الأمن يقوض وعود رئيس جامعة صنعاء

الأمن يقوض وعود رئيس جامعة صنعاء - بشير السيد

يحاول رئيس جامعة صنعاء خالد طميم، أن يبدو، كرئيس جامعة, حريصاً على استقرار العملية التعليمية، والانتصار لسمعة الجامعة لكن الواقع يحول دون ذلك.
السبت الماضي كانت ساحة كلية الآداب تموج بمئات الطلاب المحتجين على عسكرة الجامعة وبولستها. كان يتقدمهم برلمانيون وناشطون حقوقيون وصحفيون، فضلاً عن العشرات من قيادة نقابة هيئة التدريس بالجامع].
وفي الفعالية الاحتجاجية نددت الكلمات والهتافات بالاعتداءات الهمجية التي طالت الطالبين الشقيقين جميل ومراد سبيع من قبل ضباط وعناصر أمنية.
لاحقاً تدخل رئيس الجامعة لإقناع المحتجين بتعليق الاعتصامات مقابل وقف مدير أمن الجامعة أحمد خصروف، والضباط المعتدين، وإحالتهم إلى التحقيق.
غادر المعتصمون الساحة، وانتظروا وفاء طميم بكلمته. غير أن مدير أمن الجامعة أحمد خصروف شوهد في اليوم التالي يجوب ساحة كلية الآداب رفقة ضباطه الشوس. وظهيرة اليوم ذاته شوهد يباشر عمله في مكتبه، وتكرر المشهد يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
أيقن الطلاب والمدرسون وكل من شارك في الاعتصام أن تعهدات رئيس الجامعة، ذهبت أدراج الريح.
وكان جميل سبيع (23 عاماً) طالب الآداب الفرنسي وشقيقه مراد (20 عاماً)، الطالب في القسم الانجليزي آداب، تعرضا لثلاثة إعتداءات وحشية من قبل ضباط وعناصر أمن الجامعة آخرها شارك فيه مدير أمن الجامعة في الرابع من الشهر الجاري.
وشكلت رئاسة الجامعة لجنة للتحقيق في الاعتداءات التي تعرض لهما الشقيقان سبيع، بعضوية عمادة رئاسة الجامعة لشؤون لطلاب وممثلين عن نقابة هيئة التدريس وإتحاد طلاب جامعة صنعاء.
عبدالحكيم نور الدين عضو نقابة هيئة التدريس عضو لجنة التحقيق، قال في تصريحات لـ«النداء» إن الإتفاق مع رئيس الجامعة كان شفوياً؛ معللاً بذلك عدم الإلتزام ببنوده وتحديداً ذلك المتعلق بوقف الضباط المعتدين. وشدد على أن نقابة هيئة التدريس والاتحاد الطلابي يسعيان للقاء رئيس الجامعة للتوقيع على ما سبق الاتفاق، عليه. مؤكداً أن الهيئة الادارية للإحتجاجات الطلابية ستتخذ موقفاً قوياً -لم يحدده- حال تراجع رئيس الجامعة عن الاتفاق.
وكان رضوان مسعود رئيس الاتحاد الطلابي في جامعة صنعاء، أشار في اعتصام السبت إلى أن الاتحاد سيعلن انسحابه من لجنة التحقيق حال عدم التزام رئاسة الجامعة بالإتفاق كما سيدعو الاتحاد إلى تصعيد الاحتجاجات.
 واستمعت اللجنة صباح الاثنين الفائت إلى شكوى الشقيقين سبيع بالإضافة إلى شهادات الطالبات اللاتي شهدن وقائع الاعتداءات الهمجية في حق الشقيقين سبيع من قبل أمن الجامعة.
كما وباشرت بإستجواب بعض ضباط الأمن.
وعلمت «النداء» من مصادر مطلعة، أن أحد الضباط اعترف أمام اللجنة بقيام أحد زملائه بإشهار مسدسه صوب جميل سبيع. وطبقاً لـ«عبدالحكيم نور الدين» فإن الاعترافات بوجه خاص والتحقيق بشكل عام من شأنها الانتصار للشقيقين سبيع وهيئة التدريس وسمعة الجامعة، فضلاً عن معالجتها للخلل القائم. وأكد أن نقابة هيئة التدريس ستسعى بشتى الوسائل لتوفير الأجواء الملائمة والمناخ الأفضل داخل الجامعة والذي سيتسنى من خلال إحلال حرس مدني للجامعة بدلاً من الحرس الأمني الذي تجاوز اختصاصه المحددة باللوائح.
وقال إن الجامعة حين تصبح وسيلة لإلحاق الاذية تفقد رسالتها ووظائفها الطبيعية، الأمر الذي لن تقبل به.

* يحظر إعادة نشر هذه المادة بغير إذن من الصحيفة.