د. ياسين سعيد نعمان يستدعي الطالب الذي كانه في ثانوية عدن: إنتقد الأستاذ " ميكافر" تاجر البندقية فأشاع زميلي المجتهد انه من أصل يهودي.

كان السيد «مكايفر» مدرس الأدب الانجليزي في ثانوية عدن عام 1964م، والأسكتلندي الأصل، كثيراً ما يعلن انحيازه للكاتب الانجليزي «شارلس ديكنز» عندما تجرى المقارنة مع كتاب آخرين بمن فيهم «شكسبير»؛ ف «ديكنز» في نظره أكثرهم التصاقاً بهموم الطبقات الشعبية وهموم قاع المجتمع الإنجليزي. وكان يعرِّض بـ«شكسبير» في «تاجر البندقية» ولا يتردد في وصفها بأنها «فانتازيا» تجسد النظرة العرقية في صورة ساذجة تلبي حاجة المزاج العام السائد إلى إدانة المنبوذين باستخدام الخيال على حساب الواقعية، التي تجعل الأدب رفيعاً وراقياً، وذلك في إشارة واضحة إلى الشرط الذي وضعه التاجر اليهودي «شالوك» لاسترداد دينه من المدين.
وربما كان اشمئزازه من المسلك الانساني البغيض، الذي صوره الكاتب لذلك التاجر اليهودي الجشع، ينم عن اعتقاد جازم لديه بأهمية أن يتوافق خيال الكاتب المبدع مع الأحداث التي يمكن أن تتحقق في الواقع. وكنا لا نجادله كثيراً في مقارناته النقدية إلا في حدود معرفتنا البسيطة، وبما يتفق مع قناعاتنا الراسخة بأن «تاجر البندقية» صورة رمزية لظاهرة لم تعشها أوروبا فقط، وإنما عاشتها ايضاً مجتمعاتنا الشرقية حيث كان اليهود، مثلاً، يسيطرون على تجارة الفضة ومشغولاتها في معظم أنحاء اليمن. وكنا نسوق له أمثلة لوقائع حدثت في بعض قرى اليمن حيث كان تجار الفضة اليهود يجوبون القرى حاملين مشغولاتهم الفضية في «شوالات» على ظهورهم. وكانوا على الرغم من مظهرهم البائس، يجسدون بسلوكهم المضمون الذي استهدفته «تاجر البندقية»؛ فهم يستغلون الشَّغف الكبير الذي تبديه المرأة في تلك القرى تجاه المشغولات الفضية بما يترتب عليه في كثير من الأحيان من تحفز لبيع البقرة لدفع الثمن، أو الاستدانة الربوية من نفس البائع، وغير ذلك من الحوادث التي غالباً ما كانت تغرق البيت في ديون تنتهي بخرابه.
إلا أن الشيء الملفت للانتباه هو أنه رغم محاولاتهم المتكررة تقديم عروض مغرية تارة، وممارسة الضغوط لرفع الديون الربوية تارة أخرى، لشراء الارض الزراعية في تلك القرى، فقد كان الأهالي بصورة عامة وحاسمة يرفضون تلك العروض لأسباب تعود إلى اعتقاد جازم بعدم جواز تملك اليهود لأراضي المسلمين، ناهيك عن اعتبارات اجتماعية لا يتردد اليهود أنفسهم في القبول، بل والتمسك، بها حينما كانوا يميزون انفسهم بحرف معينة مثل التجارة، بما في ذلك المعاملات الربوية، والطرب، والحدادة، وصياغة الفضة والحلي. أما اهتمامهم بشراء الاراضي فلم يكن بهدف زراعتها مباشرة، من قبلهم، بل لبناء كيان اجتماعي يستخدم عدداً من الفلاحين المستأجرين للارض بنظام المحاصصة الذي يجعل الفلاح مثقلاً بالدين الذي لا يرحم.
