في ملعب "النداء":

في ملعب "النداء":

يحق للعيسي أن يبتسم و"يمدد" ولا يبالي!
جمال حمدي يأسف للحالة التي وصلت إليها الرياضة!
* شفيع العبد
يبدو أن أحمد العيسي كان واثقاً من أنه لن ينافسه أحد على منصب الرئاسة عندما أعلن في وقت سابق أن الترشح لرئاسة الاتحاد أو لعضويته حق مشروع لكل من يريد خوض الانتخابات بحسب لائحة الاتحادين الدولي والآسيوي والنظام الأساسي للاتحاد اليمني العام لكرة القدم، وترحيبه بمن لديهم طموح المنافسة ويرغبون في خدمة الكرة اليمنية خلال الفترة المقبلة.
لم تكن مفاجأة أن يغلق باب الترشيح لمجلس إدارة الاتحاد للدورة الانتخابية الخامسة للفترة (2010 - 2014) بالضبة والمفتاح دون أن يظهر منافس للعيسي الذي دون اسمه منفرداً لمنصب الرئيس!
لم يتقدم أحد لمنصب الرئاسة حتى لمجرد المنافسة أو لممارسة حق مكفول، واكتفى البعض ممن حملوا ملفاتهم بالتنافس على ما دون "الرئاسة"... ليس ذلك نتاج قناعة بأن الرئيس الحالي هو الأفضل وأنه لم يكمل برامجه وخططه ويحتاج إلى وقت إضافي.. لا أظن ذلك وأبصم بالعشر!
للأمر إذن علاقة بالتربيطات المسبقة مع إدارات الأندية التي أصابها "الخنوع" لدرجة الإعياء الشديد الذي يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً، وهو ما جعلها تشترط لمن يرغب في الترشح عن النادي أن يكون على غير منصب الرئاسة حتى يحصل على الترشيح باسم النادي!
وهناك أيضاً شيء خفي علينا ألا نغفله يتعلق بإرادة سياسية تهدف إلى كبح جماح من يفكر مجرد تفكير في منافسة "الرئيس"، وأن تبقى هذه الصفة بعيداً عن دائرة المنافسة في كافة المجالات!
قد يتساءل البعض أين ذهب الكابتن جمال حمدي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وأنه في هذه المرة واعتماداً على تاريخه الكروي المشرف مع كرة القدم في اليمن كقائد للمنتخبات الوطنية وفرق المجد والأهلي صنعاء لكرة القدم، فلا يمكن أن يقبل إلا بمنصب رئيس اتحاد الكرة فقط حتى لو تطلب الأمر تغيير اسمه إلى "الشيخ جمالـ" تماشياً مع ألقاب من هذا القبيل يعج بها مبنى "جولـ"!
تواصلنا مع الكابتن جمال حمدي مستفسرين عن السبب وراء عدم ترشحه لمنصب الرئيس، فأجاب بنبرة ملؤها الأسى على ما آلت إليه الأمور: "للأسف الشديد إن الأندية استسلمت للضغوط، وأقصد ناديي أهلي صنعاء و22 مايو اللذين أنتمي إليهما، فالأهلي رفض ترشيحي ونسي ما قدمته له من خدمات طويلة كلاعب وكإداري، وذهب لترشيح معاذ الخميسي المسؤول الإعلامي لاتحاد الكرة الحالي، ونادي 22 مايو الذي كان لي الشرف في تأسيسه ووضع اللبنة الأولى له، اشترط في حصولي على الترشيح أن يكون لمنصب النائب الثاني فقط، وهو ما حدث بالفعلـ".
واستطرد "جيمي": "لقد كنت جاداً حين كشفت عن رغبتي في الترشح لمنصب الرئيس، ولم تكن مناورة، ولكنني اصطدمت ولم أتوقع أن الأمور قد وصلت إلى هذه الحالة من التراجع المخيف في منظومة القيم والأخلاقيات، وخجلت على نفسي وقلت يا ليتني لم أعلن ذلك.. وأضاف: "من أين يريدوننا أن نحصل نحن الرياضيين على الترشيح؟ من مقديشو أو إريتريا أو موزمبيق؟!".
وتساءل عن مصير رياضة وطن بات يبخل على لاعب كان كابتن المنتخب لسنوات طوال ومثل هذا الوطن خير تمثيل ولم يتوان عن تلبية النداء وأداء الواجب، ولم يحصل على فرصة لممارسة حق كفله الدستور والقانون.
وعن مدى استمراريته في الترشيح من عدمه أكد أن ذلك سؤال سابق لأوانه.
في حالة جمال حمدي تتجلى الحقيقة عارية أمام أولئك الذين ما انفكوا يلمعون "القبح" ويجتهدون لتصوير الأمور بأنها على خير ما يرام حتى لا يغضب منهم "أولياء النعمة".
