اليمن مهد الحضارات.. ومطمع الطامعين

أولا: نبذة تاريخية موجزة

"يعتبر اليمن من أقدم مراكز الحضارة في العالم القديم، لا يعرف بالتحديد متى بدأ تاريخ اليمن القديم، لكن بعض نقوش حضارة ما بين النهرين، ذكرت (سبأ) في نص (سومري) يعود إلى حوالي 2500 ق.م، أي منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد."

وقدر علماء آثار ومستشرقون بان الحضارة اليمنية تعود إلى ما قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد. وقد دلت بعض الدراسات، على إن الحضارة اليمنية سبقت الحضارتين البابلية والفرعونية وتعايشت معهما من خلال التبادلات التجارية، وبناء السدود، والمعابد... الخ

ومن اشهر ممالك اليمن: (سبأ، حضرموت، قتبان، معين وحمير، وذو ريدان، وحمير...

ويعود إلى الحضارة اليمنية الفضل في تطوير أحد أقدم الأبجديات في العالم المعروفة بخط المسند وهندسة السدود.

تجدر الاشارة إلى ان عدد النصوص والكتابات، والشواهد الأركيولوجية في اليمن أكثر من باقي مناطق شبه الجزيرة العربية، وقد أطلق عليها الرومان (الروم) تسمية (العربية السعيدة).

- قامت عدة دول في العهد الإسلامي أشهرها (الدولة الزيادية، والدولة اليعفرية، والامامة الزيدية، والدولة الرسولية، والدولة الطاهرية، والدولة الصليحية..)، واقواها كانت الدولة الرسولية التي امتدت من ظفار وشملت جميع انحاء اليمن حتى مكة شمالا.

- في سياق آخر، غزا العثمانيون (اليمن)، على فترتين:

الاولى: (1538م - 1634م) وهي فترة (إيالة اليمن)، كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في (زبيد)، و(المخاء) طيلة فترة وجودهم.

وفي هذه الاثناء بسطوا سيطرتهم على (عدن) وسائر (تهامة)، واتخذوا من (زبيد) مقراً إدارياً لحكمهم، أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة حيث تعرض العثمانيون لمقاومة شديدة من الأئمة والقبائل، وكان سبب تواجد العثمانيين حينئذ في المنطقة هو مواجهة البرتغاليين والتحكم في الحركة التجارية في المنطقة.

تمكن (الامام المؤيد بالله) الذي خلف والده المؤسس للدولة القاسمية (الإمام المنصور بالله القاسم) عام 1620م من توطيد اركان (الدولة القاسمية) القوية، واستعادة (زبيد) مقر السلطة العثمانية عام 1634م، واعطاهم فرصة للانسحاب سلمياً من (المخاء) آخر معاقل العثمانيين، وبالتالي، انتهت (ايالة العثمانيين) لليمن.

"وبدعم من القبائل، تمكن الإمام/ المؤيد ان يوطد اركان (الدولة القاسمية) ويوسع نفوذه شمالا إلى صبيا، ونجران، والى مناطق الجنوب، وقد حاول العثمانيون ضم (صنعاء) للمرة الأولى عام 1849م، لكنهم تعرضوا لخسائر كبيرة، فبقوا مسيطرين على مدن في(تهامة)، وكان الهدف الأساس من تواجدهم في هذه المنطقة هو مواجهة او منافسة الاستعمار البريطاني بعد احتلال بريطانيا (عدن) عام (1839م) ومن ثم زادت اهمية المنطقة بعد افتتاح قناة السويس عام (1869م). انتهى حكم الدولة القاسمية عام 1872م."

 

-وجاء العهد العثماني الثاني لليمن وهي فترة (ولاية اليمن) التي امتدت (1872- 1918م)..

