البرد يشن حرباً على النازحين

البرد يشن حرباً على النازحين

< البرد يودي بحياة 6 من نازحي الجوف وهدرة يتهم وزير الصحة بالتمييز بين النازحين
وذهبان: لا توجد وسائل تدفئة وغالباً يفيق النازحون ليجدوا الماء متجمداً
< الصليب الدولي والأمم المتحدة: أطفال يعانون من التهابات صدرية وأمراض جلدية بسبب البرد
في حين حذرت فرق الغوث التابعة للمنظمات الدولية العاملة في صعدة، من مخاطر موجة الصقيع على النازحين، كشفت مصادر خاصة لـ"النداء" عن وفاة 6 نازحين بينهم 4 اطفال في مخيم المبدعة بمحافظة الجوف القريب من حرف سفيان.
وقالت إن موجة الصقيع تسببت في وفاة 6 أشخاص على الأقل داخل المخيمات خلال الأيام ال10 الماضية، فضلاَ عن إصابة النازحين بالتهابات الصدر.
ويقدر عدد النازحين إلي محافظة الجوف من صعدة وعمران ومن بعض مديريات المحافظة التي اندلعت فيها المعارك مؤخراً، ب13 ألف نازح.
وبحسب حسن هدرة مدير إدارة المنظمات والتنسيق بمحافظة الجوف، فإن مخيم المبدعة بمديرية المطمة قائم على جهود الخيرين من أبناء المنطقة، وقال: إن مخيم المبدعة الذي يقطنه قرابة 1000 أسرة نازحة من محافظات: صعدة، الجوف، وعمران، لم يتلقَّ أي دعم من الجهات الحكومية منذ اندلاع الحرب السادسة حتى اللحظة.
هدرة الذي اتهم وزير الصحة بالاهتمام بالنازحين من محافظات أخرى، وإهمال نازحي محافظة الجوف، وجه نداء عاجلا للمنظمات الدولية والمحلية بالاهتمام بنازحي الجوف وإرسال مندوبيها للاطلاع على الوضع الإنساني المتردي، بدلا من إرسال المعونات إلى مخازن السلطة.
وكانت فرق الإغاثة ومسؤولون محليون حذروا من تفاقم أوضاع عشرات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام أو في بيوت مهجورة في محافظة صعدة والمناطق المحيطة بسبب برودة الطقس.
وقالت رباب الرفاعي، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، إن أوضاع النازحين الصعبة الناتجة عن النزاع المسلح، تزداد تفاقماً بسبب انخفاض درجات الحرارة، خصوصاً في صعدة والمناطق المحيطة بها.
وأضافت أن الأحوال الجوية تتفاوت في مختلف مناطق صعدة، إذ "قد تصل إلى 20 درجة خلال النهار، تنخفض حتى صفر خلال الليل حسب المناطق. كما يمكن أن يصبح الطقس بارداً وعاصفاً للغاية وممطراً ما يزيد من خطورة الإصابات التنفسية بين النازحين".
ووفقاً للرفاعي، فقد قامت عيادات الهلال الأحمر المدعومة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتوفير الرعاية الطبية الأولية للنازحين والسكان على حد سواء، وأحالت المحتاجين للعناية الطبية المتقدمة إلى المرافق الطبية المتخصصة.
وأوضحت أن "اللجنة واصلت دعم العيادات التابعة لوزارة الصحة في منطقة وادي خيوان بمحافظة عمران، لضمان حصول النازحين وغيرهم من المتضررين من النزاع والطقس البارد، على أبسط مستويات الاستشارة الطبية".
وكانت دوروثيا كريميتساس المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، قالت في مؤتمر صحفي الجمعة الماضية، إن "ظروف الشتاء القاسية في الشمال تزيد من سوء الوضع المؤلم بالفعل لمن يفرون من الصراع".
وأضافت أن اللجنة غير قادرة على التحقق من ادعاءات بأن مدنيين قتلوا في القتال المستمر، حيث لا يمكنها الوصول لأجزاء كبيرة من مناطق الصراع.
وأشارت إلى أن "التدفق المنتظم" للنازحين يصب في مدينة صعدة بالقرب من الحدود السعودية، ولم يكن لدى كثير من الهاربين سوى ملابسهم التي يرتدونها. وقالت إن عدة آلاف وصلوا إلى هناك في الأيام الأولى من العام الحالي.
وقالت إن العديد من الأطفال اليمنيين يصابون بعدوى في الجهاز التنفسي بسبب الليالي الباردة حين تتراجع الحرارة إلى قرب درجة التجمد.
ولا تملك اللجنة الدولية للصليب الأحمر أي أرقام عن خسائر بشرية جراء الصراع، لكنها تقول إن عشرات الآلاف من الناس شُردوا من منازلهم منذ اندلاع القتال في أغسطس الماضي.
ووزعت اللجنة معونة على 73 ألف نازح، وتساعد في إدارة 5 مخيمات بينها مخيم المندبة القريب من الحدود السعودية، والذي يؤوي 7 آلاف شخص.
ووفقاً لعبدالله ذهبان عضو المجلس المحلي، لا تتوفر في معظم خيام النازحين أية مدافئ، وعادة ما يصحو الناس ليجدوا أن الماء تجمد في أوانيه. وأكد أن 75% من النازحين من الأطفال الذين يتضررون أكثر من غيرهم بسبب برودة الطقس.
وعلى صعيد متصل، قال أندرو نايت، مسؤول العلاقات الخارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن فريقاً محلياً يعمل مع المفوضية قام بزيارة مستشفى السلام في صعدة، ووجد أن العديد من الأطفال يعانون من التهابات صدرية وأمراض جلدية.
وأشار نايت إلى أن "المتابعة مع الأطباء أظهرت أن هؤلاء الأطفال يعانون بسبب برودة الطقس ويحتاجون بشكل عاجل لملابس الشتاء بما فيها الأغطية والمأوى الملائم، وأن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رفعت عدد الأغطية المخصصة للشخص الواحد إلى غطاءين، وقامت بتوزيع الخيام لآلاف النازحين الذين كانوا يعيشون تحت الأشجار أو في مراكز إيواء مؤقتة".
إلى ذلك، أفاد جيان كارلو شيري، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، بأنه تم تصميم سلة الغذاء المقدمة للنازحين وفقاً لمتطلبات الطقس البارد، وأن برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعداته لأكثر من 150 ألف نازح، وأنه من المتوقع أن يزداد هذا العدد ليصل إلى حوالي 200 ألف مستفيد خلال الأشهر القادمة.