على أن التساؤل يبدو ملحاً عن السبب في تغيير ترشح حسين الشريف في اللحظات الأخيرة من منصب النائب الأول إلى منصب النائب الثاني، وعن مدى علاقة ذلك بترشح جمال حمدي لذات المنصب؟ وهل هي رغبة العيسي في إقصاء جمال حمدي بسبب محاولته منافسته على الرئاسة؟!
العيسي ليس محل إجماع، وبالتالي عدم ظهور منافس أمامه يعطي الانطباع الحقيقي لإدارات أندية باتت عاجزة ليس عن المواجهة والمنافسة فحسب، وإنما للمطالبة بحقوقها التي باتت عرضة للبيع والشراء وما نتائج المباريات إلا دليل واضح.
يحق للعيسي أن يبتسم طويلاً ليس لأنه سيكون رئيساً لولاية ثانية قبل بدء الاقتراع، بل لأنه "نجح" أيضاً في جعل الأندية "خاتماً" بيده يحركها كيفما يشاء، وستفرز الانتخابات نتيجة مخططاً لها سلفاً من قبل "العيسي" وصحبه في ظل مباركة رسمية لوضع رياضي بائس!
باب الترشيح الذي استمر لمدة 9 أيام ابتداءً من الرابع من مارس الحالي وحتى الثاني عشر منه، أغلق ظهر الجمعة الماضية، وحيث إنه لا يسمح بالترشح لكافة المناصب، وأن الشخص الذي يسقط اسمه في الترشح للرئاسة لن يسمح له بالترشح لأي منصب آخر، وهذا ينطبق على المرشحين للنائب الأول والثاني، فقد أسفرت نتائج الترشح عن:
تنافس أحمد صالح العيسي مع نفسه لمنصب الرئاسة، ويتنافس على منصب النائب الأول كل من فتحي عبدالواسع هائل سعيد أنعم، ومهدي صالح الدحيمي مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة شبوة.
بينما يتنافس على منصب النائب الثاني حسين الشريف (النائب الثاني لرئيس الاتحاد الحالي، وكيل وزارة الشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد العام للمبارزة)، جمال حمدي، عبدالمنعم شرهان، وباكر علي باكر.
وتقدم للمنافسة على عضوية مجلس إدارة الاتحاد كل من: سالم عزان، طلال بن حيدرة، عبدالفتاح لطف، معاذ الخميسي، لبيب المهدي، أحمد مهدي سالم، علي أبو زيد، سليمان مطران، مازن علي البان، عبدالرحمن عقيل، جمال الخوربي، عادل وادي، حسن عبدالحميد، عبدالسلام السودي، ربيع عمر بن مخاشن، حسن سعيد محيلي، سمير الخلقي، فؤاد العسيري، عادل الحبابي، محمد الشهاري، علي مثنى رازح، عبدالله الثريا، عدنان علي البخيتي، وعبدالله محسن عسكر.
من جهته، أعلن رئيس اتحاد الكرة أحمد العيسي في مؤتمر صحفي عقد بمقر الاتحاد الأسبوع الماضي، موعد الانتخابات حيث ستجرى يوم الأحد الموافق 4 أبريل المقبل، بحضور وفد رفيع من الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم.
وكشف العيسي عن توجيه الدعوة لسعادة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والقطري محمد بن همام العبدلله رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لحضور انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم، وذلك في إطار العلاقات القوية والمتينة بين الاتحاد اليمني من جهة والاتحادين الدولي والآسيوي من جهة أخرى.
وفي ذات السياق، صدر قرار اتحاد كرة القدم رقم 41 لعام 2010 بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات الاتحاد، وذلك استناداً للمادة 27 من النظام الأساسي وقانون الانتخابات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقضى القرار بتشكيل لجنة الانتخابات العليا من الإخوة التالية أسماؤهم: د. يحيى محمد الشعيبي، عارف عوض الزوكا، شوقي أحمد هائل، عصام قناف زهرة، ود. حميد محمد الشيباني.
____________________________________
رد جميل غير جميل!
الكاف: بسبب الدخلاء، الرياضة اليمنية تعيش أسوأ مراحلها على الإطلاق!
* المحرر الرياضي
أثارت هزيمة التلال من "ضيفه" هلال الحديدة برباعية في إطار منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الأولى للموسم الرياضي الحالي، الأسبوع قبل الماضي، حفيظة التلاليين الذين اعتبروها مفاجأة ووصفوها بأنها "رد جميلـ" غير جميل أقدمت عليه اللجنة المؤقتة التي باتت تتلاعب بتاريخ النادي دون حسيب أو رقيب.
