اقراء عن خليجي 20

اقراء عن خليجي 20

ارتفاع أسعار القات والخدمات الفندقية وانتعاش حركة النقل والمواصلات والإقبال يتزايد على المتنفسات العامة
خليجي 20 يقفز بعدن إلى مشهد غيب فيه العدنيون
عدن- فؤاد مسعد
أسهمت مشاريع خليجي 20 في عدن وأبين ولحج في توفير فرص عمل استوعبت العشرات من الأيادي العاملة، كما توفر لتلك المحافظات بنية تحتية شملت ملاعب ومنشآت ورياضية وسياحية، إذ تم تجهيز ملعبين رئيسيين (22 مايو بعدن والوحدة بأبين) و6 ملاعب تدريبية للمنتخبات المشاركة في بطولة خليجي 20، هي: التلال في حقات -كريتر، وشمسان في المعلا، ونادي الوحدة في الشيخ عثمان، والنصر في دار سعد، وشباب المنصورة في المنصورة، والشعلة في البريقة، فضلا عن تأهيل عدد من الأندية والمنشآت الرياضية والسياحية.
ووفقا للتقرير النهائي الصادر عن اللجنة الإشرافية العليا للتحضير لخليجي 20، فإن الحكومة أنفقت 120 مليار ريال لتشييد تلك المشاريع، حيث تم تنفيذ ما يقارب 12 مشروعاً في الملاعب والمنشآت الرياضية بتكلفة تناهز 23 مليار ريال.
وفي ما يتعلق بالمنشآت الفندقية ذكر التقرير أنه تم إنشاء مجمع فندق القصر عدن (5 نجوم)، مقابل ميناء عدن بتكلفة 200 مليون دولار، وهو الفندق الرئيس المخصص لإيواء الوفود المشاركة، إضافة لفندق عدن موفنبيك (5 نجوم) الذي أعيد تأهيله بتكلفة تبلغ 35 مليون دولار بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.
ومن جانبها وقعت وزارة السياحة اتفاقيات مع عدد من الفنادق والمنشآت السياحية بغية تقديم خدمات الإيواء للوفود الرسمية (فندق شيراتون عدن، فندق فينيسيا، فندق عدن بلازا، وفندق ميركيور)، بالإضافة للتعاقد مع عدد من الشركات المتخصصة في تطوير وتأهيل الفنادق.
وأفاد التقرير الصادر عن اللجنة الإشرافية، بأن الحكومة خصصت نحو 34 مليار ريال لتنفيذ ما يقارب 213 مشروعا خدميا وتنمويا في محافظات: عدن ولحج وأبين، تشمل الكهرباء، الأشغال والطرق، الاتصالات، الصحة، المياه والصرف الصحي، النقل، النظافة والتحسين والإنارة.
إيواءات بأسعار خيالية
أفاد وزير السياحة -رئيس لجنة الإيواء، في تصريح سبق تدشين البطولة، بأن عدد الفنادق المخصصة للبطولة 115 فندقا، خصص منها 400 غرفة للبعثات الرياضية، و400 غرفة أخرى لكبار الضيوف.
وذكر نائب مدير السياحة بعدن جعفر أبو بكر لفرانس برس، أن نسبة الحجز في فنادق المدينة بلغت 100%، وهو ما أدى لارتفاع أسعار الخدمات الفندقية بشكل لافت، حيث قال أحد المعلقين الرياضيين في قناة "أبوظبي" الرياضية، إن أسعار الغرف قفزت فجأة من 250 درهماً إماراتياً إلى 1250 درهماً، وهي الزيادة التي شملت جميع الفنادق والمنشآت السياحية، بالإضافة للمطاعم والمتنفسات.
فنادق الـ"5 نجوم" ارتفعت أسعار خدماتها بصورة لم يسبق لها مثيل، وتلتها الفنادق الأخرى بنسب متفاوتة، إذ يقول أحد النزلاء إنه فوجئ بأن الغرفة التي كانت قيمتها تتراوح بين 3 و4 آلاف ريال، ارتفع سعرها لأكثر من 10 آلاف ريال، كحد أدنى.

متنفسات مكتظة.. وقفزة عالية للمتنزهات السياحية
تزامن "خليجي 20" مع أيام عيد الأضحى الذي اعتادت فيه عدن على استقبال الوافدين من المحافظات الأخرى، خصوصا مع اعتدال الجو وانخفاض درجة الحرارة، ضاعف بدوره من الإقبال المتزايد على المدينة، ما أدى بالتالي لارتفاع تكلفة الخدمات فيها، بيد أن هذا الإقبال لم يقتصر على الفنادق وحدها، بل شمل المطاعم والمتنزهات العامة التي يقصدها الزوار مع أسرهم للتنزه والترفيه، أو بغرض تناول القات الذي وجدت له أماكن مخصصة مزودة باحتياجات المستهلكين من مياه وسجائر وشيشة ومشروبات غازية وحمامات عامة.
وفوق ما توفره تلك المتنفسات للأسر من خدمات تشمل الوجبات الخفيفة والمشروبات وتوفير بعض وسائل الترفيه، يبقى وجودها على البحر وقربها من المناطق والأحياء السكنية، ومنها الواقعة على ساحل أبين بخور مكسر، المعروف بـ"الكورنيش"، عامل جذب بحد ذاتها.
يقول مصطفى العامل في أحد منتزهات الكورنيش، إن الأسعار الجديدة تأتي بالمناسبتين (العيد وخليجي 20) لكون القائمين عليها يضطرون لمضاعفة الجهد والتكلفة لتلبية حاجة النزلاء التي زادت هذه الأيام بشكل لم يكن متوقعا.
أحد المتنزهات كان يوفر في الفترة السابقة حوالي 30 شيشة، أما هذه الأيام فهو يوفر ما يزيد عن 60 شيشة، ويقول القائمون على المنتزه إنها لا تكفي لسد حاجة الزبائن الذين يزيد استهلاكهم لها منذ وقت العصر حتى ساعات متأخرة من الليل.
وشملت الزيادة إيجار أماكن الجلوس لتناول القات وأسعار المياه والوجبات السريعة والشيشة وغيرها بنسب تزيد عن 100% في بعض السلع والخدمات.
نقل مزدحم واتصالات ساخنة
توفيق الذي يملك محلا لبيع كروت التعبئة (يمن موبايل وسبافون وإم تي إن) قال لـ"النداء" إن حاجة المستهلكين زادت هذه الفترة، ولا يزال الطلب في ازدياد، وهو ما يؤكده بائع آخر يرى أن تزايد الطلب ارتبط بالبطولة التي تستضيفها اليمن هذه الأيام.
حركة النقل والمواصلات شهدت هي الأخرى حراكا ملحوظا، وشوهدت المداخل الرئيسة لعدن وهي تكتظ بالقادمين إليها، ويزداد الإقبال على ملعب 22 مايو بالشيخ عثمان، والفنادق القريبة منه.
النقل الخارجي من وإلى عدن شهد هو الآخر إقبالا غير مسبوق، وخاصة في الأيام الأولى لتدشين البطولة.
ويقول أحد المسافرين القادمين من صنعاء إن السفر لمن لا يملك وسيلة نقل يتطلب الكثير من الجهد والمتابعة، حيث يحتاج الحجز للسفر على إحدى حافلات النقل الجماعي الانتظار لأيام. وأضاف الرجل الذي سافر بصعوبة، أنه حاول الحجز يوم الأربعاء الفائت، لكن المكتب أفاده بأن رحلات الخميس والجمعة والسبت كلها محجوزة. كان عليه الانتظار ل3 أيام إضافية إذا لم يفكر بالبحث عن وسيلة نقل أخرى، وهو ما فعله الزميل سفيان جبران الذي اضطر للسفر إلى صنعاء جوا بعد انتظار استمر ليومين.
حافلات النقل العام في المدينة تم استيعاب بعضها في نقل المشجعين من الأحياء السكنية والفنادق والمدارس والأندية إلى الملاعب التي تقام فيها مباريات البطولة، وفي أوقات المباريات يلاحظ نقص حركة النقل العام لتزداد في المقابل حركة سيارات الأجرة التي زاد عليها الطلب من قبل الوافدين، وساهم في رفع دخولهم اليومية، هكذا قال لـ"النداء" عبدالله (30 سنة)، بينما يشكو زميله أحمد من كثرة سيارات الأجرة القادمة من خارج المحافظة، ويقول إنه وزملاءه من سائقي الأجرة لم يتسنَّ لهم الاستفادة من الحركة المواكبة لخليجي 20 بسبب كثرة السيارات التي وفدت إلى المدينة.
