في تقرير عن أداء وسائل الاعلام اليمنية في مرحلة الدعاية الانتخابية: «النداء» أكثر الصحف الأهلية استقلالاً

في تقرير عن أداء وسائل الاعلام اليمنية في مرحلة الدعاية الانتخابية: «النداء» أكثر الصحف الأهلية استقلالاً

حرية الإعلام مكون أساس من مكونات الديموقراطية: فالديموقراطية يمكن تعريفها بأنها نظام للحكم يتكون من أربعة مكونات أساسية: أطر تشريعية تعترف بحقوق الإنسان لجميع المواطنين وتكفل المساواة التامة بينهم جميعاً أمام القانون، مؤسسات حكومية تضمن نفاذ القانون دون تمييز وتعمل بكفاءة ونزاهة على تمكين المواطنين من التمتع بحقوقهم الإنسانية، ومنظمات مجتمع مدني تدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين وتسهل مشاركتهم السياسية عبر انتخابات نزيهة وحرة للتنافس على السلطة السياسية، وأخيراً احترام وكفالة الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين وفي مقدمتها الحق في حرية الرأي والتعبير عنه، والذي لا يتحقق دون وجود إعلام حرة، وبالتالي فإن وسائل الإعلام المختلفة تشكل مكوناً أساسياً من مكونات النظام الديموقراطي.
المنهج المستخدم في مراقبة وتقييم تغطية وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة للمرشحين في الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن سبتمبر 2006م استفاد فريق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان من المنهجية التي طورتها منظمات دولية ذات شأن في مراقبة وسائل الإعلام كالمنظمة الدولية لدعم الإعلام بالدنمرك، منظمة مراقبة الإعلام بسلوفاكيا، والمعهد الأوروبي للإعلام، واستخدمها في رصده لأداء وسائل الإعلام اليمنية المقروءة والمسموعة والمرئية , المملوكة للدولة والأهلية, في الفترة الرسمية لحملات الدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية والمحلية (23 أغسطس – 19 سبتمبر 2006)، واستفاد المركز من عدد من التجارب التي طبقت هذه المنهجية في أنحاء مختلفة من العالم في شرق أوروبا ووسط آسيا وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية وأيضاً دول عربية كتونس وفلسطين ولبنان ومصر.
تقوم منهجية مراقبة وسائل الإعلام على تنفيذ تحليل كمي للزمن والمساحات المخصصة للمرشحين في وسائل الإعلام أثناء مرحلة الدعاية الانتخابية، وتحليل كيفي للوقوف على ما إذا كانت وسائل الإعلام قد تبنت سياسة متوازنة ومعايير عادلة في أدائها، وما إذا كان بعضها قد مارس بعض التجاوزات وفرض بعض القيود على بعض المرشحين أو تبنت موقفاً سلبياً تجاههم، وقد نفذ عملية الرصد مجموعة من المراقبين تم تدريبهم على عملية الرصد , ويشمل التدريب القيام بتحليل (كمي وكيفي) لمحتوى التغطية الإعلامية للانتخابات سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة.
بلغ عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية في اليمن عام 2006 خمسة مرشحين، منهم الرئيس على عبد الله صالح،ولما كانت المادة (50) من قانون الانتخابات العامة والاستفتاء رقم 13 لسنة 2001 تنص على أن "لا يعتبر من قبيل الدعاية الانتخابية ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام الرسمية حول مباشرة رئيس الجمهورية لمهامه وأعماله اليومية إذا كان رئيس الجمهورية من بين المرشحين لانتخابات الرئاسة"، الأمر الذي تطلب أن يتم تصنيف مادة الرصد الكمي والكيفي لعلي عبد الله صالح في مستويين الأول كرئيس جمهورية يزاول مهام منصبه والمستوى الثاني كمرشح في الانتخابات. أما باقي المرشحين فيتم رصدهم بصفة المرشح فقط من ناحية أخرى يأخذ التحليل في اعتباره التفرقة بين المواد الإعلانية مدفوعة الأجر وباقي المواد الإعلامية.
