إلى أسرة المقالح المزدهية بلباس العزيمة

إلى أسرة المقالح المزدهية بلباس العزيمة

* هدى العطاس
تحية تقدير إلى رفيقة صموده، زوجته التي تخيط تلك العزيمة وما زالت في كل يوم يمر وهو خلف غياهب الظلم، وهي في غيابه الفاجع. كل صباح تسكب مرارتها حنواً على أسرتهما الصغيرة التي كانت البهجة والأمان في حضوره، ترفرف بين جنباتها. 4 أشهر من الإصرار الممزوج بالألم، الاعتصام تحت الشمس الحارقة، الرفض لمصير أراد خاطفوه أن يكون محتوما. 4 أشهر من المقاومة وطرق أبواب الإيمان بكل أشكاله.
أم بلال المقالح أنموذج لكل الزوجات الأمهات البنات الأخوات... والقائمة تطول من النساء اللواتي يقبع رجالهن خلف قضبان البطش أو الاختفاء القسري، وهن يفردن أرواحهن غطاء ودفئا على أسرهن المكلومة.
غالبا يهندس الرجال أحزان العالم ويكرسها الظالمون، والنساء يضطلعن برتق ما يترك هؤلاء خلفهم من كوارث وآلام. غير أن مقام المقالح لا يصدق عليه مضايفة هذا القول.
لقد مرت أعياد وبهجات ومناسبات والمقالح الزوج والأب الحنون محجوب خلف مصير مبهم. أخالك أم بلال وأنت تدارين دمعة لتحلّي مكانها ابتسامة حانية لبناتك اللواتي لم يهيض جناحهن مصير والدهن، ولم تصرفهن المرارة عن تحصيلهن العلمي، والتمسك بإيمانهن بأبيهن وحقهن في وجوده بينهن، ومقاومتهن وإصرارهن على رفع غمته وفضح خاطفيه. رأيتهن وسط الاعتصامات المنددة والمطالبة بكشف مصيره، وأمام المحكمة في أول جلسة عقدت لمحاكمته –وكانت في سرعة الضوء بل وأظنها قبل طلوع الضوء- يتحركن بخطى راسخة ونظرات ثابتة، وإن بدت حزينة. أيقنت حينها أن أباً له مثل هذه الأسرة لن تنال من جوهره هذه المحنة المستمرة منذ 5 أشهر. وآمنت أن للحق روحا تنتشر عبر قلوب المؤمنين به الدؤوبين على إقراره. فلك أم بلال ولبناتك الرائعات تحية إكبار وإجلال.