يقترب عيد الأضحى، ويحمل معه سؤالًا موجعًا لا إجابة له: كيف يعيد الأطفال الذين قُتل آباؤهم في هذه الحرب اللعينة؟ من يواسيهم؟ من ينظر إليهم ويشعر بآلامهم؟ فقدوا من كانوا يحتضنونهم في مثل هذه الأيام، وتركوا وحيدين في وجه قسوة الحياة، يطاردهم الفقد في كل زاوية من زوايا العيد.
نعم، لقد قُتل الآباء، قُطعت الأوصال، وتيتّم الأبناء، بينما ينعم أمراء الحرب بأموالهم ونفوذهم، يتقاسمون الوطن وكأنه غنيمة. شعب يعيش في جحيم الفقر، تنهشه الأمراض، وتحاصره الجراح من كل اتجاه، بينما الماء والكهرباء والدواء والخدمات الصحية الضرورية أصبحت من أحلامه المؤجلة... إن لم تكن المستحيلة.
أي وطن هذا الذي يتسول فيه المواطن حاجاته الأساسية، فيما يتخمه القادة بالحسابات البنكية والصفقات؟ أي "تحالف" هذا الذي جاء لاستعادة الدولة، ثم رحل عنها بلا دولة؟ لم يكن عند مستوى المسؤولية، لم ينجز ما وعد، ولم يحمل معاناتنا على محمل الجد. ترك الشعب لمصيره، يُطحن بين الأجندات.
الكل خذل اليمن، وأولهم أولئك الذين تاجروا باسمه، وباعوا آماله، وقايضوا دماء أطفاله بالمكاسب.
اليوم، لا معنى للعيد. لا طعم له. كيف نحتفل في وطنٍ منكوب. لا عيد في وطن فقد الإنسان فيه الفرحة، فقد الأطفال فيه الابتسامة.
أوقفوا هذه الحرب. ارفعوا أيديكم عن هذا الشعب. دعوه يتنفس، يعيش، يحلم من جديد. أعيدوا لليمن حقه في السلام... فقد تعبنا من الموت.