خلال الفترة (1904- 1911م) تعرض الجيش العثماني إلى خسائر امام جيش الإمام/ يحيى بن حميد الدين وعقدت (هدنة) بينه والعثمانيين، لكنهم لم يرحلوا كليا من اليمن، وقد نص الاتفاق على ان يحكم (الامام) المرتفعات الشمالية حكماً ذاتيا، وان يبقى العثمانيون في المناطق الوسطى وفي المنطقة الساحلية.

في عام (1918م) تم هزيمة الدولة العثمانية والمانيا، والنمسا، وبلغاريا، وهنغاريا - الخ، في الحرب العالمية الاولى امام الحلفاء في مقدمتهم: بريطانيا، فرنسا، اللتان شرعتا بتقسيم املاك الدولة العثمانية في المنطقة بموجب اتفاقية (سايكس - بيكو عام 1916م) بموافقة روسيا، وايطاليا.

 

-وعند انسحاب الدولة العثمانية من المنطقة قامت (المملكة المتوكلية اليمنية) عام (1918م) تحت حكم الامام / يحيى حميد الدين الذي خاض في سنوات لاحقة عدة حروب مع (الأدارسة)، (وآل سعود) في منطقة نجران، وعسير، وجيزان، وتهامة والحديدة، حتى الدريهمي، لاستعادة هذه المنطقة كجزء من الارض اليمنية وذلك خلال الفترة (1924م- 1934م).

وكانت آخر حرب بين (السعودية) و(اليمن) في (نجران) خلال الفترة مارس/ ابريل 1934م، حيث انسحب الجيش اليمني بعد سيطرته على (نجران)، بناء على اوامر الامام/ يحيى وبالتالي، سيطر الجيش السعودي على (نجران).

عقب ذلك تم ابرام (معاهدة الطائف) في 19 مايو 1934 بين البلدين.

 

ثانيا: -نجران - جيزان - عسير

أ-(نجران):

 

جاء ذكرها بصيغة (نجران) في النصوص السبئية، وحرفيا تعرف ب (النجر)، فالنون آخر "العلم"، بمعنى هي اداة التعريف المطلق عند السبأيين، وكلمة (نجر) تعني الحار جدا او ساخن ولكن لا يمكن التأكد بشكل قطعي عن "هذا المعنى"، فالموضوع يحتاج لدراسات أوسع - قال (ياقوت الحموي): (نجران) من (مخاليف اليمن) من ناحية (مكة) سمي تيمناً بـ(نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان) - تسكن نجران قبيلة همدان، وتنقسم إلى ثلاثة فروع هي:

1-قبائل وائلة

2- قبائل يام

3- قبائل وادعة

وللبيان، إنه حتى عام 1905م، كانت كل من (نجران) و(عسير) اليمنيتين، تابعتين إداريا للوالي العثماني بـ(اليمن)، وقبلها كانتا تحت حكم الأئمة اليمنيين، من (بني القاسم)، ومن قبلهم كانتا تحت حكام اليمن ودولها المتعاقبة.

للعلم، كان الشريف/ احمد الادريسي (جد محمد علي الادريسي) قد انتقل من مدينة (فاس) في (المغرب) الى(مكة) ثم (زبيد) ثم إلى (المخلاف السليماني) وبدأ دعوته فيها.

وقد تمت المفاوضات 1910م بين الشريف محمد علي الادريسي والعثمانيين، وتمخضت عن اعترافهم بولاية الادريسي على (المخلاف السليماني اليمني)، على ان يكون ولاؤه للدولة العثمانية.

 

ب-(عسير):

 

يعود نسب (عسير) إلى قبيلة ربيعة اليمانية - الخ، وقول المؤرخ الهمداني في صفة جزيرة العرب: (عسير يمانية) - واخيرا، تم تسريب وثيقة عثمانية نادرة من قبل تركيا، تعود لتاريخ جماد الآخر لسنة 1259 هجرية. وتضاف هذه الوثائق إلى وثائق اخرى قانونية تؤكد ملكية الشعب اليمني لـ(عسير، ونجران، وجيزان) وملحقاتها من مدن، وموانئ، وقرى) ضمتها المملكة العربية السعودية عام 1934م، في غزوها للمنطقة بدعم، واسناد بريطاني، ولم تمنح الاتفاقية ملكية السعودية على المناطق الثلاث.

