نظام صالح احتكر على شعبه حتى الشحاتة

نظام صالح احتكر على شعبه حتى الشحاتة

محيي الدين جرمة
نعم نظام صالح في اليمن احتكر على شعبه حتى الشحاتة. فحتى هذه الأخيرة غدا هو ينوب عنا فيها.يتسول المانحين غير مرة باسمنا في مؤتمرات الرياض ولندن.فيما الغاية بالطبع ابتزاز الخارج وابتزاز شعبه أيضا باسم التنمية ومكافحة القاعدة والفساد الذي غدا أسه الكبير في معادلة وفجوة السياسة والاقتصاد.
المنح والقروض والمساعدات من أصدقاء اليمن ذهبت جلها أدراج الرياح، وذهب القسم الباقي أو توزع إلى مصارف خاصة جدا ما بين برلين وسويسرا.
وبينما تجده حينا يمد يده بالحاجة إلى الداعمين في مؤتمر دولي للنظر في مشاكل "الدولة الفاشلة" فإن دولا بعينها كبيرة ومراقبة لصرفياته اكتشفت متأخرة بعد أن وجدت نفسها تقيم ندوات ودراسات وتقارير ميدانية لحل مشاكل من غدا اليوم عالة عليها بشعبه وسلطتة، لتكتشف وتلطم الخدود أن سيادة الريس قد كرس كل نجاحه خلال 33 عاما للجلوس على كرسي مخزوق.فحتى وهو يتسول مليارات المانحين باسمنا، تجده يشترط عليهم فوق ذاك مزيدا من الدعم. كأن يلمح برسائل وعيد وتهديد لضرب العالم بخطر القاعدة وورقة "الإرهابـ"وبخاصة في حال قصرت هذه وتلك الدول في إسباغ عطاياها له.
وهكذا بقي صالح متعشقا ولا يزال حتى اللحظة بنغمة:.يا أنا أو "صوملة" وهو الرجل وصاحب القرار الأول في البلاد تارة يتظاهر كونه صاحب مساع ومبادرات، وهي مبادرات عادة لا تتوجه لخدمة الداخل بالضرورة بقدر ما تراكم أزماته على أكثر من صعيد.وهو غالبا يطرح نفسه كرجل سلام في المنطقة ليرفض غير مرة مساعي  للتوسط أو التفاوض لحل إشكاليات وإطفاء حرائق في بلده كان هو من أشعلها.
لم يسبق أن قدم علي عبد الله صالح حتى مبادرة وطنية واحدة لليمن، هو الذي كرس كرسيه وكل حياته لإدارة الأزمات وهندسة حروب داخلية منها معلنة وغير معلنة.
وصالح من عبث بمسار التصحيح وأعاق الخطط الخمسية التي أسس لها الرئيس المحبوب الشهيد المقدم  إبراهيم الحمدي وأطلقها لتنمية المجتمع، فجاء صالح ليحيلها إلى خطط خمسية وسداسية مستدامة لتنمية الحرب وصناعتها بالتسلسل من الأولى وحتى السادسة كما حدث في صعدة شمالا.وغيرها.
ومن جانب آخر ظل صالح بين فينة وأخرى يطرح مبادرته لاحتواء المشكلة الصومالية كمعضلة مزمنة في القرن الأفريقي. فتارة يدعو إلى مصالحة وطنية في الصباح.لكن ليهرب السلاح مساء إلى مقديشو من عرض مخمل بحر العرب وساحله حتى حقول الموز في بربرة.
وكان ذلك حسب مراقبين وتقارير صحافية ميدانية، يتم رفقة قوات خاصة تحرسها عيون خفر السواحل.
نظام صالح استنفد على مدى 33 عاما كل النعوت التي خلعها على شعبه في مديح مسف ومجاني.وكان صرح زميله "حسني مباركـ" ذات مرة أن :"صالح يضحك على شعبه ويبرطم كثيرا بالكلام لمجرد الاستهلاك المحلي". ولعل مبارك قد ظن صالحا سيسبقه إلى زفة الرحيل أو السقوط.
غير أن صالحا لم يكن كذلك.فقد بقي محافظا على فساد نظامه آمنا مستقرا.مثلما بقي لقرابة 4 عقود إلا قليلا يخلع ألقابا وكنى عاطفية على شعبه مثلـ"أيهلـ"..الشعب اليمني العظيم.الأبي.الطيب.الباسل. البطل.الصابر.المقدام."... الخ.
لكنه وما إن أراد الناس في اليمن أن يجربوا النزول إلى الشارع للتظاهر، مجرد التظاهر ضد الغلاء مثلا، لم يجدوا خيرا في صالح الذي صوب ويصوب مُسدس وعيه  في وجوههم شاهرا لسانه السليط لينعتهم ب:"الدهماء والغوغاء وال...."،  بل ولم يكتف "الريس" بذلك،.فهو حتى اللحظة ما زال يمضي في مكابراته واستغفاله للشعب حد الاستحمار.
وهاهو يصرح "فخامته" أنه قد رفع "سقف"الأجور والعلاوات للجيش والأمن وموظفي السجل المدني، وكأنما هو هنا يعلن عن رشى أو يخطط لحرب وليس سوى في موقع من يعتقد أنه يرشو الشعب أو يصرف من جيبه"الخاص"كمن يتصدق على "أخدام "الخميس.
jh_sendMail