صورة رمزية لشحنة قمح (شبكات التواصل)
صورة رمزية لشحنة قمح (شبكات التواصل)

الحكومة تهدر قمح الفقراء

تثاقلت الحكومة اليمنية إزاء منحة قمح قدمتها بولندا لليمن، ومقدارها ٤٠ ألف طن، فحرمت ملايين الفقراء منها، بعد أن قامت بولندا بسحب الشحنة التي لم تحضر الحكومة لاستلامها.
استمرت شحنة القمح في موانئ بولندا لشهور طويلة، بينما حكومة الشرعية وقفت عاجزة ومتثاقلة، وكأن الأمر لا يعنيها.

تهربت أجهزة الحكومة ومؤسساتها المعنية من صفقة القمح، ربما لأن لا مصلحة شخصية سيجنيها المسؤولون المباشرون، وهم من اعتادوا على التربح والتكسب من كل عملية يقومون بها.
وبين دهاليز وزارات الخارجية والتخطيط والصناعة والسفارة اليمنية في بولندا والقطاع الخاص وبرنامج الغذاء العالمي، ضاعت شحنة القمح، واكتفت اليمن بالمراسلات والأخذ والرد الذي استمر طويلًا في ما بينها لاستيراد الشحنة المجانية.
في ٢٠ فبراير وافقت بولندا على منح اليمن ٢٠ ألف طن من القمح، وفي ٩ مايو أبلغ رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية البولندية، السفيرة اليمنية لدى وارسو د. ميرفت مجلي، أن الحكومة البولندية رفعت كمية القمح من ٢٠ ألف طن إلى ٤٠ ألف طن، لكنها تنتظر موعد وصول السفن التي ستأتي لتحميل الشحنة، لكن الحكومة اليمنية لم ترد.
حرصًا من الحكومة البولندية على وصول الشحنة لليمنيين، قدمت عرضًا آخر مفاده أنها ستتولى إيصال الشحنة إلى اليمن، لكن في هذه الحالة فإن مقدار ما سيصل إلى اليمن ١٥ ألف طن فقط. لكن الحكومة اليمنية استمرت في المماطلة والمراسلات مع جهات أخرى.

أبلغت الحكومة البولندية السفارة اليمنية بأن شحنة القمح المجانية المقدمة لليمن لن تبقى إلى الأبد في موانئها

أبلغت الحكومة البولندية السفارة اليمنية بأن شحنة القمح المجانية المقدمة لليمن لن تبقى إلى الأبد في موانئها، وأن آخر موعد لاستلامها من قبل الحكومة اليمنية هو منتصف سبتمبر ٢٠٢٣م.
تواصلت السفيرة اليمنية في بولندا مع مجموعة هائل سعيد أنعم، للتكفل بنقل الشحنة كاملة، وقالت إن شوقي هائل، عضو مجلس المجموعة، تجاوب مع الأمر، وأبدى موافقة على نقل الشحنة مجانًا، لكنه تراجع بعد أسبوع من موافقته، وأرجعت السفيرة اليمنية في بولندا ذلك لما سمته رغبة مجموعة هائل سعيد "النأي بالنفس"، خوفًا من التهديدات الحوثية التي اعتبرت نقل شحنة غذاء لليمنيين عملًا سياسيًا معاديًا.
وفي ٢٥ مايو ٢٠٢٣م، تواصلت السفارة اليمنية هناك مع البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن، لنقل شحنة القمح، لكنها لم تتلقَّ أي رد.
خاطبت وزارة التخطيط والتعاون الدولي، برنامج الغذاء العالمي، وطلبت منه نقل الشحنة وتوزيعها عبر فرقه باليمن، لكن الأمر تعثر بعد أن طلب البرنامج ٢٠ مليون دولار، تكاليف نقل وتوزيع الشحنة.
منتصف أغسطس الفائت، أبرمت وزارة الصناعة والتجارة اتفاقًا مع شركة الماسي للتجارة (حصلت "النداء" على نسخة منه) قضى بقيام الشركة بنقل شحنة القمح إلى اليمن مقابل حصولها على نصف كمية القمح، أي ٢٠ ألف طن.
ورفعت الوزارة مذكرة للخارجية اليمنية للاطلاع وإحالة الاتفاق إلى سفارة بلادنا لدى بولندا لاستكمال الإجراءات.
استمرت المراسلات الحكومية حتى انتهت المهلة التي حددتها بولندا لاستلام شحنة القمح، وأبلغت وارسو السفارة اليمنية في بولندا في ١٥ سبتمبر، بسحب منحة القمح، وطلبت منها إبلاغ حكومتها في اليمن أنها قد تعيد تقديم الشحنة في وقت لاحق، لكن يجب أن تكون الحكومة اليمنية قادرة على التنسيق والحسم لنقل المنحة.