السيد بونتيلا وتابعه ريتشي!

عنوان المقال مأخوذ عن عنوان لمسرحية كتبها المسرحي الألماني الأشهر برتولد بريخت حاملة اسم"السيد بونتيلا وتابعه ماتي"، كتبها خلال منفاه ببولندا هروبا من الاضطهاد النازي.

هنا يطيب لي أن اضيف أن مسرحيًا عربيًا هو الفرد فرج من مصر قد كتب مسرحية باسم يحمل عنوان "علي جناح التبريزي وتابعه قفه".

نعود لموضوعنا؛ بونتيلا كما يشير الفرد بريخت سيد اقطاعي متقلب المزاج يعيش حالة مزدوجة، انسانًا وحشًا قاتلًا له شهية لروية الدماء تسيل، تنتابه فقط حالات الطيبة وهو يعاقر الخمرة حتى الثمالة تنتابه حالة من الطيبة حيال الفقراء وصغار الفلاحين.
إنه شخصية مريضة بمرض عجيب؛ إذ أنه حين يفيق من سكرته ينقلب إلى مجرد وحش متعطش للدماء تماما كشخصية بونتيلا بايدن الذي بات رأسماليًا محتالًا قاتلًا بدلًا من كونه اقطاعيًا مثل بونتيلا الاقطاعي؛ كلاهما من مصاصي دماء الشعوب والابرياء.

أما دمية التابع ماتي؛ فكما صورها بريخت هو مجرد تابع مغلوب على أمره تقتله نزوات سيده ماتي لا يقبلها ضميره، لكن كما يقال: مكره أخاك لا بطل. إنه إنسان بسيط تابع لسيد اقطاعي متوحش كان يحاول كلما استطاع لذلك سبيلًا أن يلفت نظر سيدة لجادة الصواب، لكن سيده أعمى أطرش يسمع ويرى فقط ما يريد!

هنا الحالة التي ولدتها معجزة غزة قد استفزت هذا السيد القاتل السيد بونتيلا بايدن مطلقا صفارة الانذار دعما لحليفه نتنياهو تمويلًا وتسليحًا واعلامًا وتهريجًا وكذبًا ومدًا بالمال وتشفيًا، وهو يتشفى ببرك الدماء تجري بغزة. واللوم على ما أسماه افاعيل الإرهاب الحمساوي الفلسطيني. ناسيًا متناسيًا كل الكتابات الأمريكية المتأتية من أركان حزبه المجرم الحزب الديموقراطي، متناسيًا عمدًا مذكرات بارك أوباما ودلوعة البيت الأبيض هيلاري كلينتون، مذكرات تفصِّل أصل ومنشأ الإرهاب باعتباره بضاعة أمريكية المنشأ والتمويل عن بعد، عبر الريموت والاقمار الدائرة بكل منطقة منكوبة بهذا الداء.

السيد بايدن بونتيلا خرف هرم رأسمالي حتى النخاع، من رأسمالي عهود سحيقة سحقت شعبًا اصيلًا بأمريكا تمامًا، كما سحقت جيوش أمس الاستعمارية، وها هو وتابعوه وعلى رأسهم تابعه ريتشي يريد إعادة المشهد للإبادة نهائيا الشعب الفلسطيني وإغلاق ملف قضيته انتصارًا لصهيونية خلقوها ونموها وما يزالون يدعمون.

بونتيلا بايدن في تهريجه الدامي ارهابًا ودعمًا لدولة الكيان، كي يثبت صهيونيته ليحقق أهدافه على حساب دماء الشعب الفلسطيني، إنما يفعل ذلك سعيًا وراء اهداف تتمثل ب.

1- السعي بكل السبل التي يراها سبيلًا للبقاء رئيسًا داخل البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة.

2- التأكيد على استمرار مفاعيل الهيمنة الامريكية مواجهة لما بات يطرح من تحديات كونية تقودها كل من روسيا والصين.