كان عدد منا، ممن انحدروا من تلك القرى، قد تبرعوا بسرد حكايات متنوعة في هذا السياق الذي استقر معه الاعتقاد الراسخ في الأعماق بأن بشاعة السلوك لا تخلو من دوافع فطرية، حتى لو اتهمنا استاذنا بـ«العرقية»؛ فقد كان كتاب «إدفع دولاراً واقتل عربياً» بالنسبة لنا في تلك الأيام مخزن المصطلحات والتعبيرات التي نستمد منها قوة الحجة في التمسك بالاعتقاد.
وبالطبع، فإن بعضاً من حكاياتنا لم تكن تمر بدون تعليقات قاسية من قبل السيد «مكايفر» تنم في بعض الأحيان عن سخرية... ربما لاعتقاده بأنها تعبير عن سلاح الاسطورة الخالد الذي يتصدى لحقائق التاريخ حينما تتكسر عضلات الإنسان أمام عنادها وتفشل في صياغتها في الواقع. هكذا كان السيد «مكايفر» يعبر عن نفسه، ولم ينتبه إلا وقد لفَّته إشاعات من مثل ذلك النوع الذي يخترق الوجدان ويحيّد العقل. فقد اجتهد أحد زملائنا «المجتهدين» في التنقيب عن اصوله. فإلى جانب ما عُرف عنه من أنه كان يخدم في جزيرة «فيجي» في المحيط الهادي في جيش صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا حيث أُصيب في ساقه اليمنى، وخلَّف ذلك عرجاً ظل يصاحبه طوال حياته، فإن زميلنا «المجتهد» هذا إستطاع بلباقته أن يشيع بين الطلاب أن السيد «مكايفر» من أصل يهودي. وكانت هذه الإشاعة، في حالة أنها استقرت كيقين، كفيلة بتدمير مكانته كمدرس في كل مدارس عدن. لكن هذه الإشاعة القاسية لم تستقطب سوى عدد ضئيل من الطلاب. وعلى تفاهة المبررات التي يجندها أصحاب الإشاعة، إلا أن أقواها كان ذلك المبرر ذو الصلة بإصرار السيد «مكايفر» القوي على أن «تاجر البندقية» حذلقة تخلو من الواقعية.
ويبدو أنه شعر بالهمس حواليه، وعيون الشك تلفُّه أينما ذهب، فقرر أن يخوض في ما كان يحجم عن الحديث فيه، ويتحدث بلغة مفهومة كي لا يكلفه الإلتزام العلمي، الذي يكتنفه الغموض، سمعته ومكانته عند طلبته. وكان من الواضح أنه بدأ يستوعب عمق المشاعر التي يختزنها الوجدان العربي في الصراع مع اليهود بعد الإحتلال الصهيوني لفلسطين.
وظل هذا الموضوع مثار اهتمامنا حتى التحق بمدرستنا طالبٌ يهودي، كان والده من بقايا التجار اليهود الذين ظلوا في عدن بعد أحداث العنف التي شهدتها ضد اليهود عام 1948. فقد عاد من بريطانيا بعد أن تعثرت دراسته هناك، وكانت جنسية والده البريطانية تمنحه فرصة الإلتحاق بالمدارس الحكومية في عدن. وكانت المصادفة أن استقر به المقام في فصلنا وبجانب زميلنا «المجتهد» الذي راح يتأفف من وجوده بجانبه، لكنه غير قادر على تغيير الوضع.
أدرك استاذنا السيد «مكايفر» ببصيرته، وربما لغرض في نفس يعقوب، أهمية إخراج التحفز المخزون في الأعماق من سكونه، ومن حالة الصمت التي تلفُّ الجميع في ردائه، بأن استدعى «بنيامين مرزاحي»، الطالب اليهودي، وزميلنا المجتهد إلىمكتبه لتناول الشاي، وكان قد أضمر شيئاً، فقد طلب منهما أن يكتبا موضوعاً حول تقسيم فلسطين بين العرب واليهود. وقدر لهما وقتاً لا يتجاوز نصف ساعة. فكتب «مرزاحي» أنه لا يعرف ولا يرى سبباً لاقتسام ارض إسرائيل مع العرب، فالعرب لديهم أرض كثيرة، ولا يوجد مع اليهود سوى هذه الارض... فلماذا يجبرون على اقتسامها مع الغير؟! وكتب زميلنا «المجتهد» ما معناه أن بريطانيا هي السبب في تقسيم أرض فلسطين وانتزاع أرض العرب وتسليمها لليهود.
