إذن.. فلتنته الاعتقالات!

إذن.. فلتنته الاعتقالات!

* نعمان الحكيم
* من حقنا على الدولة اليمنية، التي استطاعت اليوم أن توقف الحرب على (الحوثيين)، وأن تلجأ إلى الحوار وطرح النقاط، وهو مبدأ قد أكد عليه كلام الله (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). كما أن الحروب لا يمكن أن تأتي بحلول ناجعة، بل بالتنمية والحوار وتغليب العقل والمنطق، وهو ربما ما قد حدث اليوم، ونتمنى أن يسود، وأن يتحقق السلم والأمن الاجتماعي، وأن يتحول الجيش إلى البناء والإعمار لكل ذلك الدمار، ودعوتنا للحوثيين، أبناء هذا الوطن، أن يحكموا العقل، وأن يبدأوا في استثمار السلم والأمن بشكل إيجابي ولما فيه الخير كل الخير لهم ولوطنهم.. إن شاء الله..
أقول من حقنا على الدولة أن تبدأ بترميم الجراح وإصلاح السلطة والقضاء وكل الأمور. وهي بداية ينبغي أن تشمل كل المحجوزين والمعتقلين بقضايا فكرية، سياسية، دينية، وغيرها، ويكفي أن يكون الدرس في صعدة، قد أعادنا إلى جادة الصواب!
* إن قضايا الصحافة والصحافيين ليست أكبر من حرب صعدة، وإن أخطار هؤلاء ليست بما حدث في حروب ست، وإن قضايا الحراك هي بحاجة إلى تعقل وحلول حقيقية، وليست ترقيعية، وإن كل الأمور لو أدارها مدنيون، لا عسكريون، فإنها سوف تثمر ولو بشكل تدريجي، ويبقى العسكر والأمن منوطاً بهم الدفاع والحماية والبناء وليس غير ذلك، ولتكن معركتهم القادمة البناء والتشييد، هذا إذا أردنا سلماً نعيش عليه إلى أبد الدهر، وإذا كانت الدولة ومن هرمها الأعلى قد استشعروا الأخطار التي تحيق بالبلد.. فإنه يتوجب اليوم إصدار عفو عام رئاسي يشمل كل أصحاب الصحف والمجلات والآراء مهما كان حجمها وخطرها.. إن هذا العفو الرئاسي سوف يلملم الجراح ويشفي بعضها، رغم أن بعضها بليغ ويحتاج لعلاج طويل، لكن هي البداية، والألمان يقولون: "كل بداية صعبة" وينطقونها هكذا "أكد أنفانج إيست شفير"، لذلك يجب أن نرى أفقاً صفواً تسامحياً أبيض كالحليب المصفى.. لكي يبدأ البلد ينهض، والأمر كله لله من قبل ومن بعد!
* وفي خاتمة هذه التناولة السريعة لا يفوتنا أن نقول لفخامة الرئيس، وهو اليوم يدرك حجم المخاطر الداخلية والخارجية، نقول له كرئيس منتخب ومسؤول عن أكثر من 23 مليون آدمي.. أطلقوهم واعتبروهم أنهم كانوا (نواقيس حذر) وكان لهم شأن في التبصير بالكوارث التي حلت بنا جميعاً، وأن أخطاءهم لا ترقى إلى 10٪_ من أخطار حرب صعدة المدمرة. أعف عنهم اليوم وأنت في سدة الرئاسة، واجعل من صاحب "الأيام" الرجل الوطني الوقور الذي له سبق في إظهار الوحدة منذ فجرها الأول عبر صحيفته، وكرسها بفخر ودون منافس لخدمة الوطن، ولا يمكن أن يكون جزاؤه (السجن أو الحجز)، فهو هامة وقامة تتوجب حريته اليوم قبل الغد يا فخامة الرئيس. فليس بالقهر والإذلال تكون معالجة قضايا الوطن والمواطنين، واصفح، فأنت مجرب لقيادة بلد منذ 30 عاماً وأكثر، فهلا ينبلج فجر الحرية الآن، وهل سنشهد عهداً قادماً لا يتدخل فيه إلا القانون والمدنية ودولة المؤسسات التي تضم كل الأطياف السياسية بلا استثناء؟
* نأمل أيها القائد أن تفتح قلبك أكثر، وأن نرى كل الصحف والمواقع، وأولها "الأيام"، بحرية تامة.. إن شاء الله.