 
التحليل الكمي:
يقيس التحليل الكمي المساحات المخصصة لكل مرشح في وسائل الإعلام المقروءة، والوقت المخصص للمرشح في كل وسيلة إعلامية مسموعة أو مرئية، وقد قام فريق الرصد بتنفيذ تحليل كمي شامل للصحف التي تم اختيارها، بحيث تم قياس المساحة التي خصصت لكل مرشح في كل صحيفة بالسنتيمتر المربع في مجمل المواد التحريرية في الصحيفة من قصص إخبارية وتحقيقات ومقالات الرأي وغيرها، ابتداء بالكلمة الأولى في الصفحة الأولى من الصحيفة وانتهاء بالكلمة الأخيرة في صفحتها الأخيرة، أما في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فقد تم قياس الزمن المخصص لكل مرشح في القناة الفضائية اليمنية وقناة 22 مايو وإذاعتي صنعاء وعدن، ما بين الساعة السابعة مساءً والساعة الثانية عشرة مساءً، واستخدم فريق الراصد ساعة إيقاف Stop Watch لقياس الزمن المباشر الذي يظهر فيه المرشح في القناة التلفزيونية, أو يتحدث في المحطة الإذاعية إلى الجمهور مباشرة لعرض برنامجه وأفكاره, أو الزمن غير المباشر وذلك عندما يتحدث المذيعون أو أشخاص أخرين عن المرشح أو برنامجه الانتخابي.
 
التحليل الكيفي:
يسعى التحليل الكيفي للتغطية الإعلامية للعملية الانتخابية إلى تحليل مدى توافق المواد الإعلامية (الأخبار، المقابلات والاستطلاعات والبرامج الحوارية، المقالات والريبورتاجات، الصور , الكاريكاتير , الشعارات , صور أعلام الحزب...الخ") التي تبث وتنشر في وسائل الإعلام مع المعايير المهنية للصحافة النزيهة وأخلاقياتها، والكشف عن مدى الالتزام بتوفير الفرص المتكافئة لجميع المرشحين والأحزاب المتنافسة و مدى انحياز بعض وسائل الإعلام الرسمية أو الأهلية بشكل واضح لمرشح دون غيره أو لحزب دون غيره ومدى التمييز (أو الخلط) بين الخبر والرأي أو بين الحقائق والتعليقات والتشويه المتعمد لبعض الحقائق أو الأخبار، ومدى احترام وضمان حق المرشحين والأحزاب في الرد في نفس وسيلة الإعلام التي قامت بتشويه المعلومات أو قدمت الموضوع بصورة سلبية و مدى مساهمة وسائل الإعلام في نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعددية والقبول بالآخر، وفي المقابل مدى مساهمة بعض وسائل الإعلام في نشر ثقافة الكراهية واستخدام لغة الإثارة، أو تعمد وسائل الإعلام إهمال بعض المواضيع والقضايا الهامة.
يقيٍّم التحليل الكيفي الأسلوب الذي قدمت به الأخبار والمعلومات التي قدمتها الوسيلة الإعلامية، وما إذا كانت المعلومات المقدمة عن طريق الإعلام إيجابية أم سلبية، حيادية أم منحازة، وقد تم بناء مقياس متدرج مكون من خمس درجات، حيث تعني الدرجة (5) أن الموضوع الذي تم تغطيته ايجابي للغاية، أما الدرجة (4) فتعني أن الموضوع تم تغطيته بشكل ايجابي، والدرجتين معاً تعنيان أن طريقة عرض الموضوع قد تمت عبر الثناء على المرشح أو الإعجاب به أو عرض المشاعر الايجابية تجاهه، وبما يساعد على توليد انطباع إيجابي لدى القارئ أو المستمع أو المشاهد، وتعني الدرجة (3) أن العرض كان حيادياً ويتحقق ذلك عندما يتم عرض الخبر أو الموضوع الخاص بالمرشح من قبل شخص آخر دون الحكم عليه أو التعليق عليه إيجابياً أو سلباً، أما الدرجتين (1و2) فتعنيان أنه تم عرض الخبر أو الموضوع بطريقة سلبية أو سلبية للغاية مما يحمل معنى الاتهام الضمني أو نقد من طرف واحد مهيمن على عرض الموضوع.
 
الملامح العامة للتحليل الكيفي لاداء وسائل الإعلام
> أولاً: أداء القناتين التلفزيونيتين أثناء فترة الدعاية الانتخابية:
- أحادية الرؤى والتوجهات: خلال الفترة المخصصة لتغطية الدعاية الانتخابية (من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة الثانية عشر) مساءً لم تخصص القناتين التلفزيونيتين برنامجاً حوارياً لمناقشة برامج المرشحين ومؤتمراتهم الانتخابية، أما البرامج الحوارية التي بثت خارج هذا الوقت، فقد كانت أحادية التوجه، وتعبر عن وجهة النظر الرسمية.
