عن تحرير المرأة من أنوثتها لحماية إنسانيتها.. في شهر المرأة.. حديث خائف عن قضية المجتمع المعطل خوفا على العفة

"من الحقائق التي لا مِرْيَةَ فيها أن البشرية كلها في أصل الْخِلْقَةِ الجسدية والفطرة الروحية سواء.
والإنسان لا يعدو أن يكون ذكراً أو أنثى هما وجها الحقيقة الإنسانية الظاهرة والباطنة التي تشبه ظاهر الكف وباطنه وليس لها من وجه ثالث غيرهما في الحياة الآدمية العاقلة العاملة كلها.
فما نقص في الرجل من وسائل القيام به تُحْرِزُهُ الأنثى، وما قَصُرَتْ عنه زُوِّدَ به الذكر، وما ذلك إلا لِيُعْلَمَ أن الرجل والمرأة إنما يمثلان صُوْرَتَيْ الحقيقةِ الواحدةِ وَوَجْهَيْهَا وهي "الإنسانية".
> من أضواء على حقيقة المساواة – للأستاذ ياسين عبدالعزيز
غداً، الخميس، اليوم الوطني للمرأة، والأربعاء بعد القادم يوم "الأم". ومن هنا فمارس هو شهر يتوجب أن يكون مميزاً في القضايا التي يمكن أن تثار فيه أو تفرض برتوكولياً. أتحدث عن التميز في ساحة الإعلام بمختلف وسائله وأدواته من خطب المسجد إلى النشرة السيارة، مروراً بالإذاعة والتلفزيون والصحيفة وحتى المقيل. (طبعاً مر الأول منه -يوم الشجرة- دونما كلمة خضراء في صحيفة ولست أدري ماذا بشأن بقية الوسائل).
وأرجو أن نتجاوز هنا الجدل بشأن جواز أو عدم أن نحتفي بأيام مخصصة غير يومي الأضحى والفطر. أو أن يكون ذلك تشبها بالنصرانية أو اليهودية.
إذ ليس هذا مكان هذا النقاش، الذي قد يكون مثمرا ولكن في موضع آخر كالنقاش عن أيام كعيد الثورة في الجمهورية اليمنية أو اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية مثلا، أو حتى الاحتفاء بتأسيس دار العلوم. ثم إننا نتحدث عن أيام عالمية اتفقت عليها البشرية كبشرية، وليس لها أي مسوغات دينية، علما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم احتفى بعاشوراء لما يذكر به من قيم الانتصار للمظلوم، واحترام الأنبياء. ثم لكل دين أيامه التي يحتفي بها معتنقوه كلما عادت.
 
لتبدأ قطرة..
قد يمكن مراكمة التحديات المانعة أمام مثل هذا الحديث، ابتداء بالنظر للشحة النظرية تجاه الاهتمام بالمرأة عملياً، وانتهاء بأن "الرجل أصلاً لم ينل من الاهتمام شيئاً حتى يمكن التفرغ لقضية المرأة"، كما في معنى قول الأستاذ عبدالوهاب الآنسي في حوار له الأسبوع الماضي.
غير أننا لا نفعل سوى كتابة مادة وقراءة أخرى، بانتظار دحرجة أكبر لكرة الثلج تجاه قضية المرأة، أو قبلها توفير بيئة لهذه الكرة كي تنمو، وإلا كنا كمن يدحرج كرة ثلج في صحراء.
وأعترف للقارئ الكريم أني ورغم ما يبدو علي من حماس، فإنها المرة الأولى التي أكتب فيها أصلا عن قضية مهمة كهذه، وبعد مرور عامين تقريبا من المقال المحفز لي والذي قرأته في هذه الصحيفة للزميل جمال أنعم والذي ضمنه رسالة لأمه، مُجِلاً ظهور (لارا) بجوار (بوش) وفي خطاباته كرمزية لواحدة من أسباب الوجه الإيجابي الذي لا ينكره أحد للولايات المتحدة الأميركية، متذكراً حضور خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن أجمعين.
لقد سكنني ذلك المقال، حتى التزمت بالتذكير به وبالقضية المهمة له، ولكني لم أتمكن إلا هذا العام.
 
المرأة... ذلك الظالم
قالت لي خوفاً من أن يكون اهتماماً بالشأن العام أحد أسباب كون بنات جنسها أكثر من في النار –كما في رواية لواقعة تاريخية في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لها: ولم لا يكون الأمر لأنكن الأقل اهتماماً بهذا الشأن وليس العكس؟ (علما بأن مئات التحذيرات النبوية من المآل السيئ لم يعد لها من نصير، كأكل حقوق الضعفاء، وشهادة الزور، والتأله على عباد الله باسم الله، وسوء تربية الأبناء، وعدم النظافة، وضعف الذمة والأمانة وغيرها).
يفتح هذا الأمر البوابة الرئيسية لمناقشة قضية المرأة في مجتمعاتنا، وهي الخطاب الديني.
وأدعو الله ابتداء أن يحلل "عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي" حتى لا أجر القارئ ويبادلني ذلك بجر آخر بعيدا عن المراد، الذي هو الانتصار على ظلم المرأة بالدين وأرباب خطابه.
لا أقصد الحديث في سياقات الجدل الفقهي بين رجال الأمة الإسلامية الأكارم، كما هو حال كل رجالات الأمم والدينان، إذ لا يعدم الإنسان ما يدلل به على وجهة نظره.
وفي الإرث النظري المميز والكبير الذي أنتجه علماء الإسلام منذ العصر الأول، بما في ذلك إرث ابن تيمية الذي يستند عليه كثيرون منا لحماية وجهات نظرهم، ما يمكن أن يساند الرأي الملتزم بأن الله خلق عباده سواسية في غير الوظائف البيولوجية، باستثناء أفكار بعض الرجال الأفاضل الذين أسرت رؤيتهم للمرأة خبرة اجتماعية شخصية سيئة.
أقول: لن نتحدث عن قضايا الخلاف، والذي رغم أهميته جعل المجتمع يدفع أثمانا باهضة، بأن عطل تفعيل جوانب كثيرة مما يمكن الاتفاق الغالب حولها بشأن المرأة ودورها في الحياة.
إذ يتوارى موضوع كحق التعليم، وحق الاختيار، والحرية الشخصية –على الأٌقل مساواة للرجل في مجتمعنا وليس مساواة للمرأة في المجتمعات الأكثر حضارة- وصحة المرأة، وتراتبية الحياة بين الأم والابن، والزوج والزوجة، وغيرها؛ بسبب الخلاف حول قضايا كقضية الولاية العامة، والصورة الانتخابية، أو حتى قضايا العورة، ولبس المرأة، وشعرها، وسواء أكانت هذه فكرة دينية أم خبرة اجتماعية، أم مرتبطة بحالة السوق وعلاقات أبنائه.
 
يا خطباء المساجد.. هذا دوركم
لسنا في مقام الأمر والنهي، ولكن ومن منطلق التقدير العالي لدور خطباء المساجد، التي هي المؤسسة المدنية الأطول عمراً والأكثر تأثيراً في المجتمع. أتمنى أن يأخذ هؤلاء الأجلاء قضية المرأة على محمل الجد.
ولا يمكن الحديث عن حقوق المرأة دونما تنبيه إلى أنها ليست معنية وحدها بالفضيلة، والأبناء، والمطبخ. فهذه قضايا مجتمع وأسرة (أما وأبا، زوجاً وزوجة، رجلاً وامرأة).
ومن الظلم أن تظل كل رؤية تجاه المرأة مأسورة بالبدء أو الاختتام لعبارة "وفقاً لشرع الله". فهذا الشرع هو واجب على الجميع دونما أي تمييز. هذا إن لم يكن الأولى الحديث عنه في مواجهة الرجل الذي يعد الأقدر على تقرير الأفعال في مجتمعاتنا.