عند هذه النقطة من إكساب التحفز طابع المواجهة الموضوعية بمثل هذا الحوار البسيط، كان استاذنا يحاول أن يحقق إنتقالاً مهماً في مساحة الوعي المضغوط بالموقف الذي تمليه الظروف خارج المعرفة، فقد كانت إجابة الاثنين تعبيراً عن التزام بمثل هذا الموقف. لكن استاذنا الذي كان يدرك ثقل هذاالموقف على الوعي، بدا كما لو أنه يريد أن يخطو نحو مشاعرنا بالرد على الإشاعة التي أصبحت مدرستنا مسكونة بها.. فقال معلقاً على ما كتبه الإثنان: «مسكينة بريطانيا؛ فهي متهمة وملعونة من العرب، وغير مشكورة من اليهود».. ثم أردف: «إذا ظل العرب على حالهم يبحثون عن خصم غير خصمهم الحقيقي فسيخسرون فلسطين كلها.. أما منطق اليهود فإنه يجسد رغبتهم في امتلاك قوتهم الذاتية وستكون القنبلة الذرية بكل تأكيد». لقد حمل تعليقه رسالتين في آن واحد. ولا أتذكر ما إذا كنا قد فهمناهما جيداً؛ إلا أن ما أتذكره تماماً هو أن زميلنا «المجتهد» كان، بعد ذلك، من أشد المتحمسين في الرد على الإشاعة ومقاومتها حتى أُخمدت.
أصبح السيد «مكايفر» لا يترك فرصة او مناسبة إلا وتحدث معنا فيها عن فلسطين. وكان ينقل إلينا كثيراً من الاخبار التي كنا نجهلها، ويعرض علينا صوراً فوتوغرافية لمذبحة «ديرياسين»، وشتات الاطفال والنساء في مخيمات اللاجئين. وينتقد تقاعس العرب عن دعم إخوانهم الفلسطينيين.. لكنه كان يتكدر كثيراً عندما يتعرض أحد بالنقد أوالتجريح لبريطانيا. وبجانب هذا وذاك، فإن تعاطفه مع العرب لم يكن على حساب إحترامه لليهود. فقد كان يجسد الشخصية الانجليزية التقليدية التي تستوعب المواقف المتناقضة بحسابات دقيقة ومتوازنة، فهو متعاطف مع العرب لكنه لم يكن ضد اليهود. وكانت له فلسفته التي لا تخلو من تجليات صوفية. فعندما كان ينصرف بموقفه خارج دائرة الإحراج، يردد العبارة الشهيرة لديكنز: «إبحثوا عن الإجابات غير المباشرة للأسئلة المباشرة». وكان يقول: «الحياة لها سرها الذي يتعين عليك أن تفتش عنه في كل عمل تقوم به ولا ترضى عنه».
كان حماسنا كبيراً، ولكن معارفنا لا تؤهلنا لمناقشات تفصيلية. وعلى الرغم من أن الفكر القومي، على تنوعه، كان قد استقطب الكثيرين، إلا أن الجمود والانغلاق كثيراً ما أضفى على الخلافات روحاً عدمية ترفض الرأي الآخر أياً كانت وجاهته، لينعكس هذا الوضع في معارف محصورة ومقيدة، ويتجسد في معارك لا تنتهي.
