كل الأمنيات لـ"اليدومي" بمغادرة المستشفى بقلب سليم!

غالب القمش ومحمد علي هادي ومحمد اليدومير
غالب القمش ومحمد علي هادي ومحمد اليدومي (صورة مدمجة - النداء)

اطلعت ثم نشرت قصص حالات اختفاء قسري، أشهرها قصة المختفي قسريًا محمد علي قاسم هادي (24 سنة)، ومعاناة والديه بحثًا عنه… حتى فارقا الحياة.

تأكد لي لاحقًا أن اليدومي شخصيًا عذبه حتى الموت!

في اليوم التالي لنشر "النداء" قصة محمد (صيف 2007)، اتصل بي صديقي علوي السقاف، وقال إن والدته وأخته وأخويه أحمد وطارق لم يتمكنوا، الليلة السابقة، من النوم، لأنهم إذ اطلعوا على القصة المنشورة في الصحيفة، تذكروا قصة شاب عُذب بوحشية في الأمن، علموا بها أثناء زيارتهم والد علوي المعتقل في الأمن الوطني.

كان والدي حزينًا عندما زرناه في المعتقل، قال لي علوي في اتصاله، أكد لنا أن شابًا جميلًا قُتل، تعذيبًا، ليل أمس.

لطيفة (أو لطفية) شقيقة محمد، قالت لي: إذا تريد أن تعرف مصير أخي، اسأل محمد اليدومي!

نشرت القصة، ونشرت أقوالها في 2007، فلاذ بالصمت!

ولاد زملائي الإصلاحيون بالصمت!

وصمت الحقوقيون منهم، تمامًا كالقمش والصرمي، وعشرات المسؤولين الأمنيين في صنعاء وعدن وتعز وإب ولحج وشبوة والحديدة وأبين.

الصمت هو الخنجر المسموم مغروزًا في قلوب آلاف الأمهات والآباء والإخوة والأبناء وأقارب الأسر، وآخرها أسرة السياسي البارز في الإصلاح محمد قحطان.

التعاطف مع اليدومي إذ يدخل غرفة العمليات، مسألة تقع في صميم وجودك كإنسان. لكن ذلك لا ينبغي أن ينسبك ضحاياه!

لاحقًا في 2012، اتصل بي علوي السقاف مجددًا.

كان يبكي هذه المرة بحرقةٍ.

يبكي أباه الذي انتقل إلى رحمة الله بعد أكثر من عقد…

ويبكي محمد علي قاسم هادي!

كان خارجًا للتو من منزل منصور الموفق (وهو حركي يساري من محافظة إب، كما محمد علي قاسم هادي). ورافق في المعتقل والد علوي؛ حسن السقاف، ومحمد علي قاسم هادي!

قال لي إن الأستاذ منصور الموفق أخبره أن الشاب محمد علي قاسم هادي (أكتب الاسم للمرة الثالثة، كذلك ينبغي أن نحفظ أسماءهم) ارتمى في حضن والد علوي بعد تلقيه حصة تعذيب.

كان يلفظ أنفاسه الأخيرة!

محمد علي قاسم هادي ولطيفة وحسن السقاف وصديق الطفولة والمراهقة شهاب السقاف وشقيقه علوي ومنصور الموفق ومحمد اليدومي وغالب القمش (رئيس المخابرات) وعشرات الوجوه تمر أمام عيني سريعًا، تتدافع غالبًا باتجاه المقدمة، في مشهد تراجيدي عابر للزمن!

أتمنى أن ينطق اليدومي بالحق، من أجله، ومن أجل لطيفة شقيقة محمد، التي تنتظر منذ 4 عقود، ومن أجل اليمن، متجاوزًا الصراعات الحزبية، فتلك (جرائم الاختفاء القسري) كانت خصيصة مرحلة في تاريخ اليمن، شمالًا وجنوبًا، وألا يتجاهل طلب الأسرة وعشرات الأسر في 2007، ثم في 2012، وقد غادر صالح السلطة.

للتذكير، رفض اليدومي وحلفاؤه الجدد في الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك، فتح ملف الاختفاء القسري في 2012، فقد عادوا في الى الحكم أو أنهم توهموا.

ثم في مؤتمر الحوار الوطني (2013) تحايلوا، مرة أخرى، على الضحايا، ورفضوا تمامًا فتح هذا الملف الحزين، عبر التركيز على أن "الوحدة تجب ما قبلها".

شخصيًا، أتمنى للأستاذ محمد اليدومي، الضابط السابق في جهاز الأمن الوطني (المخابرات في شمال اليمن)، ورئيس التجمع اليمني للإصلاح، إذ يدخل اليوم غرفة العمليات، لإجراء جراحة في القلب، تمام الصحة والعافية، والخروج بـ"قلب سليم"… أتمنى له السلامة؛ لأجله ولأجل ضحاياه وأسرهم، ولأجل ضحايا هذا العصر، وأولهم محمد قحطان!

تالياً صفحات النداء: