عمليات قتالية داخل مدينة صعدة والسلطة ترفض

عمليات قتالية داخل مدينة صعدة والسلطة ترفض

والحوثي يرحب بمبادرة المشترك لوقف الحرب
ردت اللجنة الأمنية العليا بحدة على دعوة اللقاء المشترك إلى وقف الاقتتال في صعدة، واستعداده للمشاركة في أي جهد وطني يعمل على منع تجدد الحرب.
وقال مصدر في اللجنة الأمنية إن الجهد المطلوب والملح من أحزاب اللقاء المشترك هو إقناع الحوثيين بالجنوح للسلم «والاستجابة الفورية وغير المشروطة للدعوة الكريمة التي وجهها (...) الرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة حلول شهر رمضان، والتي طالب فيها الحوثيين بالالتزام بستة شروط لوقف العمليات العسكرية في عمران وصعدة».
وأكد المصدر في تصريحات صحفية نشرت أمس ضرورة أن تضطلع أحزاب المشترك بمسؤوليتها الوطنية في الوقوف إلى جانب الجيش والأمن من أجل إخماد الفتنة.
وكان المشترك عبر عن ألمه العميق حيال مجريات الحرب العبثية في صعدة وعمران، وجدد رفضه نهج الحرب وثقافة الكراهية وزج المؤسسة العسكرية في الصراعات الداخلية.
وإذ ذكَّر بموقفه المؤيد لاعلان الرئيس وقف الحرب (الخامسة) في 17 يوليو 2008، قال  إنه فوجئ بتجدد الحرب وبصورة أعنف، متهماً السلطة بالتفرد في شؤون الوطن وقضاياه لحساباتها الآنية الضيقة وبما يعرض الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية لأفدح الأضرار.
وإذ دعا إلى وقف فوري للاقتتال ونبذ العنف، أكد ضرورة السماح لفرق الإغاثة المحلية والدولية للوصول إلى المناطق المتضررة والمنكوبة. كما أبدى استعداده للمشاركة في أي جهد وطني يعمل على حل هذه المشكلة.
من جانبه، رحب عبدالملك الحوثي بموقف المعارضة، وقال إنه مع أي جهد يبذله المشترك لوقف الحرب. وحسب مصدر رفيع في المشترك فإن الحوثي أبدى استعداده لقبول أي جهد من شأنه وقف الاقتتال، واعداً المشترك بعرض تفاصيل كل الوساطات السابقة لتأكيد مرونته وانفتاحه على المبادرات والوساطات التي استهدفت منع القتال أو تجدده.
وكانت معلومات تم تداولها أمس الأول الاثنين عن بدء تنفيذ وقف إطلاق نار بدءاً من السادسة من صباح أمس الثلاثاء. لكن العمليات الحربية استمرت في مناطق عديدة  في صعدة وعمران.
وتبادلت السلطة والحوثيون الاتهامات بالتضليل والفبركات بشأن مجريات الحرب. وفي حين أكدت السلطة سيطرتها على مديرية حرف سفيان، نفى الحوثي مساء أمس صحة ذلك، وقال إن السلطة تعلن، كذباً، للمرة الثالثة سيطرتها على المديرية، مؤكداً
أن عناصره ألحقت أضراراً فادحة بآخر حملة حكومية للسيطرة على المديرية.
وانتقلت المعارك في صعدة خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى داخل مدينة صعدة. ويسعى وسطاء قبليون، ابرزهم ناصر قرشة، إلى إقناع الحوثيين بعدم دخول المدينة التي يسيطر التوتر والخوف على سكانها منذ أيام، خصوصاً بعد اشتباكات متقطعة داخلها،  ومحاولة مقاتلين حوثيين السيطرة على القصر الجمهوري هناك.
وقال المكتب الاعلامي لعبدالملك الحوثي إن الجيش انسحب من مواقع عديدة في صعدة وحرف سفيان بعد جهود الوسطاء. وبث الحوثي تسجيلات فيديو تظهر فيها قوات عسكرية وهي تغادر بعض المواقع.
وحاولت قوات عسكرية، أمس، الالتفاف حول مديرية الملاحيظ لإعادة السيطرة عليها، وذلك بعد أسبوع من إعلان الحوثي سيطرته على المديرية.