 لا مناص هنا من التنبيه –أيضا- أن الحديث عن المرأة بحاجة لتحريرها من كونها أنثى، وإبقاء هذه الأنثوية لمكان وخطاب آخر، هو مهم ولا شك ولكنه ليس هو كل المرأة، التي هي أولا إنسان (جسد نفخ الله فيه من روحه) كما هو شقيقها الرجل، الذي لا ينشغل أحد بما بين "فخذيه" و"صدره" وهو يتحدث عن حقه في التعليم وحقه في الحياة وحقه في الاختيار، وبالأساس الاحترام.
أقصد بوضوح أن المرأة وهي تكاد تكون في إحصاءات بعض المجتمعات المحلية أكثر من النصف، ليست في الوعي الباطن لمجتمعنا الحاضر سوى "أداة للجنس" ثم بعد ذلك "خادمة في بيت". ومن هنا فكل تفكير بدورها محكوم تربويا بهذا الدور، الذي في حقيقته هو تعبير عن تربية غير سوية حتى وإن أضيفت له بعض "الأدلة الدينية" كتوابل لتأكيد أنه أوامر إلهية.
لذا ففي التعليم يمكن للأب أن يبذل جهده ليبقى أبناؤه الذكور على قيد يوميات المدارس، عكس أخواتهم النساء. وخطباء المساجد قد يحثون رجال المجتمع على الهمة وكسب الرزق، وبذل الوسع، وتلقي التعليم، ومكافحة التخلف. والأحزاب تتبع قضايا الرجال، من سجن إلى وظيفة إلى اهتمام.
فيما تظل المرأة، مطلوب من الجميع، قبل الحديث عنها، تخويفها من نار جهنم التي قد تقع فيها لمجرد أنها أرادت أن تتعبد الله بالدفاع عن حقها في الحياة والرأي والمساهمة في إعمار الأرض.
يشتاط الجميع غيرة حين يسمعون حديثاً عن النساء، فهن مقرونات بالوعي العام بأنهن "مثيرات للشهوة" ويقول هذا رجال قد لا يقاربون فرش زوجاتهم أياماً، تحت ضغط الحياة اليومية وإرهاقها، مع أنهم ينامون على فرش واحدة.
 
الوظيفة الجنسية.. وحمولة التخلف "المعاصر"
إن من المهم جداً التذكير بقيم العفاف، والشرف، وغيرها. ولكن ليس تجاه المرأة وحدها فهي لا تتحكم بهذه القيم. وقد ساوى الله سبحانه بين الرجل والمرأة كزوجين إذا اتهم أحدهما الآخر بالزنا.
وبمناسبة الحديث عن الزنا، فإنك حين تعود لتقلب فيما يظهر في الوعي العام تجاه الزنا، لرأيت -أولا وثانيا وثالثا ورابعا- فقط امرأة ملعونة عاهرة. فيما الرجل الذي يستغل حاجتها المادية، أو حتى يستمتع بانحرافها، لا يأتي إلا خامسا. وفيما تلعن امرأة شوهدت تسير بجوار رجل في مكان عام، يرفع الرجل رأسه وهو هارب من فعل فاضح كـ"أحمر عين" فقع الله عينه.
إن ثمة امتهان عميق في الوجدان الجمعي، للمرأة. ومع أن هذا شيء راهن، إذ كانت النساء قبل أقل من نصف قرن حاضرات في الحياة اليمنية بكل اقتدار، فإن جذوره قادمة أصلا من ذلك الوعي الذي صنعه قلة التدين الصحيح لدى الأمة ككثير من الانحرافات، وعزز بفوضوية المشاريع النهضوية التي وإن حملت لواء تحرير المرأة كشعار، فإنها ظلت تحمل ذات المعطيات السيئة التي تجعل من بعض "الأكثر حداثة" مجرد "سقط" يبذل الواحد منهم جهده، لا لكي يعين المرأة، ويساعدها على صناعة مكانة محترمة لها، ولكن ليمارس وعيه الحقيقي الذي في أعماقه: المرأة ليست سوى: إما محترمة لا تغادر منزلها، وإما –ما دامت- تخرج، فضلا عن كونها تستخدم حقها في الحديث والمشاركة وربما الضحكة المسموعة هي "سيئة السمعة".
