حضرموت وشبوة وغياب.. الأنشطة الرمضانية!

حضرموت وشبوة وغياب..الأنشطة الرمضانية!

المتابع للأنشطة الرمضانية المقامة خلال ليالي الشهر الكريم أكان عبر مسابقات كرة القدم أو بقية الألعاب الأخرى، يلاحظ أن هذا النشاط منحصر على بعض المحافظات بعينها، فيما البقية تعيش في سبات عميق واستسلمت للكسل وممارسة بعض العادات الأخرى البعيدة كل البعد عن استغلال ليالي هذا الشهر الكريم لإحياء بعض الألعاب التي يكون رمضان هو عالمها الذي تتوهج فيه عبر استعادة نشاطها الذي يأخذ منحى الجد والحماس لانتشال هذه الألعاب من حالة الجمود والنشاط الموسمي الذي يقام لها على استحياء وبطريقة الكلفتة التي لا تفرز إلا مستويات هزيلة وتراجعاً مخيفاً يصبح نتيجة طبيعية لعدم انتظام وتطوير المسابقات الخاصة بها.
نعم من خلال متابعاتنا للأنشطة الرمضانية نراها على أشدها في أمانة العاصمة وفي ثغر اليمن الباسم وفي الحالمة تعز، كما أن هناك بطولات ومسابقات أخرى تقام في محافظات أخرى كالحديدة وإب وأبين وذمار وحجة، وإن كانت ليست بتلك القوة التي عليها في صنعاء وعدن او تعز. غير أن ما لفت نظري والكثيرين هو ذلك الغياب الملحوظ لهذه الأنشطة في حضرموت وشبوة بالتحديد، مع أن كلا المحافظتين ذات ثقل الرياضي وذات حماس نراه متقدا طيلة العام من خلال بطولات ومسابقات متعددة وفي أكثر من لعبة. كما أن المحافظتين تتميزان بعدة مزايا أخرى، وهي الحب الجارف للرياضة، وهو ما يجعل إقامة مثل هذه الأنشطة أمراً مجديا لكونها تحصد من خلاله أعلى مراتب النجاح الجماهيري الذي يضفي عليها الكثير من التشويق والإثارة، ويجعل منها منافسات تحظى باهتمام الجميع وتحقق الهدف من إقامتها.
الحقيقة أن الباحث عن أسباب ذلك الغياب قد لا يجد الإجابة الشافية والوافية إلا من قبيل أنه قد يكون الرعاة الرسميون لمثل هذه الأنشطة غير موجودين، وهو عذر غير مقبول البتة، خصوصا أن حضرموت وشبوة يوجد بهما الكثير من رؤوس الأموال الذين يدعمون الرياضة بأكثر من طريقة وأسلوب. ولعله يحضرني في هذا المقام الداعم الكبير لرياضة حضرموت المهندس الشيخ عبدالله بقشان أو ما ألاحظه ما أشاهده باستمرار في مسابقات كرة القدم، وهو ما أصبح تقليدا ثابتا في العاصمة الشبوانية عبر تقديم الدعم المادي والمعنوي لأكثر من جهة، والتي تقدم دعمها عن طريق تقديم الجوائز لأفضل اللاعبين، والذي معناه أن هناك الكثيرين من المحبين للرياضة يقدمون دعمهم المادي والمعنوي لمثل هذه الأنشطة، وهي تدحض أقوال من يتعلل بأن غياب الدعم هو ما جعلهم في عزلة عن هذه الأنشطة خلال ليالي الشهر الكريم.
كما أنه من المعروف للجميع وبالذات في حضرموت أن لليالي الشهر الكريم أفضالاً كثيرة على رياضة حضرموت، وبالتحديد لعبة الكرة الطائرة التي بدأ ألقها وشهرتها عبر المسابقات الرمضانية التي تقام في أكثر من مدينة، وهي مسابقات ذات نوعية خاصة لا يشعر بها إلا من وطأت قدماه أرض الوادي ومشاهدة هذا النشاط الخاص بلعبة الكرة الطائرة التي تحظى بمؤازرة الآلاف من الجماهير المحبة، والتي تقام أيضا برسم من المال، وهو ما أسهم كثيرا في تطور اللعبة حتى باتت أندية حضرموت تشغل أكثر من نصف مقاعد مسابقة النخبة لهذه اللعبة، بل والمنافسة الدائمة على بطولاتها وفي جميع الفئات.
قد يتبادر إلى الذهن سؤال آخر عن أسباب هذا الغياب مفاده أن شباب المحافظتين قد انشغلوا بالعبادات الرمضانية واستغلال كل ثانية من ليالي هذا الشهر الكريم، وهذا عمل جيد، غير أنها أيضا لا تتعارض مثل هذه العبادات المتعددة في أن يكون لجسم الإنسان دور في هذه الليالي من خلال ممارسة بعض الألعاب الرياضية، والتي يكون الجسم في أمس الحاجة إليها، خصوصا وأن برامج الغذاء في رمضان والأكلات المتعددة تأخذ منحى تصاعديا ولا يقابلها أي نوع من ممارسة الرياضة، وهو ما يجعل شبابنا أكثر ترهلا وعديمي اللياقة البدنية، ناهيك عن ممارسة بعض العادات السيئة من قبيل التزاحم والتنافس على الأسواق وإحياء هذه الليالي بأشياء غير طيبة وبمفسدات تضر بالفرد والمجتمع، وقبل ذلك تغضب الرب وتخدش عبادة الصوم.
أتمنى أن يكون المانع خيرا وأن يكون الغياب مؤقتا لنرى هاتين المحافظتين وبقية المحافظات الأخرى تستعيد بريقها من خلال تنظيم أكثر من مسابقه ونشاط، وألا تستسلم للمحبطات التي يحاول زرعها مدمنو ألعاب الكيرم والدمنة الذين نراهم وقد احتلوا المقاعد الأولى في صالات وفناءات هذه الأندية، وهو ما يجعل الخسارة مضاعفة دينيا ودنيويا. وخواتيم مباركة على الجميع...