وحدات من الجيش الأمريكي تصل اليمن، وصحف أمريكية تتحدث عن فرق من الجيش والاستخبارات تشارك في عمليات ضد القاعدة

وحدات من الجيش الأمريكي تصل اليمن، وصحف أمريكية تتحدث عن فرق من الجيش والاستخبارات تشارك في عمليات ضد القاعدة

قالت مصادر خاصة إن وحدات من القوات الخاصة في الجيش الأمريكي وصلت السبت إلى اليمن، قادمة من القاعدة الأمريكية في البحرين.
وأضافت أن عدد أفراد الوحدة القتالية يتراوح ما بين 100 إلى 150 جنديا قدمت بموجب اتفاق بين واشنطن وصنعاء لمحاربة الإرهاب، مشيرة إلى أن الوحدة القتالية هي الدفعة الثانية خلال أسبوع.
وكانت صحف أمريكية توقعت الخميس الماضي أن يقرر البنتاجون إرسال المزيد من القوات الخاصة في الجيش إلى اليمن للمشاركة في العمليات ضد تنظيم القاعدة، كما أكدت انخراط فرق عسكرية وأجهزة استخبارات أمريكية في عمليات سرية في اليمن.
< جوزيف ليبرمان: لدينا وجود متزايد في اليمن يشمل قوات عمليات خاصة من الجيش والمخابرات
< القربي: لا نريد تكرار خطأ السماح لأمريكا بقتل الحارث
< "نيويورك تايمز": الحكومة في اليمن فاسدة وقمعية، لكن الرئيس صالح يبدو أنه يرغب في التعاون مع واشنطن بهدوء وسرية
> "النداء" – خاص:
قالت مصادر عليمة إن وحدات من القوات الخاصة في الجيش الأمريكي وصلت السبت إلى اليمن، قادمة من القاعدة الأمريكية في البحرين، هي الدفعة الثانية خلال أسبوع للمشاركة في عمليات ضد تنظيم القاعدة في البلاد.
وكانت صحف أمريكية توقعت الخميس الماضي أن يقرر البنتاجون إرسال المزيد من القوات الخاصة في الجيش إلى اليمن للمشاركة في العمليات ضد تنظيم القاعدة، كما أكدت انخراط فرق عسكرية وأجهزة استخبارات أمريكية في عمليات سرية في اليمن.
وأفادت المصادر "النداء" بأن عدد أفراد الوحدة القتالية يتراوح ما بين 100 إلى 150 جنديا وصلوا صنعاء، بعد أسبوع من وصول مجموعة أخرى قدمت من ذات القاعدة العسكرية في البحرين، ضمن اتفاق بين واشنطن وصنعاء لمحاربة الإرهاب.
وأقر اجتماع دولي ضم 21 دولة على رأسها أمريكا وبريطانيا عقد بلندن الأربعاء خصص لتدارس التحديات التي تواجهها اليمن "دعم الحكومة اليمنية في مكافحتها لتنظيم القاعدة وغيره من أشكال الإرهابـ". كما أكد التزام المجتمع الدولي "بدعم مبادرات الحكومة اليمنية لأجل تنمية قدراتها في مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن طيرانها وحدودها. وهذا يتضمن بذل الجهود المبذولة على كل من الحدود البرية والبحرية، بما في ذلك تعزيز قدرات قوة خفر السواحل اليمنية".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، تزامنا مع انطلاق المؤتمر، عن انخراط فرق عسكرية أمريكية وأجهزة استخبارات أمريكية في عمليات سرية مشتركة مع القوات اليمنية، خلال الأسابيع الستة الماضية، لملاحقة القاعدة في اليمن، أسفرت عن القضاء على 6 من 15 من أبرز قيادات حركة "القاعدة في الجزيرة العربية".
ووجهت ضربات استباقية يومي 17 و24 ديسمبر الفائت على مواقع يشتبه بأنها لعناصر من تنظيم القاعدة، في المحفد بأبين وأرحب بصنعاء، ورفض بشبوة، أدت إلى مصرع نحو 60 شخصا على الأقل، تبنتها صنعاء، وقالت وسائل إعلام أمريكية إن قوات من الجيش الأمريكي شاركت فيها.