- التمييز بين المرشحين في المسائل الفنية: فقد تم تصوير المهرجانين الانتخابيين للمرشح علي عبد الله صالح في محافظتي تعز وإب يومي 11 و 12 أغسطس على التوالي، من على طائرة هيلوكبتر، وهو ما لم يتم في تصوير المهرجانات الانتخابية للمرشحين الآخرين، وتم إدماج أغنية دعائية في مقدمة اللقطات التي تم عرضها في التغطية لمهرجان المرشح علي عبد الله صالح في محافظات تعز، إب، لحج، وغيرهامن المحافظات وهي أغنية بعنوان " ما لنا إلا علي " من شريط أغاني الدعاية الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام.
> ثانياًً: أداء إذاعتي صنعاء وعدن أثناء فترة الدعاية الانتخابية:
فيما يخص البث لإذاعتي صنعاء وعدن لوحظ أن اختيار اوقات البث كان منحازاً لمرشح الحزب الحاكم خاصة وأن مهرجانات المرشحين تبدأ بعد الساعة العاشرة مساءً ويتصدرها مهرجانات الحزب الحاكم ثم مرشح المجلس الوطني يتخلل تلك الفترة نشرة أخبار ويتم عرض بقية مهرجانات المرشحين ليكون أخرها مهرجانات مرشح اللقاء المشترك وغالباً مايبدأ في الثانية عشرة منتصف الليل إضافة الى أن برنامج حديث الساعة في إذاعة صنعاء كان كثيراً ما ينحاز ضيوف هذا البرنامج الى جانب مرشح الحزب الحاكم ضد مرشح اللقاء المشترك بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
> ثالثاً: أداء الصحف الرسمية أثناء فترة الدعاية الانتخابية: تتمثل أهم ملامح أداء الصحف الرسمية أثناء الدعاية الانتخابية في ما يلي:
محدودية الاستقلال التحريري: فقد لاحظ فريق الرصد أن المقتطفات التي تنشرها الصحف الرسمية الثلاث من المهرجانات الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسية كانت متطابقة، وأن المقتطفات التي تبثها قناة 22 مايو التلفزيونية تتطابق مع المقتطفات التي تبثها القناة الفضائية، وتتطابق معها المقتطفات (الصوتية) التي تذيعها إذاعتي صنعاء وعدن. ويبدو أن التلفزيون لم يكن يوفد موفدين (محررين) لحضور المهرجانات الانتخابية للمرشحين، فضلاً عن القناتين التلفزيونيتين لم يكن لها مراسلين في المحافظات، ولم نستطع الحصول على معلومات حول ما إذا كانت القناتين التلفزيونيتين قد أوفدتا مخرجين لتوجيه المصورين الذين قاموا بتصوير المهرجانات الانتخابية، أم لا؟.
تطابق المقتطفات التي تنشرها الصحف الرسمية عن المهرجانات الانتخابية للمرشحين، يرجع إلى أنها تعمم على الصحف الثلاث من مصدر واحد هو وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وهذا الأمر لا يقتصر على أخبار الانتخابات بل يمتد ليشمل بعض الأخبار الأخرى،
عدم الالتزام ببعض المواد القانونية في قانون الانتخابات ودليل الدعاية الانتخابية: فقد أعادت الصحف الرسمية نشر للمقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة الفضائية وبثتها في برنامج بلا حدود مساء يوم 13 سبتمبر 2006، الأمر الذي يعد مخالفة للمادة رقم (41) من دليل الدعاية الانتخابية للانتخابات الرئاسية الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء عام 2006، التي تنص على أنه "لا يجوز لوسائل الإعلام الرسمية خلال فترة الدعاية الانتخابية نشر أو إذاعة أو بث أية مادة إعلامية تنشرها أو تذيعها أو تبثها وسائل الإعلام الخارجية أو الصحف المحلية غير الرسمية إذا كانت متعلقة بأحد مرشحي انتخابات رئيس الجمهورية".