لطالما فجعني متأنق يتحدث عن حرية المرأة، لكنه يخاف على نسائه من مجرد ظهور أصواتهن على التلفون لأنه يعلم أنه كلما لقي المرأة، لا تغادر عيونه جسدها مهما كانت تقول وتفعل مما لا يقدر عليه. ومن باب الاحتياط قبل أن يبدأ بالنميمة يسأل: "هل هي متزوجة"؟ فإن كانت كذلك بدأ بالحديث السيئ عن زوجها أولا.
أرجو أن لا يستخدم هذا الحديث للتأكيد أن الأصح للمرأة فعلا أن تلف نفسها بجدران المنازل، بل العكس فهذه الجدران هي من صنعت هذا الانحراف التربوي في جيل ما بعد الثورة اليمنية.
كما ان الجدير بالذكر الإشارة إلى أن هذا الامتهان العميق والجمعي للمرأة، يتجه صوبها كمستضعفة، أولا.
ولكن لأن الأسباب المادية هي التي تتحكم بمثل هذا الوضع (الاستضعاف)، فإننا لا نريد أن يكون هو محور حديثنا.
ومع أننا نعرف تماماً أن نساء علية القوم هن أكثر تقديراً من رجال عامة الناس؛ فإننا سنكتفي بالحديث المطالب من مراكز القوى: خطباء أو سياسيين، دولة أو مادون ذلك، أن تدرك أن المرأة حين تمنح الشرعية الاجتماعية تقدم الكثير في سبيل ما تؤمن به كإنسان سوي.
إن آسيا علي عبد الله صالح، وأسماء عبد المجيد الزنداني، وتوكل خالد عبد السلام كرمان، وعشرات الأسماء من النساء، يتاح لهن أدوار تحت سمع وبصر آبائهن، ولا أظن آباءهن ليس لهم دور في الدفع بهن للاهتمام بالشأن العام وتشجيعهن لتولي  مراكز مؤثرة في مسارات جهد شقيقاتهن.
وليس المطلوب سوى تعميم هذه الرؤية ليتجه صوب المرأة، كل المرأة.
إننا نتمنى من الشيخ عبد المجيد الزنداني -على سبيل المثال- خطاباً دفاعيا عن حضور المرأة في الحياة العامة، كحضور ابنته – بارك الله بجهدها وجهادها. وإن الخطوة الأولى لاحترام عائشة كما آسيا، هو قلع الانحراف التربوي تجاه المرأة، وليس حتى الانشغال بحقها في الحكم. أقصد إشاعة ثقافة مغايرة.
قلت لأخ كريم تجادلنا بشأن المرأة، وبخاصة ما ذكره الشيخ عبد المجيد الزنداني في أحد كتب الإعجاز أن مجرد مصافحة المرأة للرجل تثير آلاف الخلايا الجنسية في كليهما؛ فلماذا حققت صناعة المنشطات الجنسية كل هذا النجاح في اليمن خصوصاً؟ لماذا تتعطل هذه الخلايا حين يصافح الزوج زوجته؟
لست هنا أناقش تحليل أو تحريم المصافحة، ولكن كل حديث عن المرأة في اليمن يثير مثل هذه الأسئلة: كيف تتحرك؟ هل تدخل من باب الرجال؟ هل تسمعهم صوتها؟... وكلها "كلها"، تعود لبوابة غرفة النوم. وحاشاك أيتها المرأة الكريمة، حاشاك أمي وأختي وابنتي أن تكوني مجرد فراش للنوم.
 
التصورات الحاكمة
إن ثمة ثقافة صانعة للتصورات. إنه حتى ملابس المرأة صارت مصادر إغراء للرجال في مجتمعات تربي على ذلك ليس إلا.
لذا حين تلبس المرأة زيا ما، يقال لها: غطيه فهو يثير الرجال. فتغطيه. فيقال لها: إذن غطي الزي بآخر.. وهكذا.
