طق.... طق

طق.... طق

*منى صفوان
النداء الأخير.. لركاب الرحلة رقم 1978....
أخيرا "اليمن وصلـ".. بعد رحلة 3 عقود.. لما كان عليه أن يصل له..
فلم يكن عاقل ينتظر أن تصل رحلته الى مرفأ آخر..
فالوجهة التي قصدتها الرحلة، بحسب مكاتب السفريات، أشارت أنه قصد مكاناً لم يسجل عليه وصول أي رحلة عليها ناجون..
ولقد حجز جميع اليمنيين أمكنتهم على متن الرحلة.. مجبرين أو مخيرين.. لا فرق.. فهم جميعا سيصلون الآن الى نهايتها مجبرين.. بمن فيهم قائد الرحلة، الذي لم يتوقع هذه النهاية.. وكان ينتظر نهاية أخرى لرحلته!.. فقد قلنا "لم يكن هناك عاقلـ"..
ولمن تبقى على متن الرحلة.. نرجو ربط الأحزمة إن وجدتموها.
لأن الهبوط سيكون عنيفا.. فعجلات الطائرة تم اقتلاعها.. ونأسف أن كمامات الهواء لن تتدلى، لأنها سُرقت، كما أن سيادتكم لن تجدوا أية سترات نجاة تحت مقاعدكم، فقد تم بيعها..
ويسرنا، إخبار ركاب الدرجة الأولى، أنهم لن يستثنوا من هذا الهبوط العنيف المتوقع، برغم وجود سترات نجاة، وكمامات الأكسجين المتدلية، وشاشات العرض الملونة.. والمضيفات الجميلات..
وذلك، لأن القائد لم يتدرب على مهارات الهبوط... فهو فقط ماهر في الإقلاع..
... حمد لله على السلامة.
سلام