اقتادوا «عارف» باسم الأمن القومي، وابتزوه باسم «القبْيَلة».. نجدة العاصمة في نادي الاختطاف!

اقتادوا «عارف» باسم الأمن القومي، وابتزوه باسم «القبْيَلة».. نجدة العاصمة في نادي الاختطاف!

- علي الضبيبي:
كانت الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، بعد أن أنهى عارف العمري منتجه فيلماً تليفزيونياً يعده كمشروع تخرج.
وكان، وهو الطالب بكلية الإعلام، يتصفح جريدتي "الثوري والصحوة" بداخل إحدى الباصات، عائداً من جولة الجامعة باتجاه شميلة. وعند جولة تعز جاءه رجل يدّعي أنه من البحث ويرتدي زياً مدنياً: "هيا جوِّب المباحث"، ويجره.
لكن عارف رفض الإنصياع، مبعداً يده، وهو يشعر بالأنس إذ يشاهد سيارة "الأوبلـ" مرابطة على ناحية من الشارع قبالتهم.
ولم يكن ليجيب. لولا رجل النجدة الذي لبَّى طلب الرجل مساعدته. حينها وافق واقتيد في سيارة "الأوبلـ" ذاتها، وطوِّف به بين عدة شوارع، وهم يفتشون كل ما بحوزته من أوراق ودفاتر، ويرمونه بأكثر من تهمة: "احنا نعرف من أنت، ومن اللي خرجك هذا الوقت؟!".
وهو يحاول إقناعهم أنه طالب في كلية الإعلام كانت السيارة مسرعة باتجاه شارع خولان يهددوه بغياب كلي عن الشمس، وأنه في الطريق الآن إلى الأمن القومي.
وبمقدار الشعور بالحزن من الكلام الجارح الذي يسفُّوه عليه، لكنه شعر بالأمان أنه ذاهبٌ إلى جهة معلومة "أوكي الأمن القومي الأمن القومي" كان يرد عليهم.
يقول عارف، وهو أحد أبناء بيت العمُري من البيضاء: "وحينما حاولت أسألهم ما هي تهمتي الآن؟ وأيش سويت؟!" أجابوه بأنهم يعرفون عمله، كما ويعرفون سبب خروجه هذا الوقت.
لم يأخذوه إلى الأمن القومي، كما وعدوا، بل توقفت الأوبل قبالة مستشفى الثورة بباب اليمن، ليجد المخطوف نفسه أمام طلب دنيء لم يكن يتوقعه: "اتقبيل ورحلك. هذه المرة لك، لأنك من البيضاء. وأصحاب البيضاء محترمين، أما إذا رحت الأمن القومي ياااويلك!!" ويكررون عليه: "لن ترى الشمس لسنوات، وستدفع كل ما لديكـ".
بيد أنه بدا واثقاً من نفسه، وغير مستعدٍ تسليهم فلساً واحد، وكما مصممٌ أيضاً على الذهاب إلى من يرونه مختصاً. هنا ثارت موجة غضب مسعورة من أحدهم عليه: "احنا احترمناك لكن شكلك طرطور" ويمد يده صوب عارف.
وحين أحس، وهو المخطوف من قبل رجال النجدة، بأن العملية وصلت حد السب، حاول أن يدفع عن نفسه برد العبارة إلى قائلها،ومضيفاً: "احترم نفسكـ" حملوا عليه ضرباً بالأيادي وأعقاب البنادق. وما تزال بعض آثار الضرب على جبينه.
لم تكن هذه هي النهاية. ضربٌ وسب ودهف إلى خارج "الأوبلـ": "خلاص يا أخي وديه البحث الجنائي، بلاش الأمن القومي". وتحركت به "النجدة"، كما لو أنه فريسة، إلى منطقة مظلمة بالقرب من جولة الثلاثين، وهناك هددوه بما هو أدهى: يا تتقبيل وتعطينا حقنا يا هذا هو القسم وأنت ورأيكـ"، وأشار أحدهم إلى مكان موحش.
كان الموت أهون لدى عارف من التنازل، ففضل "القسم" هذا الذي أمامه. ولولا استدراك المخطوف ولجوءه للحيلة لفعلوها، خاصة وقد كشر أحدهم عن أنيابه: "أخرجوه واقتلوه أحسن".
وبدأ يفاوضهم وهو يرى الموت قبالته: "كم تشتو؟!" فأجابوه: "خمسون ألف"، وبعد تخفيضات، قالوا: "جيب حق الطقم عشرة ألف ريال إحنا خاسرين بترولـ". فأبدا موافقته ولكن: "وصلوني إلى مكان عملي ما عنديش فلوس الآن" فأخذوا يحذرونه مغبة المكيدة بهم حال وصولهم.
 بعد ساعتين من التنكيل، تطوع أحد الناس وأعطاهم 1500 ريال. وانصرفوا.
وكانت "النداء" اتصلت ب عبدالكريم العديني، مدير "نجدة" العاصمة، الذي أكد إحالة الطقم بالكامل للتحقيق، بعد أن زاره المخطوف ذاته بالأمس وشرح له قضيته (أي الاثنين قبل الفائت). ففضلت الصحيفة تأجيل النشر للتأكد.
غير أن المخطوف أكد "للنداء" السبت الفائت، نفيه القاطع من لقائه مدير النجدة أو حتى يعرف له إسماً. وأن قضيته معروضةً على منظمة "هود" ليس إلا.