 

وفيما يلي نص الوثيقة التركية بشأن عسير:

بسم الله الرحمن الرحيم

" الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، واشهد ان محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

الى حضرة السلطان ابن السلطان عبد المجيد ابن محمود خان، سلمه الله من الآفات، واستعمله بالباقيات الصالحات - اما بعد..

فقد وصل خطكم الشريف، وخطابكم اللطيف، وما أولاكم الله به من النصر، والفتوح، على من عاداكم، واراد شق عصاكم، فحمدنا الله على ذلك، وسررنا به غاية (غاية) السرور، لما في ذلك من جلب المنافع، وسلب المضار للإسلام والمسلمين، في دينهم، وابدانهم، وتمكين أيديكم عليهم وأما تعريفكم بحالنا بـ(عسير)،

فنحن قبيلة من قبائل العرب، في جبل بأرض اليمن، نقيم فيه شرائع الإسلام، ونؤمن السبل للمسافرين، والزائرين لبيت الله الحرام، ونعظم من يعظم حرمات الله، ونتخذ المؤمنين إخوانا، ونعينهم بما نقدر عليه من الخير، وندفع عنهم بما أمكننا مما يعتريهم من الشر، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا حقيقة ما نحن عليه، والله الموفق للصواب، والهادي إلى سواء السبيل، والسلام، 1295 جماد الآخر."

وللإحاطة علماً ان (ولاية عسير) كان يشملها التقسيم الاداري لليمن في الدولة العثمانية الثانية (ولاية اليمن) التي كانت تضم اربعة الوية كما يلي:

1- لواء (عسير) ومخاليفه - مركزه مدينة(أبها)، ويشمل 6 اقضية:

قضاء محايل (النواحي: الوسم) - قضاء رجال المع - قضاء بني شهر (النواحي: العلايا) - قضاء غامد (النواحي زهران، بيشة) - قضاء صبيا (النواحي: درب) قضاء القنفذة،

2- لواء (صنعاء) ومخاليفه - مركزه مدينة (صنعاء) ومخاليفه، ويشمل إلى جانب قضاء (صنعاء) ثمانية اقضية اخرى: قضاء حراز- قضاء كوكبان- قضاء آنس - قضاء حجة- قضاء ذمار - قضاء يريم- قضاء رداع -قضاء عمران.

3- لواء (الحديدة)، ومخاليفه: مركزه مدينة (الحديدة)، ويشمل ثمانية اقضية:

قضاء زبيد- قضاء اللحية- قضاء الزيدية- قضاء جبل ريمة- قضاء حجور- قضاء بيت الفقيه- قضاء باجل- قضاء ابو عريش (جيزان ونواحيها).

4- (لواء تعز)، ومخاليفه: ومركزه مدينة (تعز) - ويشمل إلى جانب (قضاء تعز) خمسة اقضية اخرى: قضاء اب - قضاء العدين - قضاء قعطبة - قضاء الحجرية - قضاء المخا.

 

ج -جيزان:

 

ان انساب واصول قبائل منطقة جيزان (المخلاف السليماني) تعود إلى قبائل مذحج اليمانية، وينسبون إلى بني هاشم الأزد - حمير - كندة - كنانة همدان - وتعتبر (قبائل مذحج) من أقدم واعرق القبائل العربية، والتي تعود إلى القبائل السبئية القديمة، ويعود أقدم ذكر لها في القرن الرابع قبل الميلاد - تحت مسمى قبائل (مذحج اليمانية) وفروعها العريقة.

ثالثا: الحق التاريخي والقانوني وفقا للوثائق والخرائط والمستندات حوال احقية اليمن للمناطق (عسير، نجران، جيزان).

