طفلان يقتلان غرقاً بيقين أمهما

طفلان يقتلان غرقاً بيقين أمهما

- الجوف - مبخوت محمد
قبل اسبوعين كان «الواغرة» كعادته مكتظاً بقاصدي العلاج، افراداً وأسراً، وكانت اسرة «ص. ع» ضمن قاصدي بطن وادي مذاب الزراعي في بني حيلتي محافظة الجوف، حيث يقع «الواغرة» وهو حمام طبيعي ذو مياه كبريتية حارة تغمر ثلاث برك في الحمام.
حين تحركت اسرة «ص. ع» من منزلها في مديرية برط المراشي -الجوف، متجهة صوب الحمام، في رحلة طالما ارتسمت بسمات الفرح خلالها، لم تكن تعلم أن ثمة قدراً يتربص بها.
هي مكونة من خمسة أفراد: الأب والأم وثلاثة ابناء: علي (5 سنوات)، وحنان (3 سنوات) وفؤاد (18شهراً).
عقب شروق الشمس بساعة تقريباً ترجلت الأسرة من السيارة، وكانت باحة الحمام حينها مكتظة بقاصديه، منهم من حل قبل الشروق ومنهم من مضى عليه عدة أيام. هو حمام شهير ومياهه الكبريتية الحارة لا تقتصر فوائدها على ابناء محافظة الجوف فقط، إذ يلقى اقبالاً من عدة محافظات.
ووفق نظام زمني يتم الاستحمام في بركه الثلاث، إذ يأخذ الرجال فترة النهار من شروق الشمس حتى الغروب وبعدها يحل موعد النساء والاطفال ما دون العاشرة ويستمر إلى الشروق.
وبدون شك فقد قضت اسرة «ص. ع» ساعات جميلة بيد أنها لم تستمر طويلاً فعند الغروب كان الأب قد خرج مع جمع كبير من الرجال من برك الحمام واخذ ابنه الرضيع فؤاد (18 شهراً) لتتجه الأم وطفلاها (علي وحنان) وجمع من النساء صوب الحمام. وحين جاء موعد طعام العشاء قررت الأم إرسال طفليها إلى والدهما، مكتفية بمرافقتهما إلى منتصف الطريق. وعادت إلى الحمام مر أخرى بعد ان ايقنت ان طفليها وصلا إلى الأب. لكنه كان يقيناً غير صادق فالطفلان عادا خلفها إلى الحمام، ولكن إلى بركة غير البركة التي كانت فيها حينها ادرك الأب ان طفليه اختفيا وبدأ البحث عنهما طوال ساعات الليل. لم يعثر عليهما. وعند شروق الشمس عثر على جثتيمها ليتضح أن «علي وحنان» لاقا حتفهما غرقا في إحدى برك الحمام.