3- ضمان إلحاق الهزيمة بغريمه التاريخي ترامب، حتى ولو ادخل العالم أتون حرب كونية سواء في اوكرانيا أو عبر إشعال نيران الشرق الأوسط برمته، وعبر افناء وإغلاق قضية شعب فلسطين نهائيا.

4- المزيد من خلق العالم اقتصاديًا عبر هيمنة عملة الدولار الأمريكي وآلية سلاسل العقوبات التي لا تنقطع على كل من يقول لا للسيد بونتيلا الأمريكي.

5- سعى بايدن في متبقي فترته داخل البيت الأبيض لخلط الاوراق على المستوى الدولي لكبح جماح قوى كونية تسعى لصياغة معادلات نحو نظام عالمي حديد.

نفس الحالة المرضية قد انتابت السيد ريشي رئيس وزراء بريطانيا التي كانت عظمى، حين قَبِلَ هذا المسخ الحامل للجنسية البريطانية، ليقبل أن يصير أحد رعايا إمبراطورية كانت، لم يدرك بل إنه يدرك، بأنه مجرد تابع لعقلية عقلية قاتلين.

القاتل الاول العقلية الاستعمارية البريطانية التي يتربع على عرشها فرحًا لأنه صار رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة بينما هو في نظر العقلية الاستعمارية البريطانية مجرد تابع هندوكي.

هو ليس "بيور انجليش"، إنه مجرد تابع من عهد سيدة البحار التي غابت شمسها حين اخرجها نضال غاندي من الهند أنه مسخ تشوه صورة نهرو وانديرا غاندي معا.

هذا التابع ريتشي مجرد تابع لسيده بالبيت الأبيض يفعل ما يريد سيده لا كما يريد ضميره أنه يختلف عن ماتي الإنسان كما صوره بريخت ناصحًا لسيده الاقطاعي.

لكن مشكلتنا مع ماتي الهندى، أنه تحلل من ملابس وعقلية المهاتما غاندي واستاذية نهرو وقبل دور التابع المطيع لسيده بايدن بونتيلا البيت الأبيض: بل لنقل البيت الأسود، وهما معا يتسابقان فرحًا وطربًا لروية شلال الدم في غزة من مشافيها، من أجساد بنيها من كل شيء يتحرك ناطقًا باسم فلسطين وليس باسم نتنياهو.

هذان المسخان يعيدان لنا عرضًا مسرحيًا قاتلًا مؤلمًا لا يمت بصلة لمسرح بريخت ومسرحياته الإنسانية الراقية.

يا لمفارقة الزمان والمكان! ها هو يعيد لنا عرضًا هزيلًا قاتلًا عبر مسرح رأسمالية القتل والاستيلاء وتدوير السكاكين على رقاب من يقول لا لبونتيلا الأمريكي في صورة بونتيلا بايدن وتابعه ماتي عفوا ريتشي ماتي.

بوتتيلا الانسان الذي كان بمخيلة بريخت في خلال مسرحيته هو بونتيلا الانسان في حال صحوة ضمير كان يقول.

كم كنت اتمنى أن اقطع معكم الشوائب وأنقى الحقول؟

تلك روح بونتيلا الإنسان التي لا يصل إليها إلا حين يحول محيطه كله إلى ساحة خمر تغيب فيها روح وعقل الإنسان. وحين يفيق من سكرته يعود لسجيته اقطاعيًا سفاحًا قاتلًا يسلخ يذبح الاخرين يتلذذ بالدماء أمامه تسيل. تحقيقًا لرغباته ونزواته.

وتابعه ريشي مجرد تابع مثله قاتل انهما يتزاملان امعانًا بقتل ضحيتهم الشعب الفلسطيني والعالم للأسف يتفرج الا من رحم ربي كما بدأ يلوح في الأفق.

شكرًا برتولد بريخت تبًّا بايدن تبًّا نتنياهو تبًّا ريشي سوناك تبًّا ماكرون تبًّا مستشار المانيا.

تبًا لكل من يري ويشاهد شعبًا يذبح وظل صامتًا لا يتكلم تبًّا لكل نظام ظل محافظًا على حفظة البمبرس تحت كرس عظمته أو جلالته أو حاشيته.