حين تخرج إلى شوارع هذه البلاد، ترى نساء متشحات بالسواد، ومع ذلك لا يسلمن من حديث عن "الشرف" المهدور بسبب الخروج من البيت، وملاحقة لقطعة ملابس ظن أنها من ملابس النساء، (إنه الانحراف التربوي ليس إلا).
أذكر اعتراضاً جميلاً للزميل فيصل مكرم وهو يعبر عن غضبه لمضايقات تتعرض لها النساء اليمنيات في المستشفيات. قال مكرم وهو يروي حكاية امرأة مريضة يسبقها زوجها تتكئ عليه، فيما عيون المارة تلاحقها وهي أصلاً مرتدية (زيا على زي)، قال فيصل: "لم يبق عليه إلا أن يضعها في شوالة".
أعتقد أن الحل ليس في الشوالة، بل في إخراج الرجل من تلك الشوالة تربويا بإعادة صياغة كينونة المرأة تربويا لدى الأطفال.
إذ أن المشكلة هي في التصور المشوه والعميق والذي نتصور به المرأة، والذي ينطلق بالأساس من كنهها وليس من ملابسها. فحتى لو حملت في شوالة سيجب عليك حينها تغطية الشوالة بأخرى طالما عرف الرجال أن داخل الشوالة "امرأة".
إن المرأة بحاجة لانتصار ديني واجتماعي وسياسي يتجاوز هذا الجدل السطحي بشأن دورها السياسي وانتخابها من عدمه، إلى جوهر المشكلة وهو النظرة التربوية للمرأة وتحريرها من الوظيفة الجنسية التي هي مجرد وظيفة وحاجة من عشرات الوظائف والاحتياجات للرجل والمرأة على حد سواء.
إن المجتمع –في الوقت الراهن- وبخاصة مجتمع المدن، وبشكل أخص حيث للحركة الإسلامية (بمختلف مدارسها للأسف الشديد) الغلبة، يتحول الى مرتع باسم الدين للتشويه التربوي، الذي يخرج الإنسان من سويته تجاه العلاقة الجنسية.
ولكن لا يصاب الرجال والنساء بتأثير ذلك بحكم قوة الرجل الاقتصادية والاجتماعية. أما المرأة فحتى لو صدمتها سيارة فإن (صراخها) يستجلب العار لو سمعه المارة.
لو تدحرجت أخرى فإنه ليس المهم أن تحافظ على رأسها وجسدها من التهشم، بل فليذهب رأسها، المهم أن لا يرى المارة أطراف سروالها!! بالله عليكم ألسنا بحاجة لطب نفسي يعالج فينا انحرافات مرضية.
عذراً! لم يكن هذا مسار حديثي، وقد وقعت فيما انتقده، فليس حديثي سوى عن المرأة كعقل ومشاعر وحاجات وقدرات.
إن أمي وأمك أيها القارئ الكريم، وأختي وأختك، وابنتي وابنتك، كلهن (ولنلغي هنا وظيفة الزواج، مع الاعتذار للحبيبات في بيوت الزوجية، فهن أولا كن أمهات وأخوات)، مجتمعنا بحاجة لهن كأرقام حقيقية فيه كإنسان، كعقل، ودور، وحاجة.
تحتاج المرأة لإعادة الاعتبار لها، لكرامتها، لحقها في الاختيار.
لقد منحها الله حق اختيار "النجدين" فكيف لي ولك أن نمنعها ما دون ذلك!؟
نحتاج –إذاً- خطباء مساجد يعيدون مناقشة حق المرأة –كإنسان- في الاختيار، اختيار كل شيء. هكذا منحها الله. وسيعني هذا أنه لا بد من تأهيلهن ليكن كذلك، لا بد من احترام خصوصياتهن كنساء، واحترام عقلهن بالعلم والمعرفة والنقاش العام، واحترام حقهن في الكينونة.
ولنقل بعد ذلك ما نشاء من محاذير لهن وللرجال على حد سواء حفاظاً على عفة الحياة السوية التي يأمرنا بها ديننا.
nbil