ثورة 26 سبتمبر 1962م.. أزمة القيادة الجمهورية

ليس في الحديث عن أزمة القيادة الجمهورية، بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، أي انتقاص أو تقليل من دور ومكانة ثورة 26 سبتمبر في حياة اليمن واليمنيين، فقد نقلت ثورة سبتمبر اليمن واليمنيين من تاريخ البدائية والقروسطية الإمامية "الكهنوتية"، إلى رحاب التاريخ المعاصر، مما قبل التاريخ، إلى فضاء التاريخ الحديث،

وأدخلت اليمنيين، ولأول مرة، للمشاركة الفعلية في الإصلاح والثورة والتغيير، بعد قرون طويلة من العيش في العزلة، والجمود والركود والظلام، فقط، التأكيد لمحاولة المساهمة في تقديم قراءة جديدة لأزمة القيادة الجمهورية، ولرؤية الواقع السياسي الاجتماعي بعين الرؤية الموضوعية النقدية التاريخية.
وأعظم دليل ورد على من يتطاولون على الإنجاز السياسي والاجتماعي والاقتصادي والوطني لثورة

خروج شعبي وسط صنعاء احتفاء بذكرى ثورة 26سبتمبر(النداء)
خروج شعبي وسط صنعاء احتفاء بذكرى ثورة 26سبتمبر(النداء)

26 سبتمبر 1962م، وثورة 14 أكتوبر ١٩٦٣م، هو ما يجري ويحصل في البلاد اليوم، شمالًا وجنوبًا، من محاولة للعودة باليمن القهقرى إلى العصور الوسطى البليدة: في السياسة، والاجتماع، وفي الاقتصاد، مع توقف للتنمية الاقتصادية والإنسانية، وبدون دولة، سوى سلطة تابعة وبدون أية شرعية في كل مناطق الجنوب، وسلطة جبايات مليشوية طائفية، سلالية، في مناطق الشمال.
إن أجمل وأعظم رد على رموز الإمامة البغيضة اليوم، هو رد الفعل العفوي والتلقائي، في الاحتفال بالذكرى الـ٦١ للثورة (ثورة العلم الجمهوري)، التي تحولت إلى استفتاء شعبي وثوري للقيمة الوطنية والواقعية لثورة سبتمبر في وجدان الناس، ورفض للحالة السياسية الإمامية القائمة "الهاشمية السياسية"، في مناطق شمال البلاد، بل وفي جنوبه. وهذا يكفي.