مصر مستهدفة.. والمضطر يركب البحر

برغم كامب ديفيد وما تمخض عنه من اتفاقيات واتفاقات، فقد تمخض الجبل ولم يلد شيئًا. بمعنى؛ أنه من يوم أن افتتحت السفارة الإسرائيلية في القاهرة، لايزال الشارع المصري كما عهدناه.. لم يفرط.. ولم يتماهَ مع دعوات التطبيع، وظل على حاله بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقضايا العرب، إذا صح التعبير.

وبرغم كل محاولات ضربها والتآمر عليها على صعيد الاقتصاد، وما يحاك على البعد بما يتعلق بسد النهضة وما يحدث في السودان، فلاتزال مصر صامدة قوية رغم كل مشاكلها.

ليس عبثًا أن يقول وزير الدفاع المصري: “لا تختبروا رد فعلنا”.
وليس عبثًا أن يقول كوهين: “ليذهب الفلسطينيون إلى سيناء مقابل شطب كل ديون مصر”.
وليس عبثًا تغريدة مصطفى بكري من أن المؤامرة “أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل” قد بدأت...
وليس مجرد كلام أن يقول الأزهر للفلسطينيين: “اعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتهم وزوالها إلى الأبد”.
وليس لمجرد أن يخطب السيسي، فقد حذر: “نحن أمام تطورات شديدة الخطورة”.

كل الشواهد تقول إنهم يعملون بلا كلل لإضعاف مصر بما تعنيه مصر... وتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.. ويبحثون عن سيناء وطنًا بديلًا.
كل الشواهد تقول إن فعلًا كبيرًا يتم تدبيره في ظل الضياع العربي.
سيأتي أي منهزم عربي سيقول لك كما قالوا إن الفلسطينيين باعوا أرضهم، سيقول: شفتم ضيعوا غزة!

السؤال الكبير: ما المطلوب من إنسان محاصر، كل حقوقه مصادرة، ويعيش في سجن كبير؟

هل الصمت وتحمل كل موبقات العالم سيعيد لهم أرضهم؟
إذا كانت أوسلو لم تحقق شيئًا يذكر، فكيف يمكن للعالم أن يقدم للفلسطينيين ما يذكر؟!

امريكا الآن وداعرة العالم بريطانيا تعملان بكل ما أوتيتا من قوة على تنفيذ وعد بلفور بما لم يظهر في العلن بعدما وعدتهم بوطن.

يقول اليمني: “المضطر يركب البحر”..

ليس أمام الفلسطينيين إلا ما يحدث الآن، إما حياة كريمة أو باطنها أشرف وأكرم..
سيقول آخر:
أنت لا تفهم في السياسة..
حسنًا، أنا لا أفهم، قولوا لي أنتم الذين تفهمون:
ما هو المخرج؟
فلسطين تضيع كل يوم، والعالم لم يعد يهتم، والعرب الله يعينهم على ضعفهم، ولن نقول:
توحدوا، فهذا لن يتم، فالعرب مجاميع قبائل تتناحر على مورد الماء، وخذ أكبر دليل “مجلس التعاون الخليجي” الذي لم يحقق شيئًا، برغم أن أنظمته خرجت من تحت عباءة واحدة! كما هي الجامعة تعبير عن شتات العرب، ولذلك كانت دعوة القذافي محقة:
أغلقوها ذلك أشرف وأكرم.
سيأتي من يقول لك:

شيء أحسن من لا شيء، أصبحت العبارة مضحكة..
وهنا يحضرني ما قاله ذات مرة باجمال رحمة الله عليه، في جلسة خاصة:
أجمل ما في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أنها فرصة أنزل إلى القاهرة لشراء ربطات عنق جديدة! وكلامه صحيح.
الآن يأتي أيضًا من يقول:
أنت تحمست، وهذا كلام حماسي، أقول له:
هات ما عندك، وأقنع الغرب أن يعمل على إيجاد حل.
الآن..
أنا وكل عاقل نفكر في مصر التي لا قدر الله وأضعفها وقتلوا جيشها، فعلى العرب السلام، وعلى قضية فلسطين السلام الآخر...
أعود إلى القول إن “طوفان الأقصى” هو الطريق الوحيد لاستعادة الأرض والعرض.
وإن قال قائل:
ها هم يضيعون غزة بعد القدس، وهم من أعطى إسرائيل الفرصة لتنفيذ المؤامرة، المؤامرة قائمة بهذه الطريقة أو تلك، فقط الآن سيتم التسريع في تنفيذها في ظل خذلان العالم للفلسطينيين، وانشغالهم بالبكاء على ما حدث لإسرائيل!
وأقول:
ماذا تفعل بأرض هي عبارة عن سجن كبير خصصها المحتل لسجنك فيها لتظل “الأونروا” ومحمد بن زايد يرمون لك من فوق الأسوار الفتات؟