أمست حياة الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في حضرموت، في خطر واضح، وذلك من خلال السياسة القمعية التي تنتهجها السلطة المحلية الحالية بالمحافظة.
فمن ينظر لما يقوم هؤلاء الصحفيون والناشطون، فهو لم يكن بالشيء المخالف للنظام والقانون حتى تتم مطاردتهم والتنكيل بهم وكأنهم مجرمون.
فكثير من الصحفيين والناشطين في المحافظات المجاورة يمارسون أعمالهم في نقل الحقيقة وتنوير الناس، حتى إننا نرى منهم أكثر مما نرى من إخواننا الحضارم.
إذ إن البعض منهم يدخلون في أماكن خطرة وممنوع الاقتراب منها، ومع ذلك لم يتعرض واحد منهم لمثل ما تعرض بعض الإخوة هنا في حضرموت من الاعتقالات والمطاردات.
قبل أمس تم اعتقال الصحفي مزاحم باجابر، وها هو حتى اللحظة رغم المناشدات المتكررة من أكثر من جهة، لإطلاق سراحه وفك أسره، وكل المحاولات باءت بالفشل، وقبله عماد الديني، وكثير من الإخوة، هذا حال الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في حضرموت.
وبما أن الشيء المعروف للجميع أن فساد السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية أصبح واضحًا للعيان، والكل يعترف ويقر بهذا الفساد الذي تخطى حدوده، وأصبح خطرًا على حياة السكان، فهو من عرقل كثيرًا من خدمات سكان هذه المحافظات.
لكن سلطات تلك المحافظات لم تعمل ولو حتى شيئًا بسيطًا مما تعمله سلطة حضرموت مع الصحفيين والناشطين في مواقع التواصل ممن ينتقدون كثيرًا من التصرفات الخاطئة لهذه السلطة، وهذه الانتقادات لم تلاقِ الصدور المفتوحة لتقبلها وتفهمها، بل إنها اعتبرت تجاوزًا وأشياء مخالفة للقانون.
النظام والقانون والمحافظة عليه تستثنون منها اللصوص والفاسدين، وتلاحقون الشرفاء باسم النظام، وهذا القانون الذي فصلتموه على مقاسكم.
أين أنتم يا من تدعون حماية النظام والقانون، مما يحصل من فساد ونهب لكثير من الموارد التي يفترض أن يستفيد منها المواطن في تحسين خدماته المنهارة؟
أين أنتم من تقديم نهابي الأراضي من اللصوص الذين بعثروا بمخططات سكنية كبيرة لأجل أنفسهم دون رحمة ورأفة بالأجيال القادمة التي لم يتركوا لها شيئًا لتسكن فيه؟
هلا أريتمونا شجاعتكم ومحافظتكم على المكتسبات حتى على شخص وأحد من هؤلاء يعتقل ويحاكم على ما فعل؟
هؤلاء تغضون النظر عنهم، وهم في حقيقة الأمر المجرمون الحقيقيون، وهم من يستحقون الاعتقال وسرعة محاكمتهم.
أما من دلكم من الإخوة الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل، على مكامن الخلل الظاهرة أصلًا للجميع، فجعلتموه عدوكم الأول.
وبدلًا من تكريم هؤلاء الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل، رحتم في مطارتهم والزج بهم في السجون المظلمة مع القتلة، وليس اللصوص والفاسدين فهم في مأمن من الملاحقة والمطاردة في عهدكم السيئ الصيت.
الحرية للصحفي مزاحم باجابر.