في تلك الأيام كانت عدن تشتعل تحت أقدام الانجليز... لكن السيد «مكايفر» كان يتجنب الحديث في ذلك. وحتى بعد أن كسب ودنا، لم يكن يظهر رغبة ملحة في الحديث إلا حينما يبحث عن إجابات عن الخلافات بين المنظمات السياسية والاحزاب، التي كانت تتجلى في مناقشات الطلبة حول مشروع الاتحاد الفيدرالي لعدن والإمارات الجنوبية، والاستقلال والوحدة اليمنية، مقاطعة الانتخابات التشريعية، الاضرابات الطلابية والعمالية... كان يكتفي بتوجيه الاسئلة، غير أن أسئلته كانت تحمل في كثير من الاوقات إجابات غير مباشرة لا ترضي الكثيرين، فيتوقف عن الحديث ويعود إلى الدرس، أو يعاود الحديث عن فلسطين؛ حيث لا يجد في الحديث عنها ما يثير حفيظة احد... فالجميع يلتقون هنا عندما يكون خلافهم دامياً في دوائر أخرى ومنها الوطن.
إلى أن جاء في أحد الأيام إلىالمدرسة وقد حطمت حجارة المتظاهرين زجاج سيارته «الأوستن»، وكان ذلك في نهاية عام 1965. وتحلقنا حوله نطمئن عليه، إلا أنه سبقنا إلى الفصل. وقال لنا: «اكتبوا: أنتم العرب تفضلون تحطيم الرؤوس ولا تلقون بالاً لقراءة ما بداخلها، واليهود يحطمونها ليقرأوا ما بداخلها، أما نحن الإنجليز فتعلمنا كيف نقرأ مابداخلها مع الاحتفاظ بها سليمة».
بعد شهر كان ضمن الذين غادروا عدن من المدنيين الإنجليز على إحدى البواخر التي أبحرت من مدينة التواهي صباح يوم من أيام الشتاء الممطرة الجميلة. كانت السحب تتوج جبال عدن الشاهقة التي تحتضن في جوفها الميناء، وكنا قد عرفنا بموعد سفره من خلال صاحبنا الطالب اليهودي، فقد كان الرعايا الإنجليز يتلقون نشرات دورية تحمل قوائم بأسماء المغادرين وفقاً لبرنامج يعده مكتب المندوب السامي بعدن.
فوجئ بوجودنا على الرصيف، وقد حملنا إليه صورة ملونة ل «ملاحات عدن» عند الغروب، وأخرى لـ«قلعة صيرة». لم يعلق... لكننا استطعنا أن نقرأ في عينيه حنيناً إلى تلك المدينة التي وهبها الله جمالاً ساحراً مكتنزاً بطبيعة خلابة من ذلك النوع الذي تأوي فيه أمواج البحر إلى مضاجعها عند الصخور النائمة بتحفز عند أقدام الجبال الشاهقة.. وتستريح على رمالها حينما يهدها تعب الرحلة من أعماق المحيط.
أخرج من الجيب الداخلي لسترته ورقة و قدمها إلينا. كانت مكتوبة حديثاً وبقلم سريع ومتعثر، كما بدا من الشطب المتكرر لكلماتها. وكانت كما يبدو مشروع قصيدة شعرية لم تكتمل. وبعد التوديع جلسنا على حافة أحد مقاعد المرفأ نترجم كلماتها، وكانت كما ترجمناها يومذاك:
عدن...
أيتها المدينة الحالمة بغدٍ مجهول
سأرحل عنك على باخرة
لا تُجيد السير إلى الوراء
ولا يعرف ملاحوها
لوعة الفراق عند العاشقين
لا أقول لك وداعاً
فقد تعلمت منك..
كيف استخدم «أهلاً» عند الضرورة.
