ورطة!

ورطة!

*نعمان قائد سيف
يبدو -والله أعلم- أن من رضوا بأن يكونوا أدوات مرجعية دنيوية، دينية (دندنية) للحاكم بأمره، أصبحوا في حيرة من أمرهم، بعد أن صدر قرار اعتمادهم ضمن قوام من يأتمرون فينصاعون له، كونه صاحب الفضل عليهم، تماماً كما يفعل من في الظاهر يستشارون أو يحكمون، ولزاماً على "العلماء" المتفرغين أن يعتمدوا -من تاريخ تعيينهم- في خطاباتهم وتصريحاتهم وخطبهم إكليشات تثير القرف مثل "بناءً على توجيهات ابن اليمن البار"، و"تنفيذاً لأوامر القائد الرمز"، و"ترجمة لبرنامج الرئيس الانتخابي"، مع عدم نسيان إضافة "حفظه الله" في كل ذكر!
منذ صدور القرار لم نسمع عن أي نشاط أو اتصالات للمذكورين أعلاه، بعكس الفترة التي سبقت قرار ضمهم إلى جوقات الحكم السفيه والسخيف، فالإشاعات تنهش غيابهم الإعلامي، فواحدة تقول -والله أعلم- إنهم اختلفوا من أول اجتماع (لم يجرِ الإفصاح عنه بسبب الانقسامات) حول أحقية من يتولى الرئاسة والإنابة والتقرير، فكل طرف يدعي أنه الأجدر بثقة مولاه، وبالتالي المسؤولية من نصيبه، وإشاعة تؤكد -والله أعلم أيضاً- أن الخلاف لازال يدور حول المخصصات المالية ومن تناط به الأمانة، وأن المتنافسين يذكّرون بعضهم بعضاً بأن الجبال رفضت تحملها خوفاً من الإخلال بها، علماً أن الرواسي لا تعقل، فكيف حال من كان له موهبة التفكير والتدبير، والنفس البشرية أمارة بالسوء معظم الأوقات، ويزيد الطين بلة أن بلاد الحكمة والإيمان مبلية بالفساد الرسمي الشامل، ومعروف للجميع أن "القرش يلعب بحمران العيون"، والمعتمد المنتظر قطعاً سيكون دسماً، وسيجري لعاب أكبر "عالم" ورع، ومن سبق له وطعم الحالي حتماً سيدندل مشافره!
إشاعة ثالثة تفيد -والله أعلم- بأن دستة "العلماء" لم يكتمل نصاب اجتماعهم كذا مرة نظراً لتغيب العديد منهم بسبب تعارض ارتباطاتهم الدينية والدنيوية، وليس من حل للمعضلة إلا أن يدعوهم الخليفة (الرئيس) إلى أي قصر وفي أي وقت يريد، وسط شكوك تحوم حول تردد بعض "العلماء" المختارين من قبول المكرمة الرئاسية خوفاً من نفور مريديهم، حيث سينتقص الأخيرون من مكانتهم الروحية، ولا يستبعد مراقبون علل السن وراء الغياب المتكرر، إضافة إلى الخوف من يوم الحساب!
freejournMail