صحيفة الثورة: تبين أن صحيفة الثورة كانت تنشر يومياً على رأس صفحتها الأولى مربعاً بعنوان إضاءة، يمين شعارها (اللوجو)، يحوي صورة للمرشح (الرئيس) علي عبد الله صالح وبعض أقواله، وهي بالتأكيد لا يمكن اعتبارها ضمن الأخبار المتعلقة بأداء ريس الجمهورية لمهام عمله اليومية، التي اعتبرها قانون الانتخابات أخباراً لا تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بالحملة الانتخابية للرئيس باعتباره مرشحاً للانتخابات الرئاسية، فضلاً عن ذلك لاحظ فريق الرصد أن صحيفة الثورة غيرت لون الشريط أسفل صفحتها الأولى إلى اللون الأزرق، وهو اللون السائد على وسائل الدعاية الانتخابية لمرشح المؤتمر الشعبي العام، وفي العدد رقم (15281) بتاريخ 13 سبتمبر منحت المرشح علي عبد الله صالح مرشح المؤتمر الشعبي العام ميزة لم تمنحها لغيره من المرشحين، ففضلاً عن الفرق الواضح في المساحة الإضافية التي منحتها له، وضعت في المساحة المخصصة له عنواناً آخر هو " الإرياني: مؤشرات النجاح الاقتصادي تكشف تضليل المعارضة للشعب "، وتحت العنوان نشرت الكلمة التي ألقاها الدكتور عبد الكريم الإرياني (نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام) في المهرجان الخطابي للمرشح علي عبد الله صالح في محافظة إب، وكانت أطول من الكلمة التي ألقاها المرشح نفسه.
في جل أعدادها التي غطت فيه المهرجانات الانتخابية للمرشحين عمدت صحيفة الثورة الرسمية إلى نشر الكلمة التي يلقيها المرشح علي عبد الله صالح ببنط أكبر وخط مسوداً، وذلك على العكس من البنط الأصغر غير المسود الذي كانت تنشر به خطابات المرشحين الأربعة الآخرين.
صحيفة الجمهورية: نشرت صحيفة الجمهورية البرنامج الانتخابي لمرشح أحزاب اللقاء المشترك (المرشح فيصل عثمان بن شملان)، دون أن تحذف منه العبارات التي اعترضت عليها اللجنة العليا للانتخابات، وذلك خلافاً لوسائل الإعلام الرسمية الأخرى التي حذفت تلك العبارات، وذلك لا يعني تحيزها لمرشح اللقاء المشترك، كذلك مارست بعض التجاوزات منها إعادة نشر المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة مع مرشح المؤتمر الشعبي العام، وهي بذلك تخالف دليل الدعاية الانتخابية الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات.
صحيفة 14 أكتوبر: خصصت الصحيفة صفحة كاملة من عددها رقم (13524) بتاريخ 13 سبتمبر 2006، للإعلان عن أنها سوف تنشر (قريباً) موضوعاً بعنوان " جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين "، وقد نشرت في الصفحة نفسها عدداً من العناوين التي تشير إلى تبني الإخوان المسلمين للعنف، وارتباطهم بالولايات المتحدة الأمريكية، وموقفهم المحافظ تجاه المرأة، ويبدو بوضوح أن الصحيفة تبنت الترويج للمقولات والقضايا التي تضمنتها الدعاية الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام لتعبئة الرأي العام ضد جناح الإخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح (الحزب الأكبر في تكتل اللقاء المشترك).
ونشرت الصحيفة دراسة للكاتب الصحفي السعودي سعود القحطاني على ثلاث حلقات في الأعداد (13523، 13524، 13525) بعنوان الصحوة الجديدة للإسلام السياسي، والذي اتهم الإخوان المسلمين بأنهم يحاولون الاستفادة من التجربة الكنسية في العصور الوسطى فيما يتعلق بممارسة الإرهاب الفكري، ويقدمون أنفسهم ككنيسة إسلامية جديدة تحتكر تفسير النصوص وتقوم بإرادة الله والدفاع عن حقوقه وحراسة دينه في الدنيا من خلال تجسيد دور الوساطة بين الله في السماء وعباده في الأرض، وقال أن قاموس التكفير والتفسيق هو من أكثر القواميس اتساعاً وشمولاً واستعمالاً لدى الإخوانيين.