وفي عام 1988، أي بعد 23سنة من ذلك التاريخ، كنت في إحدى غرف مستشفى «شارينج كروس» في لندن، بعد أربعة أيام من إجراء عملية جراحية. دخل عليَّ رجل يبدو من هيئته أنه يحاور السبعين بروح الشباب، وبيده باقة ورد صغيرة ومظروف. إعتقدت في البداية أنه أخطأ الغرفة، غير أنه تقدم نحو السرير وسلَّم. في لحظة سريعة تراقصت أمامي لمحات من عمر ولى ومعه شريط من ذكريات حفرت في النفس بعناية. كان هو السيد «مكايفر»، استاذ الادب الانجليزي في ثانوية عدن. كان يعمل كمتقاعد في سكرتارية القسم الخاص في المستشفى. قال: «مرَّ عليَّ اسمك، وعندما تأكدت من مرافقك أنك التلميذ المشاغب القديم جئت لزيارتك». لم تأخذ منه الأيام كثيراً، لكنه لم يخفِ دهشته عندما رآني. أخرج من المظروف صوراً قديمة، وأخرى حديثة. كان يسأل عن الزملاء الذين جمعتهم الصور، وكنت أجيب على قدر ما أتذكر أو أعرف. وأظنه استغرب عندما تبين أن معرفتي كانت قليلة جداً بما صاروا عليه. ثم أخرج صورة حديثة لإبنته «روزا» التي تعيش في كندا، ولم يكن قد تزوج يوم رحيله من عدن. ثم صورتين لضابط طيار، إحداهما بجانب طائرة «ميراج» موشحة بنجمة داؤود السداسية، وكانتا للطالب اليهودي «مرزاحي» زميلنا في ثانوية عدن -الذي كتب ذات يوم أنه لا يعرف ولا يرى سبباً لإقتسام اسرائيل مع العرب- فقد ظل على اتصال مع السيد «مكايفر» وعرفت منه أنه اشترك في حرب 67 كطيار مساعد في جبهة الاردن، وكان قد غادر عدن في بداية 1966، ثم ضابط طيار في حرب 1973. وألَّف كتاباً عن حياة اليهود في عدن أسماه «الجحيم»، روى فيه عدداً من الوقائع بصورة مجافية للحقيقة، بما في ذلك معاناته الشخصية مع الطلبة العرب وكيف كان يتعرض للضرب والشتم من قبلهم كما زعم. وعندما سألت السيد «مكايفر»، فيما بعد، عن رأيه في ذلك.. أجاب: «لو لم يكن يهودياً لقلت إنه كذاب». وبدا لي أن موهبته الفلسفية مازالت تسعفه في اللحظات الحرجة. ثم واصل قائلاً: «هل تعرف ان هناك إعتقاداً عند الكثيرين بأن العرب لا يصدقون إلا الكذب؟» قلت: «كيف؟!». قال: «يهرب العرب من الحقائق كما هي في الواقع الى نقيضها الذي تجسده الرغبات، كما تراها الذات عندما تأنس إلى كل ما يجنبها الصدام والمواجهة». وعندما سألته عن مشروع قصيدته عن عدن وعمَّا إذا كان قد اكملها فيما بعد، اجاب: «واجهت في حياتي، بعد مغادرة عدن، ظروفاً لم تستقر معها المشاعر على حال. ومع ذلك فقد جرت محاولات توقفت بعد 1967.. لأن إيقاع ونظْم القصيدة (Ryhtm) تبدَّل وأخذ مجرى آخر».
منذ عشر سنوات، عرفت من إبنته أنه توفي، وأنه ترك لي رسالة يقول فيها: «أتمنى لو يستطيع العرب أن يصيغوا إستراتيجيتهم للسلام مع إسرائيل في ضوء السياسة التي يعلنها «الليكود» لأنها تجسد الحقائق التي يرى فيها الاسرائيليون -متطرفين وغير متطرفيين، دينيون وعلمانيين- مستقبلهم على هذه الأرض.. وهي لا تشذ عما كتبه ذلك الطالب اليهودي في ثانوية عدن قبل عقدين ونيف. وعلى العرب أن يفرقوا بين نعومة الكلمات التي يفاوضهم بها حزب العمل وما يتجسد على الارض من حقائق لا تختلف عن دعاوى الليكود. بذلك فقط، يستطيعون أن يغادروا مأزقاً حقيقياً وضعهم فيه التاريخ».