ونقلت "واشنطن بوست" عن قيادات أمريكية رفيعة رفضت كشف هويتها في تقرير أن العمليات التي بدأت قبل 6 أسابيع في اليمن، وافق عليها الرئيس باراك أوباما، "يشارك فيها عشرات العناصر من قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، وتنحصر مهام القوة السرية في ملاحقة وتصفية العناصر المشتبهة بالإرهابـ".
لكن التقرير قال إن فريق الاستشاريين الأمريكيين لا يشارك في عمليات المداهمة تلك، بل تنحصر مهامه في التخطيط لها، ووضع الإستراتيجيات وتوفير الأسلحة والذخيرة، إلى جانب توفير المعلومات الاستخباراتية الحساسة.
ولاحقا توقعت مصادر أمريكية أن تقوم (البنتاجون) بإرسال المزيد من عناصر القوات الخاصة إلى اليمن للمشاركة في العمليات الجارية ضد تنظيم القاعدة.
ونسبت صحيفة "وول ستريت جورنالـ" إلى مسؤولين أميركيين لم تسمهم القول إن "القوات الإضافية قد تشكل زيادة كبيرة تضاف إلى نحو 200 عنصر من القوات الخاصة الأميركية تقوم بالعمل في اليمن حاليا".
وأضافت الصحيفة أن قيام البنتاغون بإرسال قوات خاصة إضافية إلى اليمن يأتي في إطار "جهد واسع النطاق للإسراع بتدريب قوات مكافحة الإرهاب اليمنية".
ووفقا لما أوردته عن مسؤولين عسكريين فإن واشنطن ستبدأ بتدوير المجموعات ذاتها من القوات الخاصة في اليمن "مع الإبقاء على بعض عناصر الصفوة من هذه القوات هناك لفترات أطولـ"، وقالوا إن هذه "التغييرات تستهدف مساعدة المدربين الأميركيين على تطوير علاقة أكثر قربا مع نظرائهم اليمنيين".
ورفض المسؤولون الإفصاح عن عدد القوات الإضافية التي سيتم إرسالها إلى اليمن، غير أنهم أكدوا أن هذه الزيادة ستكون "كبيرة" لتضاف إلى مستوى القوات البالغ نحو 200 عنصر حاليا، كما أنها مرشحة للزيادة مستقبلا، ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليها في غضون أسابيع.
وطبقا لمصادر "النداء" فإن هناك وحدتين من القوات الخاصة الأمريكية والاستخبارات، تقومان بتدريب القوات اليمنية، وكانتا تشرفان على العمليات الأخيرة ضد مواقع يشتبه أنها لتنظيم القاعدة.
وتقول مصادر أمريكية إن جهاز الاستخبارات الأمريكي أرسل عملاءه إلى اليمن قبل عام لمحاربة تنظيم القاعدة.
 وقال السناتور جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ في برنامج "فوكس نيوز صنداي" إن الولايات المتحدة لديها "وجود متزايد" في اليمن "يشمل قوات عمليات خاصة وقوات خاصة من الجيش والمخابرات".
ومطلع يناير تحدثت تقارير أمريكية عن تنسيق بين واشنطن وصنعاء لتنفيذ هجمات منسقة على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما نفته وزارة الخارجية اليمنية في حينه.
وكان الرئيس أوباما توعد بالرد على هجمات القاعدة بعد محاولة الطالب النيجيري عمر فاروق تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة إلى ديترويت، وعلى متنها 300 راكب. ووجه أصابع الاتهام لتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا "لإمارته"، واعتبر إيذانا بمرحلة جديدة من الملاحقات الأمريكية للتنظيم في اليمن.
لكن أوباما عاد وقال لاحقا إنه "لا توجد أي خطط لدى واشنطن لإرسال قوات أمريكية إلى الأراضي اليمنية".
وتقول تقارير أمريكية إن واشنطن "فتحت حربا سرية ضد القاعدة في اليمن" جراء تنامي تهديد التنظيم الذي يصنف بأنه الأنشط "خارج حدود أفغانستان وباكستان". وحسب مجلة "نيوزويكـ" فإن هناك اتفاقا بين الحكومة اليمنية وواشنطن على تمكين القوات الأمريكية من تنفيذ ضربات ضد القاعدة باستخدام صواريخ كروز وطائرات بدون طيار.
لكن وزير الخارجية أبو بكر القربي استبعد السماح بوجود قاعدة للجيش الأمريكي على أرض اليمن أو السماح بعمليات أجنبية مستترة في البلاد.
