الحق يواصل عقد مؤتمراته الفرعية

الحق يواصل عقد مؤتمراته الفرعية

منذ اللقاء الموسع الدي عقده حزب الحق في مايو الماضي ضم أعضاء الأمانة العامة ورؤساء المكاتب التنفيذية بالمحافظات، وبعض أعضاء مجلس شورى الحزب وللمرة الأولى تمت إعادة الهيكلة للحزب وفق اللائحة الداخلية وبالنصاب القانوني..، وجاءت قرارات وتوصيات اللقاء الموسع تلك بمثابة انعطافة جديدة في حياة الحزب الداخلية.. استطاع بها تجاوز آثار إعلان لجنة شؤون الأحزاب حل الحزب في 17/3/2007، وأثبت من خلال عقد مؤتمراته الفرعية في خمس محافظات قدرة تنظيمية عالية، ووجوداً في الساحة اليمنية، جاء بمثابة الرد على حملات الأباطيل والدعايات الشمولية ونزعات المصادرة والإلغاء التي تبنتها السلطة منذ تأسيس الحزب بعد الوحدة اليمنية عام 1990.
دماء جديدة شابة، وحضور لا فت للمرأه، وبناء مؤسسي على مستوى القواعد، وقدرات تنظيمية ممتازة في ظل انعدام شبه كلي للامكانات المادية والفنية، التي تم الاجهاز عليها ومصادراتها مع اعلان لجنة شؤون الأحزاب... تؤكد أن الحزب استطاع تجاوز أهم المعوقات التي كانت تحول دون استكمال البنية المؤسسية.
لقد تركت قيادة الحزب للفروع حرية الاعداد والتنظيم لعقد المؤتمرات الفرعية وفقاً لظروفها الذاتية وجاهزيتها... وبحسب اللائحة الداخلية للحزب. وكان الحضور المكثف للقيادات العليا في الحزب للمؤتمرات الفرعية بمثابة الامتنان والدعم للجهود التي استطاعت تجاوز العوائق الذاتية، وكسرت الحاجز النفسي امام تلك القيادات وعقد المؤتمرات الفرعية.. في ظل ظروف بالغة التعقيد لأسباب أكثر من معلومة.
يمكن القول أن المؤتمرات الفرعية لحزب الحق التي انعقدت في ذمار، حضرموت، تعز، إب، أبين - عدن، مثلت تظاهرة سياسية وطنية لجهة القضايا التي طرحت فيها ونوقشت وأثيرت، سواءُ، من قبل قيادات الحزب وتضمنتها بياناته الختامية ، أو جاءت على لسان المتحدثين الضيوف، وبرقيات المباركة والتأييد من قبل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما انعكس ايجاباً على أجواء تلك المؤتمرات والنتائج التي أسفرت عنها.
وكان لافتاً ما تضمنته البيانات الختامية الصادرة عن تلك المؤتمرات من تركيز على الشأن المحلي لكل محافظة وقضاياها، دون إغفال القضايا الوطنية والتنظيمية. ما يجعل تلك المؤتمرات في المحصلة مرآة تنعكس عليها هموم وقضايا الوطن والأمة؛ ما يدحض عملياً كل محاولات التصنيف والتنميط لحزب الحق في أي قالب جهوي أو مذهبي أو سلالي.
لقد كانت تلك المؤتمرات في دلالتها السياسية والتنظيمية دفعة قوية يحتاجها الحزب لإعادة بناء نفسه، وهي بلا شك ستنعكس ايجاباً على تفاعل بقية المحافظات واستعدادها لعقد مؤتمراتها الفرعية بذات إرادة التحدي والمثابرة لانتزاع ما هو لأعضاء وأنصار حزب الحق حق في إعلان وجودهم, بشرعية وجودهم في الواقع, وبحقهم كمواطنين خيارهم الديمقراطي وفقاً للدستور والقانون.. وعلى الآخرين أن يروا الحقيقة كما هي, لا كما يريدون أن يروها.