في حين شكا سائق آخر يقتني سيارة أجرة بموديل قديم، من كون الوافدين إلى عدن جاؤوا بسياراتهم، ونادرا ما يحتاجون لسيارة أجرة، وفي حال دعتهم الضرورة لذلك فإنهم يبحثون عن السيارات الجديدة لتبقى السيارات القديمة خارج الاحتياج، حتى مع احتضان المدينة لخليجي 20.
تأجير السيارات.. طلب خليجي متزايد
بالنسبة لتأجير السيارات في عدن يقول مازن الحكيمي مدير فرع شركة هرتز العالمية لتأجير السيارات، إن الحركة هذه الفترة ممتازة، وقد زاد الطلب في فرع عدن بنسبة تتجاوز 85%، وجميع الطلبات من الأشقاء الخليجيين، وأوضح أن أكثر الطلبات على السيارات جاءت من قناة أبوظبي الرياضية والبعثتين السعودية والإماراتية، بالإضافة لكاك بنك.
وقال لـ"النداء" إن أسعار التأجير لم ترتفع وظلت كما هي في باقي الأيام، لأن الأسعار لدى الشركة في الأعياد والمناسبات تبقى ثابتة حسب قوله.
فرع الشركة في هذه الفترة أجر ما يزيد عن 70 سيارة، وبالتالي تم تشغيل نفس العدد من الشباب العاطلين عن العمل في محافظة عدن، بحسب مدير الفرع الذي قال إن شركتهم هي أول وأكبر شركة لتأجير السيارات في اليمن، حيث تمتلك في اليمن حوالي 600 سيارة، بينما تمتلك الشركة الأم ما يزيد عن مليون سيارة، مؤكدا أن الشركة لديها تأمين شامل وأسطول حديث جدا، كما أن جميع الموظفين يمتازون بكفاءة عالية.
القات.. ارتفاع جنوني وخليجيون يقصدون أسواقه
مبلغ 1000 ريال لم يعد كافيا لشراء تخزينة قات بالنسبة للشاب وهبي الذي كان يتمكن من شراء حزمة قات مناسبة في الفترة الماضية بمبلغ لا يتجاوز 500 ريال، ومثله كثيرون موالعة صدمتهم الأسعار الباهظة للقات في عدن هذه الأيام.
أسواق القات التي يرتادها غالبية المواطنين في عدن سواء المقيمين أو الوافدين، تشهد هذه الفترة ارتفاعا يوصف لدى بعض مستهلكي شجرة القات بالجنوني، لأنه تجاوز الحدود التي لم يكن يصلها لولا فعاليات خليجي 20. ومع أن القات في هذا الموسم من كل عام يرتفع سعره نظرا لتناقص الكميات التي ترفد أسواق عدن من مناطق الضالع وتعز وإب والبيضاء، إلا أن تزامن إقامة بطولة خليجي 20 مع هذا الموسم زاد من ارتفاع الأسعار، خصوصا وأن بعض القادمين من دول الخليج يتناولون القات، وقد تضاعف السعر أكثر من 100% لدى الغالبية.
 
إقصاءالكوادر العدنية..
ملمح بارز في خليجي 20
مقابل الإقصاء الذي طال معظم الصحف والصحفيين في عدن، سيما أولئك المتخصصين في الشأن الرياضي، فإن كشوفات اللجنة الإعلامية وبطائقها (وملحقاتها) شملت أشخاصا ما من شيء يربطهم بالإعلام أو الرياضة.
ثمة أشخاص وفدوا باسم صحف غير معروفة ونشرات ومطويات ورقية أو منتديات إليكترونية، ويقول البعض إنهم شاهدوا في تلك القوائم والملتقيات التي تعقد بين حين وآخر عناصر من الجيش والأمن وبعض أفراد الحراسة وموظفين لدى عدد من الجهات المختلفة، منحت لهم بطائق اللجنة الإعلامية ولجان أخرى، وعندما سئل أحدهم عن الصحيفة التي يعمل لها قال إن اسمها صحيفة "الشجرة"، فيما تندر عليهم البعض ساخرا بقوله: في المركز الإعلامي يوجد لديهم صحف كثيرة، منها صحيفة الشجرة وصحيفة "الورقة"، وعلق آخر قائلا: باقي صحيفة "الكدم"!
المثير للاستغراب أن تلك المسماة صحفا ومواقع إخبارية لم تكتفِ بإرسال موفد واحد أو اثنين، بل أوفدت أشخاصا يفوق عددهم طواقم كاملة لصحف ومواقع فاعلة، وكان الأولى بها الاكتفاء بمراسليها في عدن، هذا على افتراض أنها صحف ولديها مراسلون، لكنهم في ما يبدو حريصون أشد الحرص على متابعة مخصصات خليجي 20.
ومن تابعوا الملتقى الإعلامي الذي انعقد قبل البطولة وقفوا على الجزء الأهم في مسلسل الإقصاء، ولاحظوا الشواهد وأدلة الإثبات التي تثبت فداحة الجرم المرتكب بحق الإعلام والإعلاميين والرياضة والرياضيين.
وإن كان استبعاد الكوادر المؤهلة من ذوي الخبرة والكفاءة مقابل ممارسات السطو التي ينتهجها "حمران العيون"، أمرا شبه مألوف من كثرة الإقدام عليه، فإن خليجي 20 منذ بدء الإعدادات الأولية لاستقباله، كشف تلك الممارسات وعرى مرتكبيها على الرغم من محاولاتهم البائسة مواراة سوءاتهم بأوراق توت سرعان ما تساقطت تاركة إياهم تحت شمس الحقيقة مجردين من الأصباغ والزينة.
مسؤول كبير في وزارة الشباب والرياضة كان في طليعة من يفترض بهم إدارة مثل هذه الفعالية لكفاءته وخبرته الطويلة في هذا المجال لأكثر من 20 عاما، لكنه وجد نفسه خارج دائرة الفعل، مثله في ذلك كثيرون من زملائه المحسوبين على المناطق المستبعدة، قال بمرارة: نحن هزمنا في 94 وعلينا تقبل كل ما يجري من إقصاء وتهميش.
الشيخ جميل ثابت -رئيس مجلس التضامن الوطني وأحد الوجاهات الاجتماعية بعدن، قال في رسالة وجهها لوزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة: يحز في النفس أن ترى هذا التجاهل المريب والتحدث باسم الوحدة وتوزيع صكوك الوطنية على مقاسات تم تفصيلها من قبل جهات لا تفقه بالوطنية شيئا ولا بكرة القدم.
ويأتي هذا التجاهل لكثيرين غير جميل ثابت الذي يعد بشهادة مواطنين من أبرز الشخصيات الداعمة للرياضة في عدن واليمن بشكل عام، ويقول إنه قضى جل عمره في خدمة الرياضة، وقدم كل ما يملك من أجل الرقي بسمعة الكرة العدنية واليمنية، فماذا عن الباقين الذين استبعدتهم القوائم المشؤومة التي اتسعت للمتردية والنطيحة؟!
**********
صور من خليجي 20
نادرة عبدالقدوس
الصورة الأولى:
• دورة خليجي 20 لكرة القدم التي كثر الجدل حولها بين أن تنجح اليمن في تنظيمها على أرضها أو أن تفشل، كان النجاح حليفها. ورغم المخاوف الأمنية التي تسربت إلى نفوس أشقائنا الخليجيين، وكان عدد من الإعلاميين أبرز هؤلاء المتخوفين، وهم معذورون لأنهم فتحوا آذانهم لجهات لا تريد لعدن الحياة وتعمل جاهدة لتشويه الصورة الحضارية لها ولأبنائها الطيبين، إلا أن الدورة الخليجية العشرينية حدثت ولبست عدن أحلى حللها وخرج أبناؤها يغنون ويرقصون ابتهاجاً بهذا الحدث العظيم الأول في تاريخ مدينتهم وبلادهم عموماً، رغم السياج الأمني الحديدي الذي طوقها وحرم الكثيرين من أبنائها من المشاركة بنفس مطمئنة، فمن نجح في الوصول إلى ملعب 22 مايو الذي شهد حفل الافتتاح، ذهب من الصباح الباكر وروحه على كفه وكأنما هو ذاهب إلى ميدان القتال، أهال ودعوا أبناءهم وبناتهم الذين أصروا على الذهاب إلى الملعب وكأنهم لن يروهم مرة أخرى، هكذا كانت مشاعر الأهالي بعدن، لأن الطوق الأمني المهيب لم يكن له داعٍ وغير مبرر، فعدن لا تعرف العنف، ويدها دائماً وأبداً ممتدة للسلام، ومن شيمة أبنائها الكرم وحسن الضيافة وإيواء الغريب وجعله صاحب البيت.
