القراضي يتهم جنود الأمن المركزي بإب بتلفيق تهمة أنه تسبب بوفاة زميلهم في حادث صدام بين سيارة وطقم عسكري

القراضي يتهم جنود الأمن المركزي بإب بتلفيق تهمة أنه تسبب بوفاة زميلهم في حادث صدام بين سيارة وطقم عسكري

* إب - إبراهيم البعداني
لم يكن يعلم المواطن محمد عبدالله القراضي أنه سيكون ضحية لمسرحية أمنية لعب فيها دور الجاني، ومثل وأخرجها أفراد من الأمن المركزي بمحافظة إب. كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً حيث توقف القراضي بسارته نوع (دينه) أمام إحدى الورش (بنشر) ليتفاقد إطاراتها وتزويدها بالهواء. كان حريصاً كعادته على تفحص السيارة مصدر رزقه الوحيد، وقبل ذلك كان حريصاًً على الوقوف جانب الرصيف بعيداً عن الشارع.
صعد القراضي سيارته بعد تزويدها بالهواء ليستأنف السير باتجاه مدينة إب، وبعد لحظات فقط من صعوده السيارة وجد نفسه وقد أطيح به على الأرض مضرجاً بدمائه وفاقداً الوعي، ولم يفق من غيبوبته إلا في إحدى زنازن الأمن المركزي، وبدأ يتفحص المكان غير المألوف لديه متسائلاً.. ما الذي جاء به إلى هنا، وأثناء انشغاله واندهاشه بوجوده في تلك الغرفة المظلمة بدأ يتحسس جسمه حين شعر ساعتذاك أن جزءاً منه يكاد ينفصل منه ليكتشف أن ذراعه اليسرى قد كسرت.
من أنتم وليش أنا هنا وأيش فعلت وأين حقي السيارة..؟ أسئلة وجهها القراضي لمجموعة من الجنود عند دخولهم عليه. بدورهم رد الجنود: يا محترم أنت قتلت فرداً من أفراد الأمن المركزي، والآن أنت في معسكر المركزي لوما تجي النيابة وتحقق معاك.
وأثناء تبادل الحديث بين القراضي ورجال الأمن طلب منهم السماح له بالاتصال بأحد أقاربه الذي يعمل ضابطاً في نفس المعسكر، وبعد نصف ساعة وصل الضابط، وبعد وساطة سمح للقراضي بمغادرة المعسكر الى المستشفى بضمانة قريبه الضابط.
وحسب عديد مواطنين كانوا متواجدين ساعة الحادث الذي اتهم فيه القراضي بقتل أحد الجنود حيث أوضحوا أن أحد الأطقم العسكرية التابع للأمن المركزي كان يسير بسرعة جنونية وكان يقل قرابة 30 فرداً منهم حوالي 10 أفراد كانوا معلقين على الأبواب وبعضهم على غطاء المكينة، وعند وصوله إلى منطقة سائلة جبلة وهو بتلك السرعة اصطدم بسيارة القراضي، ما أسفر عن كسر يد القراضي وسقوط أحد أفراد الأمن من على الطقم ليفارق الحياة مباشرة بسبب سرعة الطقم وقوة الاصطدام.
وأضاف شهود أنه بعد الحادثة مباشرة قام أفراد الأمن بنقل القراضي إلى داخل باص وأخذوه معهم إلى مكان مجهول.
وقال القراضي إنه وبعد رجوعه إلى وعيه وجه له رجال الأمن تهمة التسبب في مقتل أحد أفراد الأمن، وقال إنهم كانوا يسبونه ويحقرونه ويستفزونه ويشهرون السلاح في وجهه، يريدون بذلك أن يرد عليهم حتى يتهجموا عليه، إلا أنه لم يرد عليهم.
وأضاف أن أفراد الأمن المركزي عادوا الى مكان الحادث وأرغموا أحد المواطنين (صاحب وايت) بأن يقوم بتشغيل سيارة القراضي ويحركها من مكانها الى وسط الشارع لتضليل شرطة المرور، الذي أتى وحجز سيارته في حوش المرور، وقام بوضع مخطط لمكان الحادث معتمداً على وجود السيارة وسط الشارع بعد تحريكها من الرصيف تحت تهديد السلاح.
وأضاف أن المرور رغم إشارته في ختام تقريره الذي قام برفعه عن الحادثة انه يقال إن السيارة حُركت من مكانها، ذكر فيه أن سيارته كانت واقفة وسط الشارع متسببة في وقوع الحادث.
وقال إن مواطنين كانوا متواجدين أثناء قيام رجال الأمن بإرغام صاحب الوايت بنقل سيارته من وضعها الصحيح، وعند محاولة بعضهم الإيضاح لرجال الأمن بأن الطقم هو المخطئ بسبب سرعته الجنونية وحمولته الكبيرة، فكان ردهم بأن انهالوا عليهم ضرباً وركلاً.
وأضاف أن تقرير المرور ذُيل بملاحظة أسفل التقرير جاء فيها "إن الطقم كانت حمولته غير قانونية وسرعته جنونية".
وأفاد القراضي بأن عدداً من أفراد الأمن المركزي جاؤوا إلى المستشفى في منتصف الليل بلباس مدني وحاولوا الدخول الى غرفته بحجة أنهم أقاربه جاؤوا لزيارته، إلا أن أحد مرافقيه تنبه الى لهجة الزوار التي تدل أنهم من محافظة أخرى، ليكتشف بعد ذلك أنهم أفراد من الأمن المركزي حاولوا الاعتداء عليه.
القراضي الذي يرقد في المستشفى، طالب النيابة بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة الجناة الحقيقيين وأخذ أقوال الشهود حتى لا تضيع الحقيقة. وطالب قائد الأمن المركزي بتحمل المسؤولية وإصلاح سيارته وإخراجها من حوش المرور وتعويضه عما لحق به، مؤكداً أن إدارة المستشفى تطالبه بدفع مصاريف وصلت إلى أكثر من 150 ألف ريال.