عام اليمن واليمنيين الجديد

طالعنا رئيس مجلس الثمانية الذي يخاطبه البعض بفخامة الرئيس الشرعي لليمن، بتغريدات عجيبة بمناسبة العام الميلادي الجديد، من خارج اليمن على الأرجح، إذ لا يعلم أبناء اليمن إذا ما كان فخامته قد عاد إلى العاصمة المؤقتة أم مايزال مستمتعًا بالهدوء وراحة البال وضيافة الأشقاء في الشقيقة الكبرى، وكأنه يخاطب شعبًا يعيش ظروفًا طبيعية أو عادية ليس فيها منغصات سوى "الحوثي الإيراني"!

هنأ الدكتور رشاد اليمنيين، وقدم لهم أخلص الأمنيات بعام جديد مفعم بالصحة، وحافل بالعطاء، والنصر، متجاهلًا الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ويعاني منها الشعب اليمني! كما وعدهم بـ"ستبقى ‏ قواتكم المسلحة والأمن، والمقاومة الشعبية واصطفافكم الوطني مثالنا الأعلى لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وحماية النظام الجمهوري"، وهو يعلم أن أحوال القوات المسلحة وقوى الأمن والمقاومة الشعبية في الداخل ليست طبيعية أيضًا، وأنها تشكو الأمرّين، وتنتظر الفرج!

وجدد فخامته "التزامنا بمواصلة العمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني"، وهو يعلم جيدًا أن حكومته -حكومة الشرعية- لم تفعل شيئًا لتخفيف معاناة اليمنيين خلال السنوات الماضية، وأنها عجزت حتى عن ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي عن مطار عدن الدولي، وضبط أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية!

كما وعد فخامته بـ"انتظام دفع رواتب الموظفين مدنيين وعسكريين، والهيئات الدبلوماسية ومستحقات الطلاب المبتعثين"، وربطها بالإصلاحات الحكومية الشاملة التي يعلم جيدًا أن أوضاع حكومته -التي أثبتت فشلها بشهادة بعض أعضائها- غير مستقرة، وأنها لم تتمكن خلال السنوات الماضية من إثبات أنها قادرة على إصلاح أبسط القضايا التي تستوجب الإصلاح، كما لم تتمكن من ضمان دفع الرواتب بانتظام، فكيف ستفعل خلال العام الجديد والأعوام المقبلة!

واختتم فخامته تغريداته العجيبة بالتعبير عن أمنياته بأن يكون العام الجديد "عامًا لتعزيز الشراكة والتوافق الوطني والوفاء بوعد تحسين الخدمات وبناء المؤسسات في معركة تاريخية من أجل الحرية والكرامة وثقافتنا الوطنية وهويتنا العربية"، وكأنه يعيش في عالم لا علاقة له بأوضاع اليمن واليمنيين الذين بات الكثير منهم -وقد سيطر اليأس عليهم نتيجة معاناة السنوات الثماني السابقة- يترحم على النظام السابق ورئيسه الراحل علي عبدالله صالح رحمه الله وغفر له.

وهنا لا بد من التساؤل عما إذا كان فخامته يعيش واقع اليمن، ويدرك معاناة اليمنيين، أم أنه والمحيطين به يعيشون عالمهم الخاص بعيدًا عن الواقع بانتظار أن تعيدهم معجزة إلى بلدهم وشعبهم!