صحيفة 26 سبتمبر: نشرت بعض المقالات غير المحايدة، فرغم أن تلك المقالات كتبها مدنيون ولم يكتبها عسكريون، إلا أن ذلك لا يعفي المسئولين عن الصحيفة وإدارة تحريرها من المسئولية عن المقالات التي تنشر فيها، ففي مقال بعنوان " المعارضة الوطنية أم الشمشونية؟ " كتب في المقال " مازالت الرؤية غير واضحة لمفهوم المعارضة المسؤولة في اليمن الميمون، وفي ظل هذه الضبابية أصبح كل رأي مخالف وكل تجاوز لأدبيات الممارسة والتنافس الديموقراطي الشريف يطلق عليه تسمية معارضة فكل شيء مباح ومتاح تحت هذه التسمية في جميع الشؤون، بينما هناك أساسيات وحدود للممارسة السياسية يفترض أن جميع أطراف المعارضة تعلمها في الشكل والمضمون، وأهمها عدم التعرض أو المساس بأحد الثوابت الدينية أو الوطنية أو إصدار الاتهامات المطلقة وتعميم الأحكام على أبناء الشعب أياً كانت انتماءاتهم السياسية أو الحزبية لأن ذلك تهور وظلم عام يبيحه المتهورون (...) فماذا يعني تجاهل الأدبيات المعروفة للمارسة السياسية، وما هو الهدف الحقيقي من وراء الإساءة المباشرة لبعض الرموز والشخصيات الوطنية أو الاعتداء على مؤسسات الدولة "
صحيفة الوحدة: لم تبد صحيفة الوحدة اهتماماً كبيراً بالانتخابات، فلم تورد أخباراً تتعلق بالانتخابات، واتسم أدائها التحريري بالحياد مقارنة بالصحف الرسمية الأخرى، وبعض الانحياز لمرشح المؤتمر الشعبي العام الذي قد تبديه المؤشرات الكمية يتعلق بالمقالات فقد نشرت صحيفة الوحدة بعض المقالات التي تهاجم اللقاء المشترك عموماً والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح بشكل خاص، مع ذلك فقد نشرت مقابلات مع نشطاء سياسين من أحزاب اللقاء المشترك، كالمقابلة التي مع الدكتور/ محمد صالح رئيس الدائرة السياسية في الحزب الاشتراكي اليمني عضو الهيئة التنفيذية لتكتل اللقاء المشترك ونشرتها في العدد (801) بتاريخ 13 سبتمبر 2006م، والمقابلة التي أجرتها مع الأستاذ/ محمد الصبري أمين سر الدائرة السياسية في التنظيم الوحدي الشعبي الناصري، ونشرتها في العدد (800) بتاريخ 6 سبتمبر 2006م.
 
«النداء» أكثر استقلالاً
صحيفة النداء: هي أكثر الصحف الأهلية استقلالاً حيث أتاحت لجميع الآراء أن تعرض فيها، فقد تضمن العدد (69) الصادر بتاريخ 23 أغسطس 2006م كله مقالين حول مرشح اللقاء المشترك فيصل بن شملان، الأول بعنوان (مرشح المشترك.. الواقع والطموح) أشار فيه نزاهته ووطنية وخبرته العالية، الأمر الذي يمكنه من أن يدخل في منافسة انتخابية قوية، إلا أن الكاتب يعتقد أن انفراد اللجنة العليا للانتخابات بإعداد السجل الانتخابي، وهيمنة الحزب الحاكم على المؤسسة العسكرية، وعلى المال العام، عوامل تلعب دوراً سلبياً في غير مصلحة بين شملان، فضلاً عن ذلك أنتقد الكاتب توقيع أحزاب اللقاء المشترك على وثيقة المبادئ مع الحزب الحاكم، واعتبرها مصادفة مسبقة على نتائج الانتخابات مهما كانت الطريقة التي أديرت بها، ومهما كان مستوى نزاهتها، في مقابل ذلك نشرت الصحيفة في العدد نفسه مقالاً بعنوان (بين شملان والسفير الأمريكي) أنتقد فيه الكاتب المقابلة التي تمت بين مرشح أحزاب اللقاء المشترك والسفير الأمريكي، وتساءل لماذا نحشر الآخرين في قضايانا الوطنية؟
 
* مقتطفات من تقرير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان، تم اعلانه الثلاثاء 19 سبتمبر 2006