في واقع الأمر، إن الحق التاريخي، والقانوني وفقا للوثائق، والخرائط، والمستندات، تؤكد ايضا احقية اليمن للمناطق (عسير، جيزان ونجران) ولتوضيح ذلك، اود تأكيد الحق التاريخي، والقانوني من مصادر مختلفة - على النحو التالي:

 

1- من ناحية جغرافية وبتوافق المصادر والوثائق، ان اقليم اليمن يحده من الشمال اقليم الحجاز، واليمامة، ونجد، ومن الجنوب خليج عدن، وبحر العرب، ومن الشرق خليج عمان، ومن الغرب البحر الأحمر.

 

2- وصف المؤرخ (الأصمعي) حدود اليمن: "اليمن" وما اشتمل عليه حدودها بين (عمان) إلى (نجران) إلى (عدن) إلى (الشحر) حتى يجتاز (عمان) فينقطع من (بينونة) - و(بينونة) بين (عمان) و(البحرين) وليست (بينونة) من اليمن، وقيل: حد اليمن من وراء (تثليث) وما سامتها إلى (صنعاء)، وما قاربها إلى (حضرموت) و(الشحر) و(عمان) إلى (عدن ابين) وما يلي ذلك من (التهائم) (النجود - (واليمن تجمع ذلك كله).

 

3- (الحسن بن احمد الهمداني) في كتابه (جزيرة العرب والإكليل) ان حدود اليمن من (وادي تثليث) و(وادي الدواسر) و(العبلاء) في الشمال، وشرقا الى(عمان) وجنوبا إلى (عدن) والحق بها (الجزر المحاذية في البحر الأحمر).

 

4- يؤكد الخبير القانوني (زيد محمد الفرج) بالحق التاريخي، والقانوني لليمن في محافظات (نجران) و(جيزان) و(عسير) و(جزيرة فرسان) و(الوديعة) و(شرورة)، و(الربع الخالي في الجزء المتعلق باليمن) تبلغ مساحة هذه المناطق مجتمعة نحو (اربعمائة ألف كيلو متر مربع) إذا اخذنا في الاعتبار جانبي مساحة اليمن شمالا، وجنوبا.

ولتأكيد ذلك يوضح الفرج، "إن اليمن منذ الممالك قبل الاسلام مروراً بالعصر الإسلامي حتى الحكم العثماني لولاية اليمن طبقا للمصادر والخرائط، والمستندات كافة والتي تجمع لما اوجزه المعتمد البريطاني "هارولد جاكوب" في كتابه الصادر عام 1923م -"إن اليمن تبدأ من موقع (الليث) بساحل البحر الأحمر عند خط العرض (20)، وخط الطول (44)، وهو حد ما بين (اليمن) و(الحجاز)، وان (اليمامة) هي حد ما بين (اليمن) و(نجد)".

هكذا تقول المستندات الموثوقة، فأرض (نجران)، و(جيزان)، و(عسير) كافة نواحيها وجزرها إلا جزء من اليمن عبر التاريخ

 

5- تنص وثيقة رسمية حول ترسيم الحدود بين السعودية، وحضرموت ممثلة بالدولة الكثيرية عام 1950م برعاية بريطانيا بالآتي:

نصت على ان حدود حضرموت تصل إلى (عروق الشيبة)، مما يعني ان (خرخير) و(الوديعة) و(شرورة) جزء لا يتجزأ من (حضرموت) بموجب الوثيقة التي وقعت عليها (السعودية)، و(الدولة الكثيرية) و(سلطنة عمان)، و(بريطانيا)، واستنادا إلى الخرائط الموقع عليها سعادة المندوب السامي البريطاني، الوالي والحاكم، ل (حضرموت الدولة القعيطية الحضرمية)، و(الدولة الكثيرية) تحت حماية حكومة صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث.

 

كما نصت هذه الوثيقة على التفاصيل الحدودية التالية:

شرقاً: (الس حبروت) الفاصل الحدودي (ا لبوادي حبروت)

شمالاً: (مسائيل الرملة) إلى (عروق الخرخير) وامتداداً إلى (عروق الشيبة) ومن (عروق الشيبة) شرقا إلى (رملة زعبلوت) - الفاصل الحدودي (ركال الربع الخالي) شمالا.

