ليست القوانين وحدها من تحفظ المجتمعات، بل الضمير... ذلك الصوت الخفي الذي يُذكّر الإنسان بأنه مسؤول، حتى لو لم يره أحد.
في كثير من المجتمعات، ومنها مجتمعنا اليمني، يشعر الناس أحيانًا أن التقدم يتأخر رغم الجهود، وأن الإنجاز لا يكتمل، والثقة تتآكل شيئًا فشيئًا.
ليس لأن الناس لا تريد الخير، بل لأن غياب الأمانة في المواقع المختلفة يُشوّش الصورة ويُربك المسار.
هنا يظهر دور الشباب، لا كمُصلحين غاضبين، بل كنماذج تُثبت بالفعل أن هناك طريقًا آخر. شباب لا يتحدثون فقط عن التغيير، بل يعيشونه.
أن تكون شابًا اليوم، يعني أن تملك فرصة نادرة:
أن تُعيد بناء الثقة، من خلال التزامك، وصدقك، واستقامتك، حتى في أصغر المهام. أن تكون أنت الدليل على أن النزاهة ليست حلمًا، بل خيار يوميّ.
في المدرسة، في العمل، في المبادرة المجتمعية... يمكنك أن تُصبح الشخص الذي يُعيد للناس إيمانهم بأن الخير ممكن، وأن القيم لا تموت.
تغيير الواقع لا يبدأ بالاتهام، بل بالقدوة. ولا يُفرض بالقوة، بل يُلهم بالسلوك.
فكل سلوك نزيه هو طوبة في بناء مستقبل أفضل.
وكل كلمة صادقة، وكل أمانة تُؤدى، تُصلح ما فسد دون أن ترفع صوتًا واحدًا.
الشباب ليسوا فقط وُعودًا للتغيير... بل فرصة لترميم الضمير الجمعي، وإعادة تعريف ما تعنيه كلمة "خدمة عامة".
وإذا أردنا يمنًا جديدًا، فلا بد أن نصنعه بأيدٍ نظيفة، وقلوب أمينة، وشبابٍ يعرف أن الشفافية ليست شعارًا، بل نمط حياة.