المباراة كان مقرراً لها أن تقام على ملعب "الظرافي" وهو الملعب الذي اختاره التلال كملعب له على اعتبار أن مباراة الذهاب أقيمت على ملعب فريق الهلال "العلفي بالحديدة"، واعتمدته لجنة المسابقات، إلا أن تغييره في اللحظات الأخيرة واستبداله بملعب "العلفي" ملعب الهلال أثار شكوكاً كبيرة حول النتيجة التي آلت إليها المباراة.
التلالي ورجل الأعمال المعروف عدنان الكاف قال في تصريح صحفي لـ"النداء": "في الواقع لم أكن أتصور ما حدث في مباراة التلال والهلال، إذ كنت أظن أن القيم ما زالت موجودة على الرغم مما حدث في السنوات القليلة الماضية من لغط بشأن بيع عدد من المباريات في دوري كرة القدم، خاصة ما حدث في الموسم الماضي".
ويؤكد الكاف أنه شاهد ما يثير الريبة ويبعث على القلق قبل المباراة المذكورة، وأن أمورها تسير نحو الهلال بتواطؤ فاضح، حيث يقول: "هذه المرة شاهدت شخصياً ما يمهد لحدوث عملية بيع للمباراة المرتقبة بين التلال والهلال بحيث يفوز الأخير، فقد شاهدت كيف تم التخطيط علناً لاستبعاد بعض لاعبي التلال في مباراتهم أمام الوحدة التي جرت في ملعب الحبيشي، بغية عدم لعبهم أمام الهلال بحجج حصولهم على المخالفات التي تمنع اشتراكهم مع الفريق أمام الهلال، وهو ما حدث وشاهده الجمهور التلالي الذي حضر المباراة، وهو ما جعلني أشعر أن الرياضة اليمنية تعيش أسوأ مراحلها على الإطلاق بحيث يتم استغفال الجمهور والتعامل معه وكأنه لا يفقه شيئاً في أمور الرياضة المفترض أنها قائمة على أسس من التنافس الشريف".
الجماهير التلالية وغيرها ممن حضرت مباراة التلال والوحدة على ملعب الحبيشي بعدن ضمن مسابقة كأس الوحدة، شاهدت الحركة الممسرحة التي أقدم عليها لاعبو الفريق الكنغولي أمبويو والعراقي هيثم سمرين اللذان كانا في دكة البدلاء وتعمدا استفزاز الحكم المساعد بغية الحصول على الإنذار حتى يتوقفا عن اللعب أمام الهلال نظراً لحصول كل منهما على إنذارين سابقين!
معلومات مقربة من فريق التلال أكدت أن اللاعب العراقي هيثم سمرين لم يكن مقيداً ضمن قائمة المباراة وأنه كان جالساً في الفندق حيث تم استدعاؤه وتدوين اسمه ضمن التشكيلة بديلاً عن اللاعب رأفت الأصبحي.
كذلك تتساءل الجماهير التلالية عن السر وراء عدم إشراك لاعبي التلال الدوليين سامي كرامة، خالد بلعيد، زاهر فريد، وسعود السوادي، الذين عادوا من هونج كونج بعد مشاركتهم مع المنتخب الأول ضمن تصفيات كأس آسيا، وأبدوا رغبتهم في اللعب من خلال اتصال أحدهم بمدرب الفريق العراقي أكرم سلمان الذي أعفاهم من المهمة تحت مبرر راحتهم بعد عودتهم من سفر شاق، بينما على النقيض أشرك مدرب الهلال سامي نعاش دوليي الفريق بعد عودتهم من هونج كونج لحاجة الفريق لهم، وهنا تتوسع دائرة الشكوك!
يتساءل عدنان الكاف بمرارة عن الحالة التي وصلت إليها الرياضة في اليمن، قائلاً: "هل هذه هي الرياضة التي نتمناها والتي نعرفها، والتي عشنا أحلى أيامها تلك الأيام التي أصبحنا نتحسر عليها منذ أن أطل علينا وعلى المشهد الرياضي بأكمله بعض "الدخلاء" على الرياضة وعلى كرة القدم تحديداً، وهم الذين راحوا يعبثون بكل شيء له علاقة بالقيم والمبادئ النبيلة والسامية إلى درجة أننا أصبحنا نشك في أهداف هؤلاء الدخلاء ومن يقف وراءهم، حيث إنهم أصبحوا بهذه التصرفات يغردون خارج السرب الذي تتوجه نحوه القيادة السياسية والحكومة لإحداث ثورة من الإصلاحات ومحاربة الفاسدين والمفسدين، فلنبدأ من هنا إن أردنا احترام مشاعر الناس وقبل ذلك عقولهم".