غرباً: (شفاق عمرات) - وتعتبر هذه الأرض وحسب ما نصت عليه الوثيقة والاتفاقية بين الاطراف المذكورة في (الوثيقة)، "بأن هذه الأرض جزء لا يتجزأ من (حضرموت) متماثلة بقبائل البادية الساكنين على ترابها من (قبيلة الرواشد آل كثير) و(قبيلة المناهيل) وبعض من (قبائل البادية الحضرمية) المتنقلين في ترابها، وشقاق رمالها على ظهور الجمال شرقا وشمالا، ولا يحق لأي حكومة مجاورة او مواطنين اجانب الدخول، او السكن فيها حسب النظم والقوانين الدولية".

 

رابعا: تطورات الأحداث

 

1-: استولت السعودية على منطقة شاسعة، وهي المنطقة الممتدة من (نجران) و(جبل ثار) إلى (شروره) التي تم الاستيلاء عليها عام 1960م و(الوديعة، والمناطق المجاورة لها عام (1969م)، و(منطقة صحراء الربع الخالي اليمنية الشاسعة) الممتدة من خط العرض (22)، وخط الطول (46) و52) شرقا.

ومن الجدير بالذكر، ان تلك الارجاء الشاسعة تختزن ثروات نفطية هائلة تستغلها السعودية منذ عشرات السنين، بحكم الأمر الواقع.

2- ما زاد الطين بلة هو تثبيت الاستيلاء على تلك الأراضي اليمنية المشار اليها اعلاه بموجب تنازل الحكومة اليمنية للحكومة السعودية في معاهدة جدة يوم 12 يونيو 2000م عن المناطق اليمنية (نجران، وعسير، وجيزان)، وبمساحة تتجاوز 400.0000 (اربعمائة الف كيلو متر مربع) بدون مسوغ او حق قانوني او شرعي يجيز لها التصرف بأملاك شعب بأكمله، للأسف الشديد.

3- خسارة بعد خسارة حيث أعقب ذلك التنازل ايضا فقدان جميع الامتيازات والتسهيلات اللازمة التي كانت ممنوحة لليمنيين في معاهدة الطائف، حيث اصبح صاحب المتجر، والعامل يمارس عمله بضمانة كفيل سعودي مقابل اموال باهظة للكفيل فضلا عن التشديدات في العمل، والإقامة، والتأشيرات، وتحديد الاعمال، وإجراءات تعسفية اخرى تصل إلى حد الترحيل والسجن.... الخ.

4- إن معاهدة الطائف في 19 مايو 1934م بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية لم تكن نهائية ولم تعط حقوقا دائمة وثابتة للطرف السعودي للمناطق الثلاث. ونصت المادة (22) ان تظل المعاهدة سارية المفعول (20) سنة قمرية ويمكن تعديلها او تجديدها لنفس الفترة، وتظل الكلمة الأولى الأخيرة يمنية بشأن تلك الأراضي .. شريطة ان يعامل المواطن اليمني معاملة اخيه المواطن السعودي ومنح التسهيلات اللازمة له في الاقامة والعمل والدخول والخروج ... الخ.. هذا غيض من فيض.

4-تتعرض اليمن حاليا لعدوان وسيطرة على جزرها، وموانئها، وممراتها الملاحية، واراضيها، وتجريف مواردها، وتاريخها، وتراثها، وتقطيع ما تبقى من اراضيها إلى مربعات شطرنجية، والعالم يتفرج، واليمنيون منشغلون فيما بينهم بالمناكفات والمكايدات السياسية والصراعات الداخلية على السلطة والثروة غير أبهين او مستوعبين كل ما يدور من تآمر على بلادهم.

فهل من صحوة، ويقظة ضمير تجمع اليمنيين على كلمة سواء قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم؟