وقفة صغيرة

وقفة صغيرة - بشرى العنسي

المسافر إلى محافظة عمران، وقبل أن يقرأ اللافتة الكبيرة «أهلا بكم في عمران»، يعرف أنه دخل حدود المحافظة. يدله على ذلك: الضباب الكثيف الذي يتمركز على قمم الجبال، والرؤيا غير الواضحة بسبب الدخان المتصاعد من مصنع اسمنت عمران الذي يُرى قبل رؤية المحافظة بأميال.
إلى جانب أنه لم يتخذ أي موقف للحد من ضرر المصنع على سكان المحافظة، وردت الأنباء يوم السبت عن بدء خط انتاجي جديد للمصنع ينتج 150 ألف كيس يومياً خلال العشرة الأيام الأولى لترتفع عملية الانتاج تدريجياً، وفقاً لتصميم قدرة المصنع الانتاجية والتي تبلغ مليوناً و200 ألف طن سنوياً، تضم إلى جانب 600 ألف طن سنوياً للمصنع القديم، ليرتفع بذلك الانتاج الكلي للخطين الانتاجيين القديم والجديد، إلى مليون و800 ألف طن سنوياً، حسب الاخبار التي وردت في وسائل الإعلام الرسمية المختلفة.
وبحسب مختصين، فإن السكان في المناطق المحيطة بمصانع الاسمنت يتضررون من تأثير الغبار والعوادم الصادرة عن المصانع. ويحذر أطباء ومختصون من تأثير هذه العوادم على الصحة العامة وخاصة ما تسببه من أضرار على الجهاز التنفسي، من أخطرها أمراض الصدر والحساسية وقد تتطور الاصابة بهذه الامراض إلى امراض أكثر خطورة. كما تسبب مصانع الاسمنت في اضراراً بيئية وتدميراً للقشرة الارضية وموت المزروعات.
لا نستطيع أن ننكر أهمية الاسمنت في حياتنا ولا استخداماته المختلفة، ولسنا ضد التطور أو الانتاج الجديد، ولكن إلى أين؟ وما هي الضوابط؟ ومن يضمن سلامة سكان تلك المناطق؟
boshrasalehaliMail