نظم مرصد الحريات الإعلامية ندوة نقاشية، شارك فيها أكثر من 50 صحفيًا وحقوقيًا، استعرضوا خلالها أبرز التحديات والانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في اليمن، مطالبين بحمايتهم من الاعتقالات التعسفية والأحكام غير العادلة.
خلال الندوة، كشف المدير العام لشركة "يمن ديجيتال"، طه المعمري، عن الانتهاكات الجسيمة التي طالت شركته، والتي بلغت ذروتها بمصادرة جميع معدات المؤسسة، وتسريح 64 موظفًا، وإصدار حكم بالإعدام بحقه، بالإضافة إلى الاستيلاء على ممتلكاته الشخصية بما فيها العقارات والحسابات البنكية، بناءً على تهم لم تثبتها المحكمة، في إطار ما يُعرف بـ"الحارس القضائي". سيئ الصيت.
من جانبه، تحدث القائم بأعمال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن، بدار فاروق، عن آليات الإنصاف الدولي ودور العدالة العالمية في حماية الصحفيين، مشيرًا إلى التحديات التي تواجههم، خصوصًا في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث تم إغلاق مكاتب المفوضية واعتقال عدد من موظفيها، بينما لا يزال لهم تواجد في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية، رغم تجاهل بعض الجهات الأمنية لمطالب المفوضية، كما حدث في قضية الصحفي ناصح شاكر.
في السياق ذاته، شدد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، على أهمية تذكير العالم بوحشية الواقع الإعلامي في اليمن، محذرًا من استخدام القانون كأداة لإسكات الصحفيين، ومن محاولات تكميم الأفواه تحت غطاء الإجراءات القضائية.
كما استعرضت الخبيرة القانونية وناشطة حقوق الإنسان، هبة عيدروس، الانتهاكات التي واجهها الصحفيون خلال عام 2024، معتبرة أن ما يحدث هو تقويض ممنهج لدور الإعلام كسلطة رابعة. وأكدت على ضرورة تأسيس نيابات متخصصة في قضايا الإعلام، وتطوير التشريعات لتشمل الإعلام الرقمي، بالإضافة إلى تعزيز الوعي القانوني بين الصحفيين.
وتخللت الندوة مداخلات من صحفيين وحقوقيين، دعوا خلالها المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده في حماية الصحفيين وإنهاء حالة الإفلات من العقاب.
وكشفت الإحصائيات التي عرضها المرصد عن وقوع أكثر من 2600 انتهاك بحق الصحفيين خلال العقد الماضي، بينها 54 حالة قتل لصحفيين وعاملين في وسائل الإعلام، جميع مرتكبيها ما زالوا خارج نطاق المحاسبة. كما لا يزال ثلاثة صحفيين محتجزين لدى جماعة الحوثي، وصحفي آخر في سجون الحكومة اليمنية.
يذكر أن مرصد الحريات الإعلامية منصة رصد ومعلومات، تهدف إلى نشر كل ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير في مختلف المناطق اليمنية بطريقة مهنية ومستقلة إلى جانب تحليل ومناصرة قضايا الصحفيين محليًا ودوليا