإنسان المزعومة، لم يخجل أن يأتي على رائحة جثث الأطفال والنساء المرضى والهاربين من جحيم إلى جحيم مستشفى المعمداني، ولم يجرؤ على سؤالهم:
لماذا لم تتجنبوا الكنيسة؟
هنا الكنيسة لمسيحيين فلسطينيين محسوبين على عالم "الوحوش البشرية"، وليسوا من "العالم المتحضر"!

العالم المتحضر الذي لو اطلع حيوان على ما فعلت بلجيكا فقط في إفريقيا، لتحول إلى كائن يشبه ماكرون، من هول ما جرى هناك! وفرنسا اسألوها، وهي جزء من العالم المتحضر، ماذا فعلت في الجزائر، في المغرب، في إفريقيا؟ وكم من الثروات نهبت؟ وكم من البشر قتلت؟

اقرؤوا رواية
واسألوا بريطانيا ماذا فعلت في العالم كله، ابتداء من الهند وحتى جنوب إفريقيا، اقرؤوا كتاب مانديلا ليقفوا على أفعال بريطانيا هناك.
وبالتأكيد، الجميع يعرف ماذا فعلت سيدة العالم المتحضر "أمريكا" من "جوانتانامو" إلى باكستان. اسألوا روح جنرال باكستان ضياء الحق الذي فجروه في الجو، واذهبوا إلى تشيلي، ستجدون آثار الـCIA تمتد من هناك إلى بنما، إلى بوليفيا، إلى كل أرجاء أمريكا اللاتينية...
العالم المتحضر اليوم يحرق الوحوش البشرية، أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ويأتيك من العرب والمسلمين من ينادي بـ"ضبط النفس"، واستنكار أحمد أبو الغيط الذي لا تدري من دعت عليه أن يتولى أمانة جامعة الوحوش البشرية الكبار!
مصر تحاول، برغم كل الضغوط عليها، مقابل تآمر عرب البترول عليها.
ستنتهي هذه المجزرة في لحظة ما، بعد أن يكون العالم المتحضر قتل ونسف وهدم، ويعيدون القضية إلى نقطة ما قبل الصفر، باعتبار أن السلطة تقف عند الصفر، ويقدمون لإسرائيل كل ما يعيد أمورها إلى ما كانت عليه وأفضل، وستظل هي تبتزهم سنوات قادمة، هنا نقول لمن يقول لك وهو مسبل عينيه:
طريق السياسة هو الطريق الأنسب، وحافظوا على التوازن القائم في المنطقة، نالوا بركة إسرائيل، ولا يهم أن تظلوا في السجن الكبير حتى تكون فلسطين المعلومة أصبحت بلا ملامح!
حتى ما أنجز على الورق من بعد أوسلو المجيد، سيكون حبره جف! وعادت الأوراق بيضاء إلا من توقيعات لا تدري لمن تنسبها!

إذا أراد العرب أن تكون لهم كرامة، فليكونوا مرة واحدة في حياتهم شجعانًا، ويخرجوا من تحت عباءة سيدة العالم المتحضر.

اذهبوا إلى الصين وروسيا.. وحافظوا على ما تبقى من ثروات..
أسرعوا قبل أن ينهب الاستعمار الجديد آخر ما هو باقٍ في قعر الجيوب!
أسرعوا قبل فوات الأوان.