صنعاء 19C امطار خفيفة

قطرة وراء قطرة... يُولد التغيير

هل تأملتَ يومًا كيف تتشكل البحار؟

ليست بصرخة، ولا بعاصفة، بل بقطرة... ثم أخرى... ثم آلافٌ تتساقط من السماء بهدوء، حتى تفيض الأرض وتتشكل المحيطات.

 
هكذا التغيير... لا يأتي دفعة واحدة، بل بخطوات صغيرة، متواصلة، قد لا يراها الناس في البداية، لكنها تصنع الفرق حين تتراكم أثرها.
في وطنٍ مثل اليمن، يمرُّ بتحوّلات كبيرة وتحديات أكبر، قد يشعر بعض الشباب أن ما يفعلونه لا يكفي.
أن المبادرات الصغيرة -مساعدة الأصغر منّا سنّاً، تنظيم حي، تنظيف شارع، جلسة نقاش، نشر فكرة إيجابية- لا تُغيّر شيئًا، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
كل فعل إيجابي صادق، هو قطرة.
وإذا استمرت القطرات... كان لها أن تُفيض السدود، وتروي الأرض، وتُبدّل وجه الأيام.
كم من خدمة اجتماعية بدأت بمقال، أو حوار بين اثنين، أو خدمة بسيطة تحوّلت إلى ثقافة؟ وكم من شاب، لم يملك إلا إصراره، قاد لاحقًا مجموعة، أو فكرة، أو مشروعًا غيّر حياة مئات من حوله؟
المعادلة ليست في حجم البداية... بل في نية الفعل، واستمراره، وإيمانه بالخير.
ليس عليك أن تُصلح العالم وحدك، لكن يمكنك أن تُصلح فكرة في ذهنك أنت نفسك أو ربما في ذهن صديق، أو مشهد في حارتك، أو موقف في مدرستك.
وتلك البداية، حين تنتقل من شخص إلى آخر، تتحوّل إلى موجة... والموجة تصنع التيار.
والجميل أن هذه الروح -روح القطرات الصادقة- لا تحتاج تمويلًا ضخمًا، ولا تصريحًا من جهة ما.
هي فقط تحتاج قلوبًا تؤمن بأن التغيير يبدأ بنا، ولو بخطوة.
فلنُخفّف عن أنفسنا ثقل الكمال، ولنتذكّر: أن نُحدث فرقًا صغيرًا في واقعنا... خير من أن ننتظر الفرق الكبير من غيرنا.
فلنكن نحن القطرات... التي تصنع البحر.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً