"خط لي يا قلم" هو عنوان ومطلع لقصيدة نزلت حديثًا للشاعر سعيد بن مليحة الراشدي.
القصيدة لاقت رواجًا كبيرًا، وحظيت بالمتابعة في أماكن كثيرة، سنأتي لاحقًا بنص القصيدة كاملًا.
القصيدة جميلة، وظهرت بها ملكات هذا الشاعر الذي أتحفنا بهذه القصيدة التي أعادتنا لسنوات خلت كان فيها الشعر متصيدًا عقول عشاقه.
القصيدة حملت أشياء كثيرة من المعاني والتعابير والإيحاءات الشعرية.
حتى إنها أصبحت ذات التفاسير والمضامين المتعددة من شخص لآخر، وهذا ما أعطى القصيدة الزخم الكافي لتصول وتجول في خواطر الناس أينما ما حلوا أو رحلوا.
وأجزم القول إن كل من سمعوها سيهيمون بها هيام العاشق بمحبوبة، وسيعتبرونها أتت خصيصًا لتشرح لهم لواعج الشوق ومكنونات الحب بتقلباته وألوانه، وبما يلاقونه من صنوف الحب وأتعابه الجمة.
ولنا أكبر دليل في قول الشاعر في أحد أبيات القصيدة:
عاجر النغم وانفاسي تزم
وشعور فيني ثقلت اوزانه
تصبرت فوق الحياء وتيملت
القصيدة لم تكن بعيدة عن الآخرين ممن هم غير العشاق، بل اجتمع الكل على اتصالها بهم ولهم بها روابط وثيقة.
إذ إنه لا يختلف الحال مع بقية الناس ممن رأوها تقترب مما هم فيه، ولكيلا نطيل أكثر نقول إن القصيدة لاقت قابلية الجميع، والكل اتفق على اقترابها منه.
القصيدة سريعة الفهم، ويتضح ذلك من عدم تكلف الشاعر فيها حتى يصعب فهمها، بل إن مفرداتها من المفردات المحببة للنفس البشرية، وأشطارها هي الأخرى أشطار قصيرة أحيانًا بين شطر وشطر كلمة واحدة أو كلمتان حسب الوزن.
من مثل:
خط لي يا قلم
وبقافي رسم
وهكذا في كل بيت شعري من أبيات القصيدة.
لكن قبل كل شيء علينا أن نعرف أن القصيدة ما كان لها أن تنتشر بكل السرعة، وأن تصبح حديث الناس، خصوصًا محبي الغناء والفنون، لولا إسقاطها على أحد ألحاننا المشقاصية الجميلة، وبما أن القصيدة كما قلنا وقال عنها الكثير مثلنا إنها جميلة ومكتملة الأركان، إلا أن اللحن هو ما زادها نجاحًا وشهرة كبيرة.
لحن صعب أن يتكرر مثله من ملحني اليوم. لحن لا أدري كيف فعل صاحبه حتى أخرجه لنا بكل هذه الحلاوة.
ومن جمال هذا اللحن علق أحد الإخوة بقوله عن اللحن: "اللحن مثل طعم العسل في اللسان".
وهذا اللحن الجميل يعطينا الأمل الكبير في تكرار هذه التجربة الناجحة مع كثير من ألحاننا المشقاصية القديمة التي غابت عن الظهور.
لهذا نشد على أيدي الأخوين الرائعين صالح ونادر باعباد، فهما من اكتشفا هذه الرائعة التي طواها الزمن، حتى غابت لفترات طويلة، وهما من أعادا لها الحياة، وظهرت كواحدة من روائع الغناء المشقاصي.
الغناء المشقاصي بفنونه وألوانه المختلفة كبير بحجم وكبر أرض المشقاص، فاستمروا في البحث والتنقيب في هذه الفنون، وستلاقون ضالتكم وضالتنا جميعًا، والتي ستفرحنا وستفرح كل من حولنا بعيدين وقريبين.
والآن أترككم لقراءة القصيدة كلمة كلمة حرفًا حرفًا.
خط لي يا قلم وبقافي رسم
غني صدى للحان رنانه
وابحروا بي ع قوافيه لا تولمت
وهاجوسي عزم للمسرى ولم
والفكر ثايرًا ع طوفانه
حيروا بي في معانيه ما تبينت
عاجر النغم وانفاسي تزم
وشعور فيني ثقلت اوزانه
تصبرت فوق الحياء وتيملت
يا غافل فهم لا تعيش بوهم
محدًا يفرط في الهواء دانه
ومواقفًا بالفعل دوم اتمثلت
حد منا حلم وحد منا علم
كلن درى موقعه ومكانه
وصدورنا بيبانها اتشرعت
كم واحد ظلم وكم منا انظلم
كلن على مقداره وشانه
سيد الوجيه البايرة لتبورت
بقى أن نقول إن هذه القصيدة الجميلة مع ما تم لها من إسقاط على هذا اللحن المشقاصي الجميل والرائع، هو ما جعلنا نتنفس الصعداء، ونمني أنفسنا من أن القادم أجمل وأحلى مع هذا الثلاثي الرائع صالح ونادر باعباد وثالثهما المبدع سعيد بن مليحة الراشدي، في تقديم أعمال لا تقل جمالًا وروعة كروعة هذا العمل.
فهنيئًا لكم هذا النجاح الباهر، وهنيئًا لنا متعة الاستماع والاستمتاع بمثل هذه الدرر الثمينة.