وقال في حديث لـ"بي بي سي" إن اليمن "أخطأت حين سمحت بتدخل أجنبي عام 2002 وقتل هجوم صاروخي أمريكي زعيما للقاعدة (أبو علي الحارثي) يشتبه أنه العقل المدبر وراء الهجوم الانتحاري على المدمرة الأمريكية كول عام 2000".
وأضاف القربي "ثبت أن ذلك خطأ جسيم ولذلك لا نريد تكراره. علينا أن نفعل ذلك بأنفسنا ومن يريد المساعدة فعليه أن يدعمنا".
لكن تقارير صحفية أمريكية كانت تحدثت عن رغبة يمنية في التعاون مع أمريكا دون ضجيج خشية تزايد السخط الشعبي على الحكومة. ونهاية ديسمبر الفائت لخصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمر قائلة إن في اليمن "حكومة فاسدة وقمعية، لكن الرئيس صالح يبدو أنه يرغب في التعاون مع واشنطن بهدوء وسرية".
***
الداخلية تقول إنها أحبطت عملية انتحارية للقاعدة بحضرموت، وواشنطن تمول بناء مركز للعائدين من غوانتانامو
قالت وزارة الداخلية إن أجهزة الأمن اعتقلت عنصرا من تنظيم القاعدة في مدينة المكلا بحضرموت كان في طريقه لتنفيذ هجوم انتحاري على "منشآت اقتصادية".
وذكر مصدر مسؤول بالوزارة أن أجهزة الأمن ألقت القبض على "الإرهابي صالح عبدالحبيب الشاوش" في منطقة خلف بحضرموت في وقت متأخر من مساء الجمعة، كان يستقل دراجة نارية وبحوزته عبوتان ناسفتان ويلف حزاما من متفجرات تي إن تي شديدة الانفجار على جسمه، بالإضافة إلى عدد من القنابل وصواعق التفجير، وجهاز تفجير عن بعد، وبطاقات هوية مزورة.
ونقل موقع وزارة الدفاع عن المصدر قوله إن التحقيقات الأولية كشفت أن الشاوش البالغ من العمر 24 عاما، كان يعتزم تنفيذ عملية انتحارية ضد بعض المنشآت الاقتصادية.
وتقول المصادر الأمنية إن العنصر المعتقل متورط في ارتكاب عدد من الأعمال الإرهابية، بينها الاعتداء على بعض النقاط الأمنية في حضرموت، والمشاركة في الهجوم على معسكر الأمن المركزي بسيئون في يوليو 2008.
وقال "سبتمبر نت" إن التحقيقات مستمرة مع الشاوش "للكشف عن مزيد من المعلومات حول المتورطين معه في التخطيط لتنفيذ العملية".
من جانب آخر، قال مسؤول حكومي يمني لم يكشف النقاب عن هويته، نهاية الأسبوع الماضي، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية ستمول بناء مركز لتأهيل العائدين من معتقلي غوانتانامو بكلفة 11 مليون دولار، وذلك في غضون 3 أشهر.
وكانت سلطات الأمن الأمريكية أطلقت سراح 6 من المعتقلين اليمنيين الشهر الفائت، ثم عادت وأعلنت تعليق إطلاق سراح آخرين من نحو 90 يمنيا من إجمالي 198 معتقلا في جوانتانامو، عقب الكشف عن محاولة التفجير الفاشلة لطائرة الركاب الأمريكية فوق مدينة "ديترويت" يوم 25 ديسمبر الفائت.
وجاء تصريح المسؤول اليمني لوكالة رويترز بعد ساعات من اجتماع دولي في لندن خصص لتدارس التحديات التي تواجهها اليمن، على رأسها التهديدات المتنامية لتنظيم القاعدة.
وبالإضافة إلى اليمنيين هناك ما لا يقل عن نصف المعتقلين يحملون الجنسية السعودية، وتبنت الرياض إنشاء مراكز تسعى لتأهيل العائدين من غوانتانامو ودمجهم في المجتمع تشتمل على ما أسمتها "برامج مناصحة" لإقناعهم بالتخلي عن الأفكار المتطرفة.
وامتدح وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي البرنامج السعودي في مقابلة أذاعتها شبكة "بي بي سي" قبل اجتماع لندن الثلاثاء "وهي فكرة روج لها اليمن في بادئ الأمر" لكنه قال إن "صنعاء تفتقر الآن للموارد لتنفيذها".