الصورة الثانية:
• لكم آلمنا ما شاهدناه من عرض افتتاحي ضعيف، ذلك أنه لم يكن بمستوى الحدث العظيم الذي انتظرناه طويلاً، وجاء الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا هذا العرس اليماني في عدن؛ المدينة التي ظُلمت جوراً وبهتاناً بأنها تؤوي إرهابيين، وهي من هذا براء. شعرنا بخيبة أمل كبيرة ونحن نشاهد أطفالاً وشباباً من الجنسين يتمايلون على أنغام خليجية أكثر منها يمنية، في لوحات لا تمثل عراقة الشعب اليمني ولا تقاليده، فهل أضحى الرقص، فقط، يعبر عن تقاليدنا أو عن هويتنا؟! لقد عكست اللوحات، الخاوية من مضمون الحدث، جهل المخرج بخصوصية العروض الفنية في مثل هذه المناسبات. فمثل هكذا عروض بحاجة إلى مصمم عروض فنية متخصص، ولدينا الكثير منهم لهم تجارب عدة وخبرات طويلة تصل إلى أكثر من 4 عقود، لماذا لم تتم الاستفادة منهم، وهم الذين شاركوا في تقديم اللوحات الكرنفالية الفنية المعبرة في سنوات منصرمة؟
إن مثل هذه العروض لا تحتاج إلى مخرج دراما تليفزيونية أو مسرحية، بل إلى فنان متخصص، وكما يقول المثل الشعبي "أعطِ الخبز لخبازه"، إلا أن هناك الكثير من الذين يقولون عنهم في بلادنا "سارقي مهرة".. وكانت النتيجة الفشل الذريع في نقل الصورة الحقيقية للتاريخ العريق لهذا البلد الذي تنحدر منه الشعوب العربية كافة. لم يستفد المخرج من تقنية العصر المتطورة في تصميم وإخراج اللوحات الفنية، التي تتم الاستفادة منها من قبل شعوب أقل منا تقدماً صناعياً وأفقر منا مادياً (رغم ما صرف من مبالغ طائلة على هذا العرض الافتتاحي البائس كما علمنا). ولنعد إلى أذهانكم العرض الافتتاحي والختامي لمونديال كأس العالم في جوهانسبرغ العام الجاري، وهو البلد الذي ينخره الفقر والعوز والصراعات الدموية، فضلاً عن تصميمه لملعب خاص مأخوذ شكله من عمق التراث الشعبي الأفريقي.
وقد ظهر جلياً أن العرض الفني للأسف لم يرضَ عنه الرئيس ذاته، إذ توقف فجأة قبل الانتهاء بساعة بوقوف الرئيس علي عبدالله صالح مغادراً المقصورة مع كبار ضيوفه، وكان قبله يكرر النظر في ساعة يده... فلو كان هناك مبدأ الثواب والعقاب لكل من يخون أمانة المسؤولية التي يتحملها على عاتقه، ولو وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، لكانت الدنيا بخير.. لكن..
الصورة الثالثة:
• المنتخب الرياضي اليمني، للأسف، لم يقدم مباراة جيدة، وكان مستواه هزيلاً لا يختلف عن هزالة اللوحات التي تحدثنا عنها سلفاً، ولعله أصيب بالغرور بعد فوزه بعدد من المباريات التمهيدية التي لعبها مع عدد من الفرق الأفريقية المتواضعة قبل دورة الخليج العشرينية. خذل المنتخب عشرات الآلاف من الجماهير اليمنية التي جاءت مشجعة له والملايين من الشعب اليمني التي تسمرت أمام شاشات التلفاز. قال المعلق الرياضي الخليجي عن اللاعب اليمني النونو إنه "أسطورة" الكرة اليمنية، كما تناهى إلى مسامعه هنا في اليمن، وقال مؤكداً: "فلنر ماذا ستقدم هذه الأسطورة".. ولكن لا أسطورة ولا حاجة، بل شخصيات مغرورة لا تعي أهمية الحدث وأهمية الجماهير التي تجشمت العناء من أجله.
يا للخزي.. أشعرتمونا بالخجل من أنفسنا.. الله يسامحكم.. فقد كان الاستعداد الأمني أكثر جاهزية من الاستعداد والتحضير للحدث الخليجي الكبير.. انظروا ماذا تحضّر البصرة في العراق لخليجي 21 القادم.. سترون العجب، وكذلك ما تعدّه دولة قطر لكأس العالم لعام 2022.. آآآه يا بلد!
nadaabd

***********************
سوق الزينة شهد ارتفاعاً خيالياً فازدادت الأسعار من 3 آلاف إلى 20 ألف ريال تقريباً لزينة السيارة
خدود الجمهور تلونت ورؤوسهم تقبعت بباروكات صينيّة
عدن - صقر أبو حسن:
تلونت خدود الجميلات ووجوه الشباب وشعورهم وسيارات الطائشين وملابسهم بأعلام وشعارات الفرق التي يشجعونها. وامتلأت أفواه عدد آخر بالمزامير والصفارات المحفزة للفرق المشاركة في خليجي 20. وقد ارتص عشرات من الباعة لتلك المنتجات الصينية الحافلة بألوان فرائحية احتفائية.
بدا الملعب ككرنفال عظيم. ولوّح الجماهير بأعلام البلدان المشاركة في البطولة وصرخوا بأصواتهم وبمزامير أو صفارات صينية للتشجيع. كان حضور الفتيات لافتاً ومبهراً ومعهن برزت شعارات ووشاحات وطاقيات ورسمات تشجيعية. وأصبحت الزينة والتلوين إحدى السمات والمظاهر البارزة.
أنعش خليجي 20 سوق الزينة في مدينتي عدن وأبين، كما لم ينعشها حدث آخر من قبل، فلم يقتصر الدور فيهما على استضافة بطولة كأس الخليج العربي في نسختها ال20، واستقبال الوافدين من الأشقاء الخليجيين المؤازرين لمنتخباتهم فقط، بل أوجدت البطولة صورة جديدة لكسب الرزق لعدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل، كما أنها سهلت الفرصة للإبداع أيضا.
ومنذ أسبوع قبل انطلاق البطولة انتشرت الأعلام وأبواق التشجيع في جولات المدن اليمنية ومحال بيع الهدايا ولعب الأطفال، كما شهدت محال تزيين السيارات إقبالاً منقطع النظير رافقه ارتفاع أسعار طلاء السيارات بشعارات وأعلام وألوان الفرق المشاركة. وقال مصطفى أحمد وهو صاحب محال لبيع الهدايا في مدينة عدن، إن محله يشهد إقبالاً كبيراً من الشباب والأطفال والنساء لشراء الأعلام المختلفة والأبواق وأدوات التصفير والشعر المستعار ذي الألوان المختلفة. مشيراً إلى أنه يبع للكثير من الزبائن اليمنيين والخليجيين، وأن دخله تحسن كثيراً مقارنه بالأيام العادية. ذات الأمر الذي قال عنه صاحب محل تزيين سيارات في حي الشيخ عثمان –أحد إحياء مدينة عدن- إنه جعله يعمل طوال الوقت لعمل طلاء للسيارات تحمل ألوان وأعلام وشعار البطولة، وقال لـ"النداء": أغلب ما يحبه الزبائن شعار البطولة، وبعضهم يريد طلاء سيارته بألوان علم بلده أو البلد الذي يشجعه، وأحيانا يريدون أشياء مبتكرة مثل عمل تموج يشبه لون البحر، أو دمج عدة أعلام أو رسومات أو عبارات ترحيب وأخرى تؤازر أحد المنتخبات المشاركة، فأصنع ما يريدونه بمبالغ تتفاوت بين 5 آلاف و10 آلاف ريال يمني، بما يعادل 50 دولاراً أمريكياً. ونشتغل العمل الذي نعمله في الأيام السابقة للاحتفال بألفين - 3 آلاف ب10 آلاف إلى 20 ألفاً. منوهاً إلى أن السعر يتفاوت بحسب نوع الطلاء وعدد الألوان فيه، ومؤكداً أن محال أخرى تأخذ أضعاف ما يأخذه هو في محله.
وتملأ السيارات المصبوغة بالطلاء الملون والرسومات وعبارات الترحيب، شوارع اليمن، ليظل الأخضر السعودي هو المنافس الأقوى للعلم اليمني، فالمنتخب السعودي يحظى بتشجيع من الجماهير اليمنية بشكل كبير، وبات رفع العلم السعودي جوار اليمني في مباريات البطولة أمراً معتاداً من المشجعين داخل الملعب وخارجه.
خالد هياش وهو شاب كان يبيع الأعلام والأبواق والشعر المستعار أمام ملعب 22 مايو في مدينة عدن، إن "خليجي 20" وفر له فرصة عمل تدر له دخلاً مناسباً، فهو يبيع بمبلغ يقارب 10 آلاف في كل مباراة، لكن خروج اليمن من البطولة قلل من الكمية التي كان يبيعها للجمهور. وقال إنه يجلب بضاعته من عدد من تجار الجملة في المدينة، وأن تلك البضاعة يتم استيرادها من الصين.
وقال شاب كان يقف إلى جوار خالد، إنه هو الآخر وجد في هذه المناسبة فرصة لكسب الرزق ببيع أعلام الدول المشاركة وصور بعض اللاعبين الخليجيين، وأضاف أن أغلب من يشتري منه هم "الشباب والمراهقون، وعدد قليل من الفتيات".
وتعج مدينة عدن -كبرى مدن المحافظات الجنوبية- بالوافدين اليمنيين من المناطق الأخرى أو من دول الخليج، وهو ما بدا واضحاً بشكل لافت، حيث انعكس ذلك على القوة الشرائية في المدينة، فقد توقع رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بعدن محمد عمر بامشموس، أن تصل العائدات المالية الناتجة عن استضافة بلاده لبطولة خليجي 20 إلى أكثر من 500 مليون دولار. متحدثاً عن حركة وصفها بـ"النشطة"، وقال إن الأسواق اليمنية شهدت حركة تجارية نشطة منذ بداية انطلاق البطولة في جوانب الاستهلاك المحلي وحركة المواصلات والاتصالات والسياحة والفنادق والمطاعم وغيرها من الخدمات.
*****************
التورط في رياضة لا تلايق بأحلامنا
وليد البكس
عندما يتعلق الأمر برياضة هذا البلد؛ ندرك على الدوام أننا في الضفة المقابلة للفرح. في خليجي 20 كنا ضحية الأغبياء مرتين. وفي المرة الثالثة أيضا لم يخطئنا عجزهم "البلد المضيف خارج حسابات التأهلـ" قالها مقدم البرنامج في قناة دبي الرياضية بعد فوز قطر على اليمن.
كيمنيين فقدنا لذة خليجي 20 بعد أن أصبحت فائضا في كل شيء، ومن لم يصدق عليه أن يذهب إلى عدن؛ نضج حزننا منذ اليوم الأول؛ إحساسنا بالحضور إليها لم يكن أكثر من مجرد مشاركة في مأتم. ورطة خلف وزارة ومنتخب لا يلايق بأحلامنا. في حفل الافتتاح اندفع المشاركون إلى الملعب على طريقة مسلسل "افتح يا سمسم"؛ تزاحموا فوق الخرقة البيضاء فرشوها مسبقا؛ وما لبثوا أن ضجوا وولولوا على طريقتهم الغريبة. وتقافز الأطفال والشباب في محاولة لالتقاط صورة، مجددا عاودوا التجمع؛ رصوا أنفسهم على شكل هرم اعتلاه طفل؛ شبع خوف السقوط مرارا وهو يرفع يديه، ومجددا يدور سؤالان متتاليان لم ندرك لماذا؟ أو ما هو مضمون الرسالة التي يريدون توصيلها من خلال هذه الحفلة التنكرية؟ في حقيقة الأمر لم نكن نجهل ما يجري في حفل الافتتاح الغريب. ودخل الجمل حاملا شعار البطولة، يقوده رجل يرتدي ثوبا أبيض. شق الجمل بصحبة الرجل طريقهما وسط المحتفلين، وفي مسافة لا بأس بها غابا عن المشهد.

ليس على الدوام تكون الأشياء الغريبة محببة للناس. من نوع فكرة مشاركة الجمل في تدشين بطولة خليجي 20، وهي في الأساس بطولة كرة قدم لا بطولة سباق الهجن؛ ومحاكاة الحاضر عبر الماضي يتطلب العمل المثالي والمقنع دوما.
واصلنا المشاهدة. حاولنا التمتع باللوحة الثقافية الرياضية الاقتصادية السياحية الإعلامية التي تشد من أزر السلطة وتحط دسائس المعارضة. شنقت الحراك الجنوبي وشتتت تنظيم القاعدة. وما نزال نتسمر أمام شاشة التلفزة؛ لكأننا أقل ارتهانا للشك أمام التلفزيون من غيرنا في مدرجات ملعب 22 مايو عدن. حيث يتعلق الأمر بإخفاقات اللحظة الأولى. في التدشين العجيب للبطولة، وأيضا تلقي تلك الهزيمة الثقيلة 0/4. النقد في حالة الرياضة بالضرورة مساجنا الروحي وما نعشق. لا النيل أو التعريض بأحد.
غادر صديق لي مدرجات الملعب، كان يجلس ضمن منصة الشرف الرئيسية بصحبة كبار الضيوف، وعندما التقينا سألنا بتلقائية لا تخلو من الغرابة: "أيش هاذيك الخرق الصفراء والبيضاء والزرقاء والسوداء التي كانوا يتشاطروها وسط الحفل؟"، وأضاف: والله حفل افتتاح عجيب! أنهى كلامه منزعجا من رأينا في الفوضى التي خلفها الحفل.
استمرارنا نحن للمشاهدة، تورط؛ يأتي من باب ترقب الأفضل. ومواصلتهم للعرض تصدير التلوث البصري لا أكثر. شكلوا حلقات متعددة، انفرطت بعد لحظات لتبقى غير مرتبة، في غمرة كل هذا، نساء بدينات مخصرات الوسط منكوشات الملابس والأغطية؛ يتحركن بثقل واضح في مواجهة الشاشة؛ هل كان الأمر يتعلق بتمرينات للرقص والدبش الشعبي المباشر؟ ربما. إبداء الرأي هنا لا يعد انتقاصا من حق المشاركات؛ فالإشفاق أحيانا يعتمل في الصدر قبل التخلص منه بالكلام أو الكتابة، وحتى أحيانا بالبكاء على هكذا حالة.
بمجمله العمل يمتاز بالنط والقفز للرجال والنساء والأطفال في لحظة واحدة، وبصحبة أصوات على ما يبدو كانت لآلات موسيقية لا يستطيع السامع تمييزها، كما يقال إنه لحن للفنان الدكتور عبدالرب إدريس، وضجيج الصدى لا نعرف من يمدح ومن يذم. أجابونا بأنها كلمات من قصائد عباس الديلمي. زد على ذلك تحمل فحيح وحفيف الوزير حمود عباد يقارع العلاقمة والأعداء فقط على وفرة مخيلته. وعلى كل ما سبق لن نستغرب لو حصد هؤلاء المنظمون، وعلى رأسهم مخرج اللوحة صفوت الغشم، أعلى جائزة للشباب في البلد مثل جائزة رئيس الجمهورية. لطالما يجري التقييم عبر وزارة الشباب والرياضة، وهي المعني الرئيسي بحالة إبداعات الشيوخ والشباب خاصة في المجال الرياضي.
في إطار المشهد يصفق الرئيس الجيبوتي عمر جيلة بحرارة في منصة الشرف، ويكتفي الرئيس علي عبدالله صالح بالنظر إلى ساعته. المواقف المحرجة تشعر الإنسان أنه في ورطة، ومن الطبيعي أن تركض أمنياته بعقارب الساعة إلى ما لا نهاية.
حينما اختاروا مدينة الفل والبخور عدن لإقامة البطولة تفاءلنا. لاحظنا لمسة حقيقية في الملاعب والشوارع، وقبلها في عيون الناس، فتبسمنا. لكن تقلب الأحداث لا يستدعي السكوت. جاء موعد تدشين البطولة بمثابة وضع الملح على الجراح؛ وطفت مكامن 4 وزارات في ساعة زمن على المباشر للقناة الناقلة للحدث. فمن وزارة الثقافة ووزارة الإعلام مرورا بوزارة السياحة وانتهاء بوزارة الشباب والرياضة، شاركت الجميع بالحدث. سرادق العزاء سموها أوبريت "الملكة بلقيس"، و4 ضربات في شباك منتخبنا المضيف في أرضه وبين جمهوره، يكتفون كالعادة بوصفها "هزيمة مشرفة"، ويزيدون هذه طبيعة كرة القدم يوم مهزوم ويوم منتصر. لكأن هذا المنتخب ومن سبقوه اعتادوا على حصد الألقاب؛ لا الخيبات. ضربتان وثلاث و.. وعلى الرأس توجع؛ ليس تشفيا بما آلت إليه الأمور هناك، لكن فضائح الرياضة تجاوزت مداها، والأسانيد التبريرية ترتكز على موروث وزارة الرياضة وزارة المشائخ ومقومات الماء والمرعى فقط، وليس العمل من أجل الإبداع. وهنا سأدع لكم ما يمكن الأخذ به والتفسير في تصريح لوزير الشباب والرياضة قبل مباراة اليمن/قطر بيوم واحد: "نحن جلسنا معهم وقلنا لهم يجب أن تكونوا أبطالـ" حمود عباد في تصريح للفضائية اليمنية نشرة التاسعة مساء 24/11/2010.
إن فريق كرة القدم الأول في أي بلد يقدم على أنه المنتخب الوطني؛ قدسيته لا تقل عن مرتبة النشيد والعلم الوطني. وماذا يعني أن تفيض الصورة السلبية في أوراق الصحف ويرشح آلاف اليمنيين خجلا عبر الشاشات، منتخباً لم يفعل حتى ما من شأنه الإبقاء على ماء الوجه لديهم قبل الآخرين. إن من حكموا على هذه الجماهير أن تختنق بالمرارة هم أنفسهم من أفسدوا علينا هذا الهدوء الداجن، وهذا التّطامُن الذي كان يكفينا شرّ التشويه وشرّ الهزائم وكل شرور الأغبياء من مسؤولين ولجان تنظيمية ووزارات لا ثقافية لا سياحية ولا رياضية.
[email protected]
 
*********************
بناء المنتخبات كبناء المجتمعات
فتحي أبو النصر
نعيش على الخديعة، لم نبنِ الإنسان بعد.
التعاسة هويتنا كشعب، ونتقاعس عن أن نكون شعباً محترماً كما ينبغي. كل قيمنا وهممنا الجميلة تدهورت، وكأنما صرنا نتلذذ بأن نكون بلا كرامة ولا خير.
نعيش بلا سعادة للأسف، ولا ضمير لعصبة الحكم غير الفساد والقهر والاستغفال.
إن بناء المنتخبات يا هؤلاء، كبناء المجتمعات تماماً..!
****************
 
الجماهير اليمنية تطالب باستقالة وزير الرياضة ومسؤولي اتحاد الكرة!
شفيع العبد
أصيبت الجماهير اليمنية بخيبة أمل كبيرة بعد خروج المنتخب اليمني من الدور الأول لبطولة "خليجي 20" في كرة القدم، بعد تلقيه خسارته الثانية على التوالي، وكانت أمام نظيره القطري 1/2، ولم تتردد بطلب استقالة وزير الشباب والرياضة واتحاد الكرة.
حضر المباراة نحو 23 ألف متفرج على ملعب نادي الوحدة في أبين، الخميس الماضي، لكنهم عبروا عن غضبهم وبدأوا بالخروج من الملعب قبل نهايتها "وطالبوا وزير الشباب والرياضة ومسؤولي اتحاد كرة القدم بتقديم استقالاتهم على أقل تقدير".
وكان منتخب اليمن لقي خسارة ثقيلة أمام نظيره السعودي الاثنين الماضي، في افتتاح البطولة، برباعية نظيفة، وخرج الجمهور اليمني بعد المباراة غاضبا أيضا من الخسارة ومن أداء المنتخب غير المقنع.
غير أن الجماهير التي توافدت من كل المدن اليمنية الخميس، علقت آمالا بالفوز على قطر، لكن النتيجة شكلت ضربة ثانية مؤسفة ومحزنة بالنسبة للجمهور الذي غادر مدرجات الملعب مرددا شعارات غاضبة وصيحات استهجان ضد كل من رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي والمدرب الكرواتي ستريشكو يوريسيتش.
وكان قائد المنتخب اليمني علي النونو وعد الجماهير اليمنية بتقديم مستوى أفضل أمام قطر والكويت وتحقيق نتائج ترضي الجماهير.
وقال المشجع اليمني أحمد عوض لفرانس برس "لم يعد أمامنا إلا نزع ثقتنا بأننا نمتلك منتخبا مؤهلا لينافس منتخبات الخليج، فقد تبين حجم منتخبنا بعد هزيمتين متتاليتين"، متسائلا عن "مصير التصريحات النارية التي كان يطلقها مسؤولو الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة".
وأضاف "غادرت الملعب حاملا معي خيبة أمل، وقاطعا على نفسي عهدا ألا أعود للتشجيع إلا في المباريات المحلية".
مشجع آخر يدعى عمار عبدالله علي قدم من محافظة تعز منذ انطلاق البطولة لمؤازرة منتخب بلاده، غير أنه غادر محافظة أبين الخميس وملامح الحزن والإحباط تبدو بارزة على محياه، وأوضح "أنا كواحد من المشجعين الذين علقوا آمالا على تحقيق المنتخب نتيجة متميزة بعد خسارته امام السعودية، لكننا نتلقى المفاجآت المخزية".
وأضاف "ماذا ينقص منتخبنا، فقد تهيأت له كل الإمكانيات المادية لتحقيق فوز في هذه البطولة التي نستضيفها وتجاوز النقطة التي كان يحصدها في الدورات السابقة".
وفي هذا الصدد، أرجع أحمد غيلان أحد المهتمين بالشأن الرياضي، النتائج التي حصدها المنتخب خلال المباراتين "الى سوء الإعداد وارتجالية التخطيط وغياب التكتيك الفني وضعف اللياقة البدنية لدى اللاعبين"، مشيرا الى "بعض اللمحات الاستثنائية من مهارات ولمسات لكنها فردية".
واتهم "وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم بخدع الجماهير والإعلاميين والقيادة السياسية من خلال إطلاق التصريحات عن جهوزية المنتخب، وقوته فضلا عن التطمينات التي سرعان ما تبخرت لتكشف حقيقة خداعهم".
وأضاف "من حق الجماهير التي احتشدت من عموم الوطن المطالبة بإقالة ومحاسبة المسؤولين في وزارة الشباب والاتحاد ومساءلتهم ومحاكمتهم على الأموال التي أهدرت على هذا المنتخبـ".
ورصدت الحكومة اليمنية لمرحلة إعداد المنتخب 12 مليون دولار منذ أن تعاقد مع المدرب الكرواتي ستريشكو بمبلغ 1.2 مليون يورو راتبا سنويا، وهو ما لم يحظ به أي منتخب يمني سابق من حيث التهيئة وطول مرحلة الإعداد التي بدأها قبل نحو عام و3 أشهر، خاض خلالها المنتخب العديد من المباريات الودية الدولية.
لعب المنتخب اليمني 4 مباريات قبل انطلاق البطولة بأسابيع، فاز في اثنتين وتعادل في مثلهما أمام منتخبات لها حضورها الكروي، وقدم أمامها أداء جيدا ما ولد انطباعا عاما عند الجماهير اليمنية بأن المنتخب هذه المرة لن يكون محطة عبور للمنتخبات الخليجية كما حدث في الدورات الأربع السابقة.
وعزز هذا التفاؤل حملة إعلامية كبيرة قدمت اليمن كأبرز مرشح للقب بناء على نتائج المباريات الودية مع منتخبات "وهمية" بحسب وصف مصطفى راوح أحد المشجعين، الذي قال أيضا "إن اللاعبين خذلونا والاتحاد أوهمنا بأننا فزنا على السنغال وتعادلنا مع أوغندا وكوريا، وفي الحقيقة أن منتخبنا لعب أمام فرق رديفة وليست أساسية"، مضيفا "الاعتذار للجماهير حاليا غير كافٍ، بل نريد حسابا وعقابا".
المدرب الكوراتي ستريشكو اعتذر من الجمهور اليمني على النتيجة التي آلت إليها مباراة قطر. وقال: "لم أكن أتوقع هذه النتيجة خاصة بعد أن قدم المنتخب بداية قوية في المباراة بتسجيله هدف السبق الأول وسيطرته على مجريات اللعبـ".
وعن مستقبله مع المنتخب قال: "لا أعلم حاليا ما هي توجهات الاتحاد اليمني، ولكني سأبذل كل ما في وسعي لتقديم الإضافة المطلوبة، ولكن هذه هي كرة قدم ويجب أن نرضى بحكمها".
كما أطاحت بالمنتخب اليمني:
خليجي 20 تطيح بوزراء الشباب والثقافة والإعلام
غادر منتخب اليمن دورة خليجي 20 وهو مستضيف الدورة، خالي الوفاض، وعجز أن يسجل فوزه الأول في دورات كأس الخليج حتى الآن، إذ حقق 3 تعادلات وخسر في جميع المباريات الأخرى. لم يستفد المنتخب اليمني من عاملي الأرض والجمهور، كما أنه قد عجز عن استعادة "نقطته" التي فقدها في دورة خليجي 19 بمسقط، وهي النقطة التي اعتاد الحصول عليها في مشاركاته السابقة.
وكان منتخب اليمن انضم إلى البطولة في النسخة ال16 في الكويت عام 2003، حين كانت تقام من مرحلة واحدة، وحل في المركز الأخير، ثم خاض دورات "خليجي 17" في قطر عام 2004 و"خليجي 18" في الإمارات عام 2007 و"خليجي 19" في عمان عام 2009، وخرج في النسخات الثلاث من الدور الأول إذ كانت توزع المنتخبات على مجموعتين بعد انضمام العراق.
عديدة هي المرات التي يشكو فيها أصحاب الحقوق من ضياع حقوقهم والعبث بها ممن أوكلت إليهم مسؤولية أداء هذه الحقوق. تلك باتت ظاهرة يمنية بامتياز تفشت بشكل ملحوظ في مختلف الميادين، على أن الشباب والرياضيين باتوا أكثر عرضة للتلاعب بحقوقهم وهدرها جهاراً نهاراً في ظل تغييب رسمي لمبدأ الثواب والعقاب.
أحياناً يتطلب الأمر تدخلات "فوقية" لإعادة الحقوق لأصحابها، بينما حقوق كثيرة ما زالت في خانة "الضياع" وستلحق بها حقوق كثيرة.
دورة خليجي 20 التي وصلت تكلفتها إلى 120 مليار ريال بحسب ما هو معلن، حصل فيها شيء من هذا!
المشاركون في اللوحة الثقافية للبطولة البالغة تكلفتها أكثر من 400 مليون ريال، وعددهم 1500 راقص وراقصة من محافظتي عدن وأبين، بالإضافة إلى 3000 طالب وطالبة كشفوا عن حالة من الانضباط الميداني والالتزام بالمواعيد أثناء البروفات التي تسابق على زيارتهم أثناءها عدد غير قليل من المسؤولين على رأسهم وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي، ووزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة لخليجي 20 حمود محمد عباد، والدكتور عدنان الجفري محافظ عدن.
وبرغم هذا الانضباط إلا أن المشاركين اضطروا للاعتصام أمام ديوان محافظة عدن في اليوم التالي لحفل افتتاح البطولة للمطالبة بمستحقاتهم المالية، قبل أن تفرقهم قوات الأمن مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.
الاعتصام وضع المسؤولين عن البطولة في "ورطة" أمام الضيوف قبل أن تتدخل جهات عليا بالتوجيه بصرف المستحقات.
يذكر أن اللوحة تم إنفاقها من أجل تجسيد الحلم اليمني المتمثل في انضمامه إلى دول مجلس التعاون.
الى ذلك، عبرت عدد من الأوساط الإعلامية والثقافية عن استيائها الشديد واستغرابها من الصورة الباهتة التي ظهرت بها اللوحة الثقافية، ومن ذلك ما تطرقت اليه الصحيفة الرسمية الاولى في اليمن "الثورة" حيث وصفت ما حدث بـ"النقطة السوداء والسيئة" متهمة وزارتي الثقافة والإعلام بسوء الإدارة. متسائلة بهذا الشأن: "ويبدو أن هناك مناعة لدى القيادات الكلاسيكية للوزارتين تحول دون استفادتهم من الجديد ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال، وتمنعهم من استقطاب الدماء الجديدة.. واستمرارهم في الاعتماد على كوادر أكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد تتمتع بأية كفاءة أو قدرة على الإبداع".
مراقبون اعتبروا لقطة صحيفة "الثورة" المعنونة بـ"قصور وفشلـ" بمثابة مؤشر على تغيير وزاري جديد سيطيح بوزيري الثقافة والإعلام.
من جهة أخرى، عبر عدد من مثقفي محافظة عدن وفنانيها عن استيائهم من حالة الإهمال والتجاهل التي تعرضوا لها أثناء فعاليات خليجي 20، والتي كانوا يعتبرونها بمثابة فرصة لإعادة الاعتبار إليهم والاستفادة من خبراتهم، واستشهدوا بفناني اللوحة الثقافية الاستعراضية لحفل الافتتاح والتي لم يشرك فيها أحد من القامات الغنائية والفنية لعدن أمثال محمد مرشد ناجي ومحمد محسن عطروش وأمل كعدل وعصام خليدي.

أرضية خليجي 20 غير مناسبة!
اشتكت المنتخبات المشاركة في خليجي 20 من أرضية ملعب 22 مايو، التي هي من العشب الصناعي، فقد اعتبر لاعب خط وسط منتخب البحرين لكرة القدم حسين بابا أن أرضية ملعب ستاد 22 مايو في مدينة عدن أثرت بشكل مباشر على أدائهم في مباراتهم أمام المنتخب العُماني التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وقال بابا: "على مثل هذا الملعب، لا يمكن أن تقدم المنتخبات مستويات فنية راقية، بسبب صعوبة تمرير الكرات، ما يدفعنا للعب الكرات العالية، إضافة لخشية اللاعبين من التعرض للإصابات بسبب الأرضية الصناعية".
كما اعترف فهد العنزي، لاعب منتخب الكويت، بأن فريقه واجه صعوبة في الفوز بهدف نظيف على المنتخب القطري، وذلك بسبب اللعب على أرض من العشب الصناعي.
وأضاف العنزي أن المنتخب لعب لأول مرة على ملعب من النجيلة الصناعية، لذلك فقد اكتفى بالهدف الذي تم تسجيله في مرمى المنتخب القطري ولم ينجح في مضاعفة رصيده التهديفي.
من جانبه، أكد الفرنسي برونو ميتسو مدرب منتخب قطر، على صعوبة الأرضية حيث قال: "عموماً أرضية الملعب كانت صعبة على المنتخب ولكنها سهلة على الفريق الذي يعتمد الهجمات المرتدة".
وأرجع عماد الحوسني مهاجم منتخب عمان، صيامه عن التهديف وهي الهواية التي برع فيها خلال مسيرته الرياضية داخل وخارج عمان، إلى العشب الاصطناعي لملاعب بطولة خليجي 20.
وأكد الحوسني عقب تعادل منتخب عمان سلبيا مع الإمارات: "فرض علي الصيام عن التهديف بسبب العشب الاصطناعي فهو لا يساعد اللاعب على استلام الكرة او تسليمها كما أنه يجهض عملية التخليص وتسجيل الأهداف".

عزوف "إعلامي" عن خليجي 20
عرفت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم أرقامًا قياسية منذ النسخة ال15 التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض عام 2002. وكسرت قيمة حقوق النقل التلفزيوني لخليجي 15 حاجز المليون دولار، وبدأ هذا الرقم في التصاعد تدريجيًا منذ تلك البطولة حتى وصلت ل23 مليون دولار أميركي في النسخة الماضية، إلى أن بلغت في هذه النسخة 35 مليون دولار بعد أن اشترت قناة أبوظبي الرياضية هذه الحقوق.
وعلى المستوى الإعلامي وصل عدد الإعلاميين الذين غطوا فعاليات بطولة خليجي 19 إلى 1200 إعلامي أغلبهم من داخل المنطقة الخليجية، فيما يتواجد بعض الإعلاميين العرب، وأيضًا إعلاميون أجانب سواء من آسيا أو حتى أوروبا.
ولكن خليجي 20 لم تسجل رقمًا جديدًا على مستوى الحضور الإعلامي بعد أن انخفض عدد الإعلاميين إلى أكثر من النصف، ووصل ل500 إعلامي فقط.
ويرى المدير العام لصحيفة "استاد الدوحة" القطرية أحمد سعيد المهندي أن الهاجس الأمني وتواضع التجهيزات سبّب في عزوف الإعلاميين عن السفر لمدينة عدن لتغطية فعاليات البطولة.
وأضاف: "الهاجس الأمني الكبير سبب قلقا كبيرا للإعلاميين وحتى لبقية المشاركين، ولذلك فضل العديد من أصحاب رجال الصحافة والإعلام عدم حضور البطولة لهذا السبب، وأيضًا لتواضع الإمكانات في اليمن سواء من فنادق وغيرها، لأن الخليجيين اعتادوا سابقًا على السكن في فنادق مصنفة ذات 5 نجوم، بيد أن فندق الإعلاميين في خليجي 20 مصنف على أنه 4 نجوم".
وأشار المهندي في حديثه لـ"البلاد سبورت" إلى أن القرعة التي نظمتها اليمن في أغسطس الماضي كانت متواضعة، رغم أنها أسهل ما في البطولة، موضحًا أن "هذا الشيء طبيعي لأن اليمن ليس لديها خبرة في تنظيم مثل هذه البطولات".
وعن تأثير انخفاض عدد الإعلاميين في البطولة، قال المهندي: "لا أعتقد أن البطولة ستتأثر، اليوم الفضائيات تنقل كل صغيرة وكبيرة، أيضًا عدد 1200 إعلامي في خليجي 19 كبير جدًا، والبعض من رجال الإعلام يجعل هذه الرحلة فرصة جيدة للسياحة والرفاهية، وهذا الشيء لا أعتقد أنه موجود في عدن، وحتى رقم 500 إعلامي بالنسبة لبطولة الخليج يعتبر كبيراً".
من جهة أخرى، اعتبر الصحافي بجريدة "الرياض" السعودية محمد الشيخ أن المخاوف الأمنية هي السبب الرئيسي وراء غياب الجيش الإعلامي الكبير عن البطولة.
وتابع: "الهاجس الأمني يخيف أي شخص حتى مع محاولة التطمينات من قبل المسؤولين في اليمن وضبط الوضع الأمني بتواجد 60 ألف جندي للقيام بمتابعة البطولة وحراسة الوفود، خصوصًا وأن الإعلاميين يرغبون بالتحرك بحرية تامة دون قيود أو جنود أو أي هواجس أخرى. أعتقد أن انخفاض العدد مبرر بشكل كبير".
وأشار الشيخ إلى أن أي مكروه يحدث في البطولة حتى ولو كان بسيطًا سيعجل بمغادرة الإعلاميين إلى بلادهم.
وأكد أن البطولة ستكون من أضعف البطولات فنيًا وجماهيريًا وإعلاميًا، والبطولة في اليمن ستعود بها للوراء، مبينًا أن عدد 500 إعلامي الذين سافروا لتغطية البطولة هم من أصحاب الدعم اللوجستي والفني، وليسوا صحافيين.

لوروا يشتكي من تواجد "الفئران" بمقر البعثة العُمانية
تسبّبت تصريحات غريبة أدلى بها الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب العُماني في جدل واسع بين اليمنيين، وفي أوساط اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج ال20 التي تجري حالياً في مدينتي عدن وأبين، بعدما قال إن أفراد البعثة العمانية يعانون من وجود الفئران في غرفهم داخل أحد فنادق مدينة عدن.
وأوضح لوروا في تصريحات صحافية أن فئران كبيرة الحجم تتواجد في غرف لاعبي المنتخب العماني خلال الليل وتحرمهم من النوم بشكل جيد، وأضاف: "الأمر كان صعباً جداً ما دفعنا لتقديم شكوى رسمية إلى اللجنة المنظمة طالبنا فيها بضرورة نقل البعثة من الفندق".
وتابع المدرب الفرنسي في تصريحاته المثيرة للجدل: "أنا مدرب ولست مكافحاً للفئران حتى يطلبوا مني استخدام الكمائن ونشر سم للفئران بغرفتي، أنا أخاف من هذه المخلوقات ولا يمكن أن أمكث إلى جوارها لأنها في كل جزء من الغرفة، وليس أنا فقط من اشتكى ولكن هناك بعض اللاعبين الذين لم يناموا بصورة كافية، ولاشك في أن عدم النوم قد يؤثر في المنتخب وأدائه في الملعب، وإلا كيف يتوقع منا المنافسة واللعب والفريق يومياً لا يخلد للراحة بالاطمئنان الكافي نتيجة لوجود الفئران في الغرف".
وحاول لوروا التخفيف من حدة تصريحاته بالتأكيد على ثقته برغبة المنظمين في اليمن في إنجاح البطولة، وأشاد بحفاوة الاستقبال الذي وجدته البعثة العمانية، وقال: "أعرف أن الشعب اليمني طيب بطبعه وهو كريم ومضياف، لكني أشكو من هذا الأمر، وأتمنى أن تتحرك اللجنة المنظمة لحل هذه المشكلة المقلقة".
وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية فإن اللجنة المنظمة لـ"خليجي 20" فتحت تحقيقاً عاجلاً للتأكد من الأمر ومعالجته حتى لا يتكرر مع المنتخبات الأخرى، مشيرة إلى أن تصريحات لوروا أثارت حفيظة الإعلاميين اليمنيين الذين اعتبروا حديثه انتقاصاً من الجهود الكبيرة التي بذلت لتنظيم الدورة.
ومن جانبه، أبدى أحمد ناصر الحماطي، وكيل وزارة الإعلام اليمنية لشؤون الإذاعة والتلفزيون رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، اندهاشه من شكوى مدرب المنتخب العماني، لكنه أشار إلى أن اللجنة المنظمة واللجنة المسؤولة عن الإيواء وإقامة الوفود لن تتواني في حل المشكلة.
وشهدت المنتديات الرياضية على شبكة الإنترنت تفاعلاً كبيراً عقب تصريحات لوروا، وأجمع معظم اليمنيين المشاركين على أن تلك التصريحات الهدف منها الإساءة لليمن وخلق التبريرات للفشل، مؤكدين أنه يحاول استباق الأمور وإيجاد الذرائع مبكراً حتى قبل خوض أي مباراة في البطولة.
واستغرب العديد من المشاركين ما سموه "تربص" البعض باليمن منذ ما قبل انطلاق البطولة، ومحاولة التقليل من شأن الجهد الكبير الذي بذل على جميع المستويات بهدف إنجاح البطولة ووصولها إلى بر الأمان.
واستهل المنتخب العُماني الذي يحمل لقب النسخة الأخيرة، مشاركته في "خليجي 20" بالتعادل بهدف لمثله مع نظيره البحريني.
ولم يسبق للمنتخب العُماني التتويج بكأس الخليج باستثناء النسخة الماضية، ويعتبر سجله في البطولة من أضعف السجلات، إذ خسر في البطولة طوال تاريخ مشاركاته 55 مرة، ليصبح أكثر المنتخبات المشاركة خسارة، كما أن شباكه تلقت العدد الأكبر من الأهداف خلال تاريخ البطولة حيث استقبلت 166 هدفاً.
المنتخب العراقي يشكو سوء الإقامة
أعرب الوفد العراقي عن استيائه من الفندق الذي يقيم فيه أثناء فعاليات بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 20" المقامة حالياً في اليمن، بعد شكاوى اللاعبين المتكررة من سوء الإقامة.
وأكد وليد طبرة مدير الكرة بالمنتخب العراقي، أن مجموعة من لاعبي الفريق طالبوا خلال إقامتهم بالحصول على مياه للشرب وكذلك أخطروا مسؤولي الفندق عن وجود تسرب للمياه في دورة مياه إحدى غرفهم، إلا أنهم لم يجدوا في البداية من مسؤولي الفندق سوى التجاهل، لكن تم حل الأزمة لاحقاً بعد التهديد بمغادرة الفندق والبحث عن فندق آخر.
يُذكر أن المنتخب العراقي تعادل سلبياً في أولى مبارياته ببطولة "خليجي 20" مع المنتخب الإماراتي، قبل أن يفوز على منتخب البحرين ب3 أهداف لهدفين، ليحصل على 4 نقاط.
الغندور يعترف بالأخطاء التحكيمية
أكد جمال الغندور المشرف على لجنة الحكام ببطولة كأس الخليج في نسختها ال20 المقامة حاليا في عدن، أن البطولة تفتقد وجود حكام من أوروبا وآسيا،الأمر الذي أدى الى الوقوع في بعض الأخطاء التحكيمية من قبل الحكام.
وأضاف الغندور أن الأخطاء التحكيمية أمر وارد في عالم كرة القدم، ومن المؤكد أن بطولة خليجي 20 شهدت بعض الأخطاء التي اتضحت من خلال مشاهدة لمجموعة من شرائط الفيديو الخاصة بمباريات البطولة أثناء تقييم الحكام.
وأوضح رئيس لجنة حكام خليجي 20 أنه لابد من أن نتقبل مثل تلك الأمور بشكل منطقي، حيث إنه لا يوجد في بطولة الخليج سوى حكم ياباني وحيد وهو أمجايا كنجي وحكمين من مصر هما ياسر عبدالرؤوف وحمدي شعبان، لذا فإنه لا يجوز إلقاء اللوم على لجنة الحكام.
واختتم الغندور تصريحاته بالقول بأن عقاب الحكم المثير للجدل سيكون بإدارته لمباريات أقل من المباريات التي سيديرها الحكم المتميز.
أبرز الغائبين
حالة من التغييب المتعمد مع سبق الإصرار والترصد فرضتها لجنة بطولة خليجي 20 على الشخصية الرياضية والإعلامية محمد سعيد سالم.
حالة التغييب تلك جعلت معظم الصحفيين الخليجيين يسألون عن "أبو إسلام" وتفاجأوا حين جاءتهم الإجابات "الرجل خارج لجان خليجي 20"!
تغييب ليس له أي تفسير سوى الرغبة في إشباع سادية بليدة تحملها نفوس أعضاء اللجنة العليا وإدارة البطولة، وهي النفوس المليئة بأمراض شتى تفرض على أصحابها محاربة الإبداع والنجومية لافتقارهم إليها!
لا يريدون للناجحين أن يظهروا ويتواجدوا حتى لا ينسحب البساط من تحت أقدامهم المرتعشة، التي "تدوس" على أوجاع المبدعين.
الحقيقة التي يتجاهلها هؤلاء أنهم بأفعالهم تلك لن ينالوا من المكانة المحفوظة لـ"أبو إسلام" في قلوب محبيه، والذين يعرفونه جيداً، وبالمقابل يعرفون هؤلاء "الدخلاء"! وكفى.
**************
يقدم نفسه كرياضي ومتابع للرياضة لكنه حذر من أن تتسلل الرياضة إلى قلوب وعقول الناس فيعشقوها ويقعوا في المحظور، وبالرغم من تحفظه على عدم تشجيع أي فريق توقع أن يكون الكأس من حظ السعودية
الحزمي ينتقد المراهقات على مشاهدة اللاعبين بملابس شبه عارية وعدم خروج الجمهور للصلاة
صرّح النائب الإصلاحي محمد الحزمي "بجواز" إقامة البطولة على الأرض اليمنية مع وجود تحفظ على برنامج الإعداد والتنظيم والتحضير الفني لها. وفي مقابلة قصيرة مع "نيوز يمن" تركزت اهتمامات النائب الهمام على المظاهر التشجيعية التي يعتبرها متصلة بالجانب الأخلاقي، وانتقد حضور المرأة إلى الملعب للتشجيع.
مشاركة المرأة للتشجيع في مدرجات الملعب لم ترق للحزمي كما للكثير من العلماء المتشددين الذين عبروا عن احتجاجهم على حضور النساء في بيان "سلموه سرا إلى قيادة الدولة" أبدوا فيه "تخوفهم من رقص ومجون يرافق فعاليات البطولة"، وقد أكد عليه الحزمي في مقابلته مع "نيوز يمن" وقال إنه لم يعلن في الصحافة، لكنهم تفاجأوا بهجوم الصحف الرسمية على العلماء، ووصف بيانهم بـ"السفاهة". محذراً من أن عاقبة الرد على هؤلاء ستكون وخيمة.
الحزمي وهو النائب الذي يقدم نفسه كمدافع عن الدين في كثير من القضايا التي يعتبرها مسيئة للدين، قلّل من أهمية تواجد المرأة على مدرجات الملعب. لكن ومن نظرة أخلاقية أوضح لـ"نيوز يمن" أسباب اعتراضه في عدم تشجيعه تواجدها على أرضيته لكون غالبيتهن "من المراهقات وملابس اللاعبين المكشوفة". ناصحاً بأن تشاهد المرأة المباراة من بيتها عبر التلفزيون، وهذا كفاية. ومعتبراً حضورها إقحاماً للمرأة من كل شيء، متسائلا عن السبب.
وقال إن المباريات لاسيما الافتتاحية تخللتها بعض المنكرات كـ"عدم قيام الجماهير والمشاركين لصلاة المغرب التي حان وقتها أثناء لعب المباراة، فيما مدرجات الملعب مكتظّة بالجماهير". متسائلاً: أين هؤلاء من الصلاة؟ وفي ما يتعلق بالأنباء التي أشارت إلى استيراد اليمن خموراً خاصة بالبطولة إلى عدن، فقد اعتبر ذلك "إهانة لمشاركي دول الخليج العربية في البطولة". متسائلاً: هل المشاركون من الخليج سكارى؟
يقدم البرلماني المتشدد نفسه كرياضي شديد الولع بمتابعة المباريات، كما أنه لا يتردد في تقييم المنتخبات والتعليق على المباريات والتحليل بطريقته الخاصة، كأن يعيد الأسباب في إخفاق المنتخب اليمني أمام نظيره السعودي إلى "عدم التجانس الكبير بين المنتخبين"، علاوة على "ضعف المنتخب اليمني في الدفاع والهجوم"، مستدركاً أن حالة الضعف هي "جزء من حالة الأمة وضعفها". وبالرغم من ولع الحزمي بالرياضة، إلا أنه يحذر من أن تتسلل الرياضة إلى قلوب وعقول الناس فيعشقوها ويقعوا في المحظور.
الحزمي وجد أنه من غير الصواب أن يشجع أي فريق ضد آخر، لأن الفرق المشاركة في البطولة بنظره "كلها فريق وطن واحد" انطلاقا من مبدأ "أننا أمة واحدة"، منتقدا ما وصفه بـ"التعصب المناطقي والكروي الذي قد يصيب الكثير من الناس أثناء تشجيعهم للفرق الكروية".
عضو البرلمان الذي اعتبر فرق البطولة دولة واحدة، بدا على النقيض عندما سئل عن توقعاته بشأن الفريق الذي سيأخذ الكأس، فقال إن كأس البطولة حليف الفريق الذي يلعب أكثر. لكن قلبه انحاز إلى أن النصر سيكون "لمنتخب المملكة العربية السعودية".
وإذ أشار إلى "مخالفات مالية كبيرة وإسراف كثير من الأموال على البطولة"، فقد حبذ أن يطلق على بطولة كأس الخليجي العربي في دورتها ال20 ب "خليجي 120 ملياراً وليس خليجي 20". وأبدى الكثير من الملاحظات بشأن الإعداد والأخطاء والفساد الذي تخلل العملية والاستعداد، والمردود